إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كل امرأة هي ياقوتة .. ليلى طوبال تكسر الصمت

تونس - الصباح
"راك مرا اسكت" .. عبارة تبدو منطقية في مجتمعاتنا الذكورية .. فلا يمكن للكائن المؤنث أن يخطو خارج دائرة تحددها الأعراف والتقاليد وحتى القانون في أحيانا كثيرة .. فالمرأة تهان في هذا العالم نفسيا، جسديا ومهنيا وعليها أن تصمت.. عن صراع المرأة مع قيود المجتمع تطلق ليلى طوبال صرخة ثائرة في العرض الأول لـموندراما "ياقوتة" على خشبة مسرح "التياترو".
في حكاية ليلى طوبال، "ياقوتة" هي طفلة تولد من رحم طفلة أخرى مغتصبة ولم تتجاوز بعد السادسة عشر من العمر، طفلة تعرضت لتحرش الأخ الأكبر، قسوة العائلة، التعنيف والاغتصاب في أحد "قصور الدعارة" فالمتاجرة بأجساد الأطفال درجات ولكل طبقة اجتماعية سعرها..
جاءت "ياقوتة" للحياة في ليلة عاصفة من "أم عزباء" تنعت بأبشع النعوت من مجتمعها، تركتها قرب جامع لتربى من قبل عائلة منحتها لقب رجل يحميها من كلمة "لقيطة".. ألا يولد الجميع من لقاء "حيوان منوي" بــ"بويظة" ؟! .. كلمات ترددت كثيرا في تساؤلات ليلى طوبال على ركح مسرح طالما أعلن ثورته على "مكبلات" مجتمع يعاني "إعاقة فكرية".
تتغلغل ليلى طوبال عميقا في مجتمع يلفظ بناته .. تصور كلماتها مشاهد لواقع تسوده الفضيلة الواهمة، فجسد المرأة يحاكم مهما كانت تبلغ من العمر،الثقافة والمكانة الاجتماعية، تحفظ سمعتها بالختان وكبت الرغبات.. تزوج وتشغل قاصرا، تتعرض لتحرش في وسائل النقل العمومية، في عملها حتى أنها قد تعاني من الاغتصاب الزوجي .. 
تجهض قصص نساء العرض المونودرامي "ياقوتة" شعارات المساواة بكل أشكالها وترسم واقعا مؤلما للمرأة في مجتمعات تقليدية مغلقة، تلونها أفكار تجار السياسة، الدين والميديا.
تحمل ليلى طوبال الشموع تحية لضحايا التحرش، الاغتصاب، زنا المحارم والعنف الزوجي والأسري .. تصرخ عاليا "كل مرا في الدنيا ياقوتة .. "ألا يولد كل الأطفال من لقاء "حيوان منوي" و"بويضة" !؟تساؤل يظل يلاحق بطلة وكاتبة "ياقوته" على ركح "التياترو" ..
تنفعل، ترقص وتبكي  .. هي المرأة بكل تناقضاتها .. تداوي جروحها .. تسامح ولكن لا تركع تظل شامخة بأنوثتها وقوتها الكامنة في عمق كيانها الثائر، هكذا رسمت ليلى طوبال صورة المرأة - كما تريدها وتدعو لتكون - على ورقات العرض المونودرامي "ياقوتة".
تماهي سينوغرافيا "ياقوتة"،كتابة وأداء وإخراج ليلى طوبال وإنتاج "الفن مقاومة"، تيمة العمل وتحيك جمالياتها عالم المرأة بكل مكوناته.. ليلى طوبال لا تكتفي بصوتها وتروي قصص ومعاناة نساء من التطرف، الجهل، قضايا الشرف في العالم العربي  وترافق تسجيلات صوتية لنساء نجهل أسمائهن صرختها الثائرة على ركح "التياترو" مع حضور صوتي للراحلات رجاء بن عمار، زينب فرحات وجيزال حليمي. 
"ياقوتة" المهدى لروح والد ليلى طوبال، لمديرة فضاء التياتروللحقوقية الراحلة زينب فرحات ولينا بن مهني، عمل فني يحمل ملامح وخصوصيات تجربة طويلة لإحدى سيدات المسرح التونسية.. فهوامتداد لأفكار ومواقف ممثلة وكاتبة قدمت من بين أعمالها "حب في الخريف"، "رهائن"، "آخر ساعة"، "غيلان"و"سلوان".. ليلى طوبال كانت وفية لمشوار مسرحي مقاوم فلا يمكننا الفصل بين الفنانة، الناشطة الحقوقية والمواطنة التونسية "المسيسة" في أعمالها لذلك طغت كثيرا المباشراتية في "ياقوتة" ولعّلها من منظورنا النقطة الأبرز الممكن مناقشتها والاختلاف في مدى طغيان هذه السمة على أعمال ليلى طوبال المسرحية.
للتذكير فإن "ياقوتة" هو أحد النصوص الخمس المختارة في سنة 2021 من قبل مسابقة مسرح "انسمبل" للنشر باللغتين العربية والانقليزية  ضمن كتاب "أنطولوجيا المسرح العربي المعاصر" .
 
نجلاء قموع
 
 
 
 
 
 
 كل امرأة هي ياقوتة .. ليلى طوبال تكسر الصمت
تونس - الصباح
"راك مرا اسكت" .. عبارة تبدو منطقية في مجتمعاتنا الذكورية .. فلا يمكن للكائن المؤنث أن يخطو خارج دائرة تحددها الأعراف والتقاليد وحتى القانون في أحيانا كثيرة .. فالمرأة تهان في هذا العالم نفسيا، جسديا ومهنيا وعليها أن تصمت.. عن صراع المرأة مع قيود المجتمع تطلق ليلى طوبال صرخة ثائرة في العرض الأول لـموندراما "ياقوتة" على خشبة مسرح "التياترو".
في حكاية ليلى طوبال، "ياقوتة" هي طفلة تولد من رحم طفلة أخرى مغتصبة ولم تتجاوز بعد السادسة عشر من العمر، طفلة تعرضت لتحرش الأخ الأكبر، قسوة العائلة، التعنيف والاغتصاب في أحد "قصور الدعارة" فالمتاجرة بأجساد الأطفال درجات ولكل طبقة اجتماعية سعرها..
جاءت "ياقوتة" للحياة في ليلة عاصفة من "أم عزباء" تنعت بأبشع النعوت من مجتمعها، تركتها قرب جامع لتربى من قبل عائلة منحتها لقب رجل يحميها من كلمة "لقيطة".. ألا يولد الجميع من لقاء "حيوان منوي" بــ"بويظة" ؟! .. كلمات ترددت كثيرا في تساؤلات ليلى طوبال على ركح مسرح طالما أعلن ثورته على "مكبلات" مجتمع يعاني "إعاقة فكرية".
تتغلغل ليلى طوبال عميقا في مجتمع يلفظ بناته .. تصور كلماتها مشاهد لواقع تسوده الفضيلة الواهمة، فجسد المرأة يحاكم مهما كانت تبلغ من العمر،الثقافة والمكانة الاجتماعية، تحفظ سمعتها بالختان وكبت الرغبات.. تزوج وتشغل قاصرا، تتعرض لتحرش في وسائل النقل العمومية، في عملها حتى أنها قد تعاني من الاغتصاب الزوجي .. 
تجهض قصص نساء العرض المونودرامي "ياقوتة" شعارات المساواة بكل أشكالها وترسم واقعا مؤلما للمرأة في مجتمعات تقليدية مغلقة، تلونها أفكار تجار السياسة، الدين والميديا.
تحمل ليلى طوبال الشموع تحية لضحايا التحرش، الاغتصاب، زنا المحارم والعنف الزوجي والأسري .. تصرخ عاليا "كل مرا في الدنيا ياقوتة .. "ألا يولد كل الأطفال من لقاء "حيوان منوي" و"بويضة" !؟تساؤل يظل يلاحق بطلة وكاتبة "ياقوته" على ركح "التياترو" ..
تنفعل، ترقص وتبكي  .. هي المرأة بكل تناقضاتها .. تداوي جروحها .. تسامح ولكن لا تركع تظل شامخة بأنوثتها وقوتها الكامنة في عمق كيانها الثائر، هكذا رسمت ليلى طوبال صورة المرأة - كما تريدها وتدعو لتكون - على ورقات العرض المونودرامي "ياقوتة".
تماهي سينوغرافيا "ياقوتة"،كتابة وأداء وإخراج ليلى طوبال وإنتاج "الفن مقاومة"، تيمة العمل وتحيك جمالياتها عالم المرأة بكل مكوناته.. ليلى طوبال لا تكتفي بصوتها وتروي قصص ومعاناة نساء من التطرف، الجهل، قضايا الشرف في العالم العربي  وترافق تسجيلات صوتية لنساء نجهل أسمائهن صرختها الثائرة على ركح "التياترو" مع حضور صوتي للراحلات رجاء بن عمار، زينب فرحات وجيزال حليمي. 
"ياقوتة" المهدى لروح والد ليلى طوبال، لمديرة فضاء التياتروللحقوقية الراحلة زينب فرحات ولينا بن مهني، عمل فني يحمل ملامح وخصوصيات تجربة طويلة لإحدى سيدات المسرح التونسية.. فهوامتداد لأفكار ومواقف ممثلة وكاتبة قدمت من بين أعمالها "حب في الخريف"، "رهائن"، "آخر ساعة"، "غيلان"و"سلوان".. ليلى طوبال كانت وفية لمشوار مسرحي مقاوم فلا يمكننا الفصل بين الفنانة، الناشطة الحقوقية والمواطنة التونسية "المسيسة" في أعمالها لذلك طغت كثيرا المباشراتية في "ياقوتة" ولعّلها من منظورنا النقطة الأبرز الممكن مناقشتها والاختلاف في مدى طغيان هذه السمة على أعمال ليلى طوبال المسرحية.
للتذكير فإن "ياقوتة" هو أحد النصوص الخمس المختارة في سنة 2021 من قبل مسابقة مسرح "انسمبل" للنشر باللغتين العربية والانقليزية  ضمن كتاب "أنطولوجيا المسرح العربي المعاصر" .
 
نجلاء قموع
 
 
 
 
 
 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews