في أوت الماضي أعلن رئيس النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص، سمير شطورو، أنه تم تخصيص 1200 عيادة طب عام وطب اختصاص ومخبر تحليل للانطلاق في تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا بصفة مجانية. مؤكدا على أن للمواطنين هامش الحرية في اختيار الجهة المكلفة بعملية التلقيح (مركز تلقيح أو صيدلية أو عيادة طبية أو مخبر تحليل) وتصلهم إرسالية قصيرة في الغرض.. وقد تزامن ذلك مع انطلاق الحملات التلقيح الوطنية المكثفة التي اتخذتها وزارة الصحة وبمساندة كبيرة من إدارة الصحة العسكرية.. حيث انخرط وقتها أطباء القطاع الخاص في هذا المجهود الوطني وهم الذين ساهم بعضهم بفاعلية في إطار المستشفيات الميدانية وذلك في ذروة الجائحة ..
ورغم أن مجهود بعض هؤلاء الأطباء من المتطوعين واغلبهم طب عام كان كبيرا وحاسما إلا انه لم يقع تسليط الضوء عليه بشكل كبير رغم أهميته في إنقاذ حياة العشرات في ذروة الجائحة وكذلك على أهميته اليوم في تحفيز المواطنين على الإقبال على التلقيح .
من بين هؤلاء الأطباء الطبيب جلال بن يوسف الذي يملك عيادة طب عام بمنطقة أوتيك، والذي يقول عن نفسه في هذا التصريح لـ"الصباح": أنا طبيب في القطاع الخاص منذ 32 سنة في منطقة أوتيك في منطقة ريفية وأنا أيضا من مؤسسي الجمعية التونسية للطب العام منذ 2006 والآن أنا نائب رئيس هذه الجمعية وكذلك أنا أيضا من مؤسسي الجمعية المغاربية للطب العام وعضو في الهيئة الجهوية لعمادة الأطباء" .
ويضيف د. بن يوسف "عندما تم إقرار برنامج للتلاقيح كانت هذه التلاقيح تحصل بشكل حصري في مراكز التلقيح التي حددتها وزارة الصحة وبعد ذلك صدر قرار بأن تكون هناك حملات تلقيح وكانت الحملة الأولى يوم 8 أوت الماضي لتتالى بعد ذلك الحملات التي تجاوزت العشر حملات وكان لي الشرف في الأربع حملات الأولى ان أكون من المنظمين لهذه الحملات في منطقتي.. بعد ذلك صدر قرار للشراكة أو التعاون بين القطاع الخاص والعام في مسألة التلاقيح وذلك بطلب من عمادة الأطباء وبطلب من عمادة الصيادلة في أن يساهم القطاع الخاص في عملية التلقيح، وفي البداية أحدثنا قاعدة بيانات حتى يتمكن أطباء القطاع الخاص المهتمين بالمساهمة في التلقيح ويتسنى لهم تسجيل أنفسهم في عمادة الأطباء وبعد ذلك تم تمكين وزارة الصحة من هذه القائمة حتى تمدّنا بكل مستلزمات التلقيح ولكن للأسف في البداية على 420 طبيبا طلب المساهمة لم يتسنّ قبول إلا 120 عيادة خاصة فقط على كامل الجمهورية وهي نسبة قليلة ولو أننا نتفهم سياسة الدولة التي كانت تخشى أن يتم بعد ذلك التراجع عن مواصلة عملية التلقيح، وعمليا حصل هذا الأمر ولكن بشكل أكبر مع الصيادلة ولكن ليس بسببهم بل بسبب عمادة الصيادلة التي أجبرتهم على أن يحصل المواطن الذي يريد التلقيح على موعد مسبق وهو ما لم يشجع المواطنين عكس أطباء الخاص الذين يقومون في نفس الوقت بعملية التسجيل والتلقيح على عين المكان وهنا بدت العملية أسهل وأقل تعقيدا.. وبالنسبة لي أنا شخصيا وجدت الدعم والمساعدة من المندوبية الجهوية للصحة ببنزرت التي مكنتنا من "الكود" الذي من خلاله استطعنا تسجيل المواطنين والقيام بعملية التلقيح ."
قام بـ2000 تلقيح في عيادته
وحول كيفية سير عملية التلقيح يضيف د. جلال بن يوسف "بالنسبة لأنواع التلقيح في البداية تم تمكيننا من الاسترازينكا وهو التلقيح المناسب للفئة العمرية من أربعين سنة فما فوق، وبعد أسبوعين عندما لاحظنا وبعض الزملاء إقبالا لفئة الشباب تقدمنا بمطلب حتى نستطيع التلقيح لهذه الفئة العمرية وقد تجاوبت معنا وزارة الصحة ومكنتنا من تلقيح سينوفارم حتى نستطيع التلقيح للفئة بين 18 و40 سنة وقد نجحت العملية وحققت نتائج طيبة في الواقع ."
محدثنا كانت له تجربة من نوع خاص واستثنائي في مواجهة الجائحة حيث يقول "أنا كانت لي تجربة خاصة نوعا ما باعتبار ان عملي منذ البداية كان في منطقة ريفية حيث حاولت تحفيز المواطنين على التلقيح وأعلنت على بعض الامتيازات من ذلك ان من سيقبل على التلقيح سيحصل مجانا على قياس ضغط الدم وفحص مرض السكري وكشف طبي للوقاية من أعراض مرض السمنة كما يحصل على هدية رمزية كانت قبعة في البداية ثم بعد ذلك كمامات واليوم نحن نوزّع أكياسا ايكولوجية الآن كهدايا للمقبلين على التلقيح.. وبعد ذلك شجعني اقبال المواطنين على التلقيح على القيام بيوم مفتوح للتلقيح في عيادتي وذلك يوم 17 ديسمبر الماضي وكنت الأول على مستوى الجمهورية بالاستعانة ببعض شباب المنطقة العارفين بالاعلامية كما قدم عدد من زملائي الأطباء المساعدة وقد تمكنا يومها من تقديم 133 جرعة في ذلك اليوم المفتوح..وهذا نتج عنه عدوة إيجابية حيث قام بعد ذلك عدد من الزملاء في القطاع الخاص بأيام مفتوحة للتلقيح ضد كوفيد 19 . ولاحظت المندوبية الجهوية ببنزرت أهمية العمل المنجز وبذلك مكنتنا من كل أنواع التلقيح بما في ذلك فايزر حتى نستطيع تلقيح الحوامل واليوم أنا استعد لتنظيم يوم مفتوح آخر في غضون الأيام القليلة القادمة".
ولعل أهم ما في هذه التجربة الخاصة للدكتور جلال بن يوسف الذي أجرى إلى حدّ الآن في عيادته 2000 تلقيح أنه وفي ذروة الكوفيد وبفضل التبرعات تمكن من جمع 40 مكثف أوكسجين وقام بتحويل عيادته إلى مستشفى ميداني ويوميا يتوافد عليه بين 25 و30 مريضا وقد قام بتركيز أسرة وأدار الأمر وكأنه مستشفى ميداني حيث يتلقى فيه المرضى كل الإسعافات الممكنة وكل ذلك بصفة مجانية وتمكّن بذلك من إنقاذ عدة أرواح.
منية العرفاوي
تونس – الصباح
في أوت الماضي أعلن رئيس النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص، سمير شطورو، أنه تم تخصيص 1200 عيادة طب عام وطب اختصاص ومخبر تحليل للانطلاق في تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا بصفة مجانية. مؤكدا على أن للمواطنين هامش الحرية في اختيار الجهة المكلفة بعملية التلقيح (مركز تلقيح أو صيدلية أو عيادة طبية أو مخبر تحليل) وتصلهم إرسالية قصيرة في الغرض.. وقد تزامن ذلك مع انطلاق الحملات التلقيح الوطنية المكثفة التي اتخذتها وزارة الصحة وبمساندة كبيرة من إدارة الصحة العسكرية.. حيث انخرط وقتها أطباء القطاع الخاص في هذا المجهود الوطني وهم الذين ساهم بعضهم بفاعلية في إطار المستشفيات الميدانية وذلك في ذروة الجائحة ..
ورغم أن مجهود بعض هؤلاء الأطباء من المتطوعين واغلبهم طب عام كان كبيرا وحاسما إلا انه لم يقع تسليط الضوء عليه بشكل كبير رغم أهميته في إنقاذ حياة العشرات في ذروة الجائحة وكذلك على أهميته اليوم في تحفيز المواطنين على الإقبال على التلقيح .
من بين هؤلاء الأطباء الطبيب جلال بن يوسف الذي يملك عيادة طب عام بمنطقة أوتيك، والذي يقول عن نفسه في هذا التصريح لـ"الصباح": أنا طبيب في القطاع الخاص منذ 32 سنة في منطقة أوتيك في منطقة ريفية وأنا أيضا من مؤسسي الجمعية التونسية للطب العام منذ 2006 والآن أنا نائب رئيس هذه الجمعية وكذلك أنا أيضا من مؤسسي الجمعية المغاربية للطب العام وعضو في الهيئة الجهوية لعمادة الأطباء" .
ويضيف د. بن يوسف "عندما تم إقرار برنامج للتلاقيح كانت هذه التلاقيح تحصل بشكل حصري في مراكز التلقيح التي حددتها وزارة الصحة وبعد ذلك صدر قرار بأن تكون هناك حملات تلقيح وكانت الحملة الأولى يوم 8 أوت الماضي لتتالى بعد ذلك الحملات التي تجاوزت العشر حملات وكان لي الشرف في الأربع حملات الأولى ان أكون من المنظمين لهذه الحملات في منطقتي.. بعد ذلك صدر قرار للشراكة أو التعاون بين القطاع الخاص والعام في مسألة التلاقيح وذلك بطلب من عمادة الأطباء وبطلب من عمادة الصيادلة في أن يساهم القطاع الخاص في عملية التلقيح، وفي البداية أحدثنا قاعدة بيانات حتى يتمكن أطباء القطاع الخاص المهتمين بالمساهمة في التلقيح ويتسنى لهم تسجيل أنفسهم في عمادة الأطباء وبعد ذلك تم تمكين وزارة الصحة من هذه القائمة حتى تمدّنا بكل مستلزمات التلقيح ولكن للأسف في البداية على 420 طبيبا طلب المساهمة لم يتسنّ قبول إلا 120 عيادة خاصة فقط على كامل الجمهورية وهي نسبة قليلة ولو أننا نتفهم سياسة الدولة التي كانت تخشى أن يتم بعد ذلك التراجع عن مواصلة عملية التلقيح، وعمليا حصل هذا الأمر ولكن بشكل أكبر مع الصيادلة ولكن ليس بسببهم بل بسبب عمادة الصيادلة التي أجبرتهم على أن يحصل المواطن الذي يريد التلقيح على موعد مسبق وهو ما لم يشجع المواطنين عكس أطباء الخاص الذين يقومون في نفس الوقت بعملية التسجيل والتلقيح على عين المكان وهنا بدت العملية أسهل وأقل تعقيدا.. وبالنسبة لي أنا شخصيا وجدت الدعم والمساعدة من المندوبية الجهوية للصحة ببنزرت التي مكنتنا من "الكود" الذي من خلاله استطعنا تسجيل المواطنين والقيام بعملية التلقيح ."
قام بـ2000 تلقيح في عيادته
وحول كيفية سير عملية التلقيح يضيف د. جلال بن يوسف "بالنسبة لأنواع التلقيح في البداية تم تمكيننا من الاسترازينكا وهو التلقيح المناسب للفئة العمرية من أربعين سنة فما فوق، وبعد أسبوعين عندما لاحظنا وبعض الزملاء إقبالا لفئة الشباب تقدمنا بمطلب حتى نستطيع التلقيح لهذه الفئة العمرية وقد تجاوبت معنا وزارة الصحة ومكنتنا من تلقيح سينوفارم حتى نستطيع التلقيح للفئة بين 18 و40 سنة وقد نجحت العملية وحققت نتائج طيبة في الواقع ."
محدثنا كانت له تجربة من نوع خاص واستثنائي في مواجهة الجائحة حيث يقول "أنا كانت لي تجربة خاصة نوعا ما باعتبار ان عملي منذ البداية كان في منطقة ريفية حيث حاولت تحفيز المواطنين على التلقيح وأعلنت على بعض الامتيازات من ذلك ان من سيقبل على التلقيح سيحصل مجانا على قياس ضغط الدم وفحص مرض السكري وكشف طبي للوقاية من أعراض مرض السمنة كما يحصل على هدية رمزية كانت قبعة في البداية ثم بعد ذلك كمامات واليوم نحن نوزّع أكياسا ايكولوجية الآن كهدايا للمقبلين على التلقيح.. وبعد ذلك شجعني اقبال المواطنين على التلقيح على القيام بيوم مفتوح للتلقيح في عيادتي وذلك يوم 17 ديسمبر الماضي وكنت الأول على مستوى الجمهورية بالاستعانة ببعض شباب المنطقة العارفين بالاعلامية كما قدم عدد من زملائي الأطباء المساعدة وقد تمكنا يومها من تقديم 133 جرعة في ذلك اليوم المفتوح..وهذا نتج عنه عدوة إيجابية حيث قام بعد ذلك عدد من الزملاء في القطاع الخاص بأيام مفتوحة للتلقيح ضد كوفيد 19 . ولاحظت المندوبية الجهوية ببنزرت أهمية العمل المنجز وبذلك مكنتنا من كل أنواع التلقيح بما في ذلك فايزر حتى نستطيع تلقيح الحوامل واليوم أنا استعد لتنظيم يوم مفتوح آخر في غضون الأيام القليلة القادمة".
ولعل أهم ما في هذه التجربة الخاصة للدكتور جلال بن يوسف الذي أجرى إلى حدّ الآن في عيادته 2000 تلقيح أنه وفي ذروة الكوفيد وبفضل التبرعات تمكن من جمع 40 مكثف أوكسجين وقام بتحويل عيادته إلى مستشفى ميداني ويوميا يتوافد عليه بين 25 و30 مريضا وقد قام بتركيز أسرة وأدار الأمر وكأنه مستشفى ميداني حيث يتلقى فيه المرضى كل الإسعافات الممكنة وكل ذلك بصفة مجانية وتمكّن بذلك من إنقاذ عدة أرواح.