تونس-الصباح
يبدو أن المتحور الجديد من فيروس كورونا "اوميكرون" بصدد الزحف والانتشار سريعا بعد أن سجّلت تقريبا جل الولايات تزايدا ملحوظا في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا هذا بالتوازي مع بروز مٌتحور جديد في فرنسا وفقا لما أكده أمس الدكتور زكرياء بوقرة بما يؤشر إلى أن الوضع الوبائي مرجح لان يتعقد أكثر في قادم الأيام.
فهل ستقر اللجنة العلمية إجراءات جديدة أم ستكتفي بالتنصيص على ضرورة متابعة الالتزام بالاجراءات الوقائية؟
في هذا الخٌصوص سجّلت إدارة الصحة الوقائية ببن عروس84 إصابة جديدة بفيروس "كورونا"، بعد أن قامت الوحدات المخبرية القارة والمتنقلة بإجراء 577 تحليلا مخبريا أول أمس وفق ما أفاد به، مدير الصحة الوقائية بالجهة الدكتور فتحي اللطيف..
وذكر اللطيف لـ"وات" أن المصالح الطبية ورغم ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس خلال الأيام القليلة الماضية، فانه لم يثبت لديها إلى الآن أية إصابة بمتحوري "اوميكرون" أو "دلتا" من بين التحاليل المخبرية التي تم رفعها، كما لم تسجل الجهة أية حالة وفاة جديدة جراء الفيروس.
ووفقا للأرقام الجديدة المسجلة يقدر معدل التحاليل الايجابية في حدود 14 فاصل 55 بالمائة لكل مائة ألف ساكن، وهي في مجملها إصابات عادية يتم التعامل معها وفق البروتوكولات الصحية المعتمدة، ولم تتطلب أي حالة منها الإقامة والمتابعة بالمؤسسات الصحية، حيث لم يسجل المستشفى الجهوي الياسمينات استقبال مصابين بالأقسام المسخرة لذلك وفق ذات المصدر..
وبالتوازي مع ذلك فقد أحصت ولاية صفاقس خلال ال24 ساعة الماضية ولليوم الثاني على التوالي 4 وفيات بسبب الإصابة بفيروس "كورونا" وذلك بالتزامن مع تواصل الارتفاع التدريجي في الإصابات الذي تعرفه الجهة.
وتشير المعطيات التي نشرتها الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس على صفحتها الرسمية امس إلى إحصاء 259 إصابة جديدة بالوباء على مجموع 1258 تحليلا بما يرفع نسبة الإيجابية إلى ما يزيد عن 20 بالمائة بعد أن كانت في اليومين السابقين على التوالي في حدود 10 و16 بالمائة، وهو ما يؤكد عودة المنحى التصاعدي لانتشار الوباء من جديد وتسارع وتيرة الموجة الرابعة.
فيما سجّلت الجهة الصحية في بنزرت خلال الأيام الأربعة الأخيرة، إصابة 100 شخص جديدة وحالتي وفاة بسبب فيروس كورونا المستجد ، وفق ما أفادت به عضو خلية اليقظة والترصد الطبي بالإدارة الجهوية للصحة ببنزرت الدكتورة سلمى المشيرقي
ولعل ما يزيد الوضع تعقدا هو بروز متحور جديدة في فرنسا وفقا لما أعلنه أمس الدكتور زكرياء بوقرة عل صفحته الرسمية الاجتماعية "الفايسبوك" حيث أورد أن هذا المتحور يعرف الى حد اللحظة بـ B.1.640.2
وهو موجود حاليا في جنوب فرنسا ويبدو انه ظهر في الكامرون ويحمل 46 تحولا جينيا على البروتين الشوكي للفيروس ولا يعرف إلى حد اللحظة مدى خطورته بما يعني ان الفيروس ما يزال يكشف عن مفاجاته وقد يتعقد الوضع أكثر في حال تم تأكيد خطورة هذا المتحور الجديد..
في هذا الخضم وبما أن مدير عام الهيئة الوطنية للتقييم والإعتماد في المجال الصحي الدكتور شكري حمودة قد أورد أمس في تصريح لإذاعة موزاييك أف أم أنّ 70% من العينات الخاضعة للتقطيع الجيني بتونس الكبرى تحمل المتحور "'أوميكرون" حيث كشف انه تم '.
أخذ 33 عيّنة من ولايات تونس الكبرى تمّ إجراؤها في مخابر القطاع العام والخاص أيام 28 و29 و30 ديسمبر الماضي وإخضاعها للتقطيع الجيني في معهد باستور وتبين أن 23 منهم من متحوّر أوميكرون و10 منهم دلتا ما يعني ان حوالي 70 من العينات هي لمتحور 'أوميكرون'.
فانه يصحّ التّساؤل عن مدى وجود إجراءات جديدة لتطويق انتشار متحوّر "اوميكرون " خاصة أن النسبة العامة للتلاقيح ما تزال دون المأمول يقابلها تراخ تام لإجراءات الوقاية الصحية.وفي هذا الإطار أورد أمس مصدر مطلع من وزارة الصحة لـ "الصباح" انه لا وجود لاجراءات جديدة على اعتبار ان الاجراءات التي اقرتها اللجنة العلمية في علاقة بالوافدين بالخارج تبقى كافية الى حد اللحظة مشيرا الى ان الجهود منكبة على تكثيف مسار عمليات التلقيح.
يذكر أن الدكتور حمودة كان قد أورد ايضا ان التلقيح يحمي من الحالات الخطرة من كوفيد-19 بغض النظر عن نوع الفيروس حيث أثبتت الدراسات أن الجرعة الثالثة تعيد المناعة المبنية على المضادات بنسبة تفوق 70%، مشددا على ضرورة الالتزام بالبروتوكول الصحي وإجراءات الوقاية والتباعد وعدم التخلّي عن ارتداء الكمامة.
وأوضح أنّه وعلميا، فانّ متحور "أوميكرون" من فيروس كورونا يمكن أن لا يظهر عند إجراء التحاليل السريعة حيث أثبتت بالتجربة أنه يمكن أن تكون النتيجة سلبية بالتحاليل السريعة وإيجابية عند القيام بتحليل PCR علما أن متحور "أوميكرون" هو الأكثر انتشارا والأقل شراسة على حد تشخيصه.
منال حرزي