في خضمّ الجدل الذي أثاره فيلم "روندة 13" للمخرج محمد علي النهدي، يبرز حضور الطفل هادي الذي تقمّص شخصية صبري – كأحد أهم عناصر قوة العمل وأحد مفاجآته الفنية.
فقد نجح هذا الطفل، القادم من أحياء شعبية بسيطة وتحديدا من منطقة الملاسين، في اقتحام اهتمام الجمهور والنقّاد رغم صغر سنه وقلة خبرته، ليصبح أحد أبرز وجوه الفيلم وأكثرها تأثيرا.
يعكس اكتشاف هذا الطفل من بين أطفال الهامش والمناطق الشعبية توجّها فنيا أصيلا لدى المخرج، الذي فتح الباب لموهبة شابة غير معروفة سابقا، ليثبت أنّ السينما التونسية قادرة على اكتشاف طاقات حقيقية خارج الدوائر التقليدية.
ورغم إقصاء الفيلم من المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها السادسة والثلاثين، فإن هذا العمل سجّل نجاحا جماهيريا لافتا منذ بدايات عرضه، سواء من خلال نسب الإقبال أو من خلال النقاشات التي أثارها عبر المنصات الاجتماعية.
كثير من المتابعين رأوا في هذا الإقصاء قرارا مثيرًا للأسئلة، خاصة أنّ الفيلم يحمل رؤية إخراجية جديدة ويعتمد على خامات تمثيلية شابة وقريبة من الواقع، في حين رأى آخرون أنّ النجاح الجماهيري أهم من الجوائز، وأنّ الفيلم كسب رهان الشارع قبل رهان لجان التحكيم.
راهن النهدي في "روندة 13" على أسلوب بصري مختلف، قائم على نبض الأحياء الداخلية، والمناطق المهمّشة، وملامسة قصص واقعية مرتبطة ببيئة الشباب التونسي. هذا الرهان انعكس أيضا على اختياراته للممثلين، حيث لم يكتفِ بالأسماء المعروفة، بل اتجه نحو دمج مواهب صاعدة، من بينها الطفل هادي الذي استطاع أن يلعب دوره بصدق وتلقائية ملفتة جعلته أقرب إلى روح الشخصية مما منح الفيلم عمقا على المستوى الوجداني من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال المصابين بالسرطان في مراحل متقدمة..
يبدو أن "روندة 13" نجح في ما هو أعمق من التتويج: نجح في فرض نفسه على النقاشات، وفي كشف أسماء جديدة، وفي إعادة فتح باب الأسئلة حول سينما الشارع، والطفولة المهمشة، وجرأة الاختيارات، وهو ما سيجعل من هذا الفيلم علامة بارزة في ذاكرة هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية، مهما كانت نتائج الجوائز.. وإن طالت الفيلم بعض الهنات على مستوى السيناريو والتركيز على محور واحد..
وليد عبد اللاوي
في خضمّ الجدل الذي أثاره فيلم "روندة 13" للمخرج محمد علي النهدي، يبرز حضور الطفل هادي الذي تقمّص شخصية صبري – كأحد أهم عناصر قوة العمل وأحد مفاجآته الفنية.
فقد نجح هذا الطفل، القادم من أحياء شعبية بسيطة وتحديدا من منطقة الملاسين، في اقتحام اهتمام الجمهور والنقّاد رغم صغر سنه وقلة خبرته، ليصبح أحد أبرز وجوه الفيلم وأكثرها تأثيرا.
يعكس اكتشاف هذا الطفل من بين أطفال الهامش والمناطق الشعبية توجّها فنيا أصيلا لدى المخرج، الذي فتح الباب لموهبة شابة غير معروفة سابقا، ليثبت أنّ السينما التونسية قادرة على اكتشاف طاقات حقيقية خارج الدوائر التقليدية.
ورغم إقصاء الفيلم من المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها السادسة والثلاثين، فإن هذا العمل سجّل نجاحا جماهيريا لافتا منذ بدايات عرضه، سواء من خلال نسب الإقبال أو من خلال النقاشات التي أثارها عبر المنصات الاجتماعية.
كثير من المتابعين رأوا في هذا الإقصاء قرارا مثيرًا للأسئلة، خاصة أنّ الفيلم يحمل رؤية إخراجية جديدة ويعتمد على خامات تمثيلية شابة وقريبة من الواقع، في حين رأى آخرون أنّ النجاح الجماهيري أهم من الجوائز، وأنّ الفيلم كسب رهان الشارع قبل رهان لجان التحكيم.
راهن النهدي في "روندة 13" على أسلوب بصري مختلف، قائم على نبض الأحياء الداخلية، والمناطق المهمّشة، وملامسة قصص واقعية مرتبطة ببيئة الشباب التونسي. هذا الرهان انعكس أيضا على اختياراته للممثلين، حيث لم يكتفِ بالأسماء المعروفة، بل اتجه نحو دمج مواهب صاعدة، من بينها الطفل هادي الذي استطاع أن يلعب دوره بصدق وتلقائية ملفتة جعلته أقرب إلى روح الشخصية مما منح الفيلم عمقا على المستوى الوجداني من خلال تسليط الضوء على معاناة الأطفال المصابين بالسرطان في مراحل متقدمة..
يبدو أن "روندة 13" نجح في ما هو أعمق من التتويج: نجح في فرض نفسه على النقاشات، وفي كشف أسماء جديدة، وفي إعادة فتح باب الأسئلة حول سينما الشارع، والطفولة المهمشة، وجرأة الاختيارات، وهو ما سيجعل من هذا الفيلم علامة بارزة في ذاكرة هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية، مهما كانت نتائج الجوائز.. وإن طالت الفيلم بعض الهنات على مستوى السيناريو والتركيز على محور واحد..