في "موندو" الغناء، إما أن يكون غياب الفنان الطويل عودة مدوية أو سقوطا مدويا.. وصوفية صادق صاحبة قاعدة جماهيرية واسعة اختارت -دون قصد- الخيار الثاني..
بعد ثماني سنوات من الابتعاد، عادت صوفية إلى الركح، لكنها عادت بلا سلاح، بلا صوت يشبه صوتها، وبلا حضور يشبه حضورها.
بعد ثماني سنوات من الصمت، عادت صوفية صادق إلى الأضواء، لكن هذه المرة لم تكن العودة من باب المجد والتألق والإبهار، بل من نافذة الإحباط.. وعرضها الأخير في إطار الدورة 59 لمهرجان قرطاج ماهو إلا نسخة مشوهة من تاريخها الفني.. كان باهتا على مستوى الحضور، مرتبكا في الصوت، ومفتقرا إلى أي ومضة من بريق الماضي..
نقول هذا ليس من باب التحامل على الفنانة التونسية صوفية صادق، بل لنعبر عن حسرتنا على مطربة كنا نأمل أن تقدم إبداعا يليق بها ويعكس مكانة الفنان التونسي وأحقيته في اعتلاء أكبر المسارح..
منذ الدقائق الأولى، بدت صوفية تائهة على الركح، وكأنها غريبة عن جمهورها. الصوت الذي كان يوما يملأ القاعات دفئا وقوة، خرج هذه المرة متقطعا، بلا روح، مرهقا فاقدا انسجامه المعتاد ليلامس حدود النشاز المقلق !..
الأغنيات التي كانت تحرك الجمهور وتثير الحماس، تحولت إلى مجرد أداء آلي يفتقد الشغف والإبهار..
الأكثر قسوة كان في ملامح الحاضرين.. وجوه جامدة، عيون شاردة، وهمسات استغراب تتسلل بين المقاعد.. وكأن الجمهور لم يأت ليستعيد ذكريات الماضي فحسب، بل ليتأكد أن الحاضر لا يحمل سوى ظل تلك الذكريات.. كأن الغياب الطويل مثّل مسافة أضعفت الخيوط التي كانت تربط صوفية بجمهورها.
غياب التحضير الجاد بدا واضحا من خلال اللاتناسق مع الفرقة الموسيقية.. لعل ذلك راجع بالأساس الى عدم التفاهم مع قائد الأركستر يوسف بالهاني وتعويضه بقائد آخر في ساعات قليلة قبل العرض.. حيث شهد الحفل ضعفا في التفاعل وارتباكا في الإيقاعات.. حتى اختيارات الأغاني وتواصل العرض الى ما يزيد عن ساعتين ونصف لم تشفع لسهرة فقدت روحها منذ بدايتها..
عودة بهذا الشكل لا تعيد الاعتبار لمسيرة فنية، بل تهدد بتحويل اسم كبير إلى خبر عابر.. باعتبار أن أي فنان صاحب انتاجات موسيقية ثرية -وإن تقدم في السن- يجب أن يدرس خطواته جيدا وألا يترك أي مجال لأي نقد يطال مردوده الفني واحترامه للجمهور..
ربما آن الأوان لصوفية صادق أن تعترف أن الركح لا يرحم، وأن الجمهور لا يصفق إلا للإبداع الحق.. ومن المؤسف أن تكون الحقيقة هذه المرة قاسية بعض الشيء..
من المؤسف كذلك، أن الفنانة التونسية صوفية صادق لم تحترم الصحفيين ولم تحضر الندوة الصحفية في الوقت المحدد، ما دفع الصحفيين الذين انتظروا لأكثر من ساعة في المكان المخصص، مغادرة المكان، وهو موقف يترك انطباعا سلبيا عن الالتزام بالمواعيد في مثل هكذا فعاليات..
وليد عبداللاوي
في "موندو" الغناء، إما أن يكون غياب الفنان الطويل عودة مدوية أو سقوطا مدويا.. وصوفية صادق صاحبة قاعدة جماهيرية واسعة اختارت -دون قصد- الخيار الثاني..
بعد ثماني سنوات من الابتعاد، عادت صوفية إلى الركح، لكنها عادت بلا سلاح، بلا صوت يشبه صوتها، وبلا حضور يشبه حضورها.
بعد ثماني سنوات من الصمت، عادت صوفية صادق إلى الأضواء، لكن هذه المرة لم تكن العودة من باب المجد والتألق والإبهار، بل من نافذة الإحباط.. وعرضها الأخير في إطار الدورة 59 لمهرجان قرطاج ماهو إلا نسخة مشوهة من تاريخها الفني.. كان باهتا على مستوى الحضور، مرتبكا في الصوت، ومفتقرا إلى أي ومضة من بريق الماضي..
نقول هذا ليس من باب التحامل على الفنانة التونسية صوفية صادق، بل لنعبر عن حسرتنا على مطربة كنا نأمل أن تقدم إبداعا يليق بها ويعكس مكانة الفنان التونسي وأحقيته في اعتلاء أكبر المسارح..
منذ الدقائق الأولى، بدت صوفية تائهة على الركح، وكأنها غريبة عن جمهورها. الصوت الذي كان يوما يملأ القاعات دفئا وقوة، خرج هذه المرة متقطعا، بلا روح، مرهقا فاقدا انسجامه المعتاد ليلامس حدود النشاز المقلق !..
الأغنيات التي كانت تحرك الجمهور وتثير الحماس، تحولت إلى مجرد أداء آلي يفتقد الشغف والإبهار..
الأكثر قسوة كان في ملامح الحاضرين.. وجوه جامدة، عيون شاردة، وهمسات استغراب تتسلل بين المقاعد.. وكأن الجمهور لم يأت ليستعيد ذكريات الماضي فحسب، بل ليتأكد أن الحاضر لا يحمل سوى ظل تلك الذكريات.. كأن الغياب الطويل مثّل مسافة أضعفت الخيوط التي كانت تربط صوفية بجمهورها.
غياب التحضير الجاد بدا واضحا من خلال اللاتناسق مع الفرقة الموسيقية.. لعل ذلك راجع بالأساس الى عدم التفاهم مع قائد الأركستر يوسف بالهاني وتعويضه بقائد آخر في ساعات قليلة قبل العرض.. حيث شهد الحفل ضعفا في التفاعل وارتباكا في الإيقاعات.. حتى اختيارات الأغاني وتواصل العرض الى ما يزيد عن ساعتين ونصف لم تشفع لسهرة فقدت روحها منذ بدايتها..
عودة بهذا الشكل لا تعيد الاعتبار لمسيرة فنية، بل تهدد بتحويل اسم كبير إلى خبر عابر.. باعتبار أن أي فنان صاحب انتاجات موسيقية ثرية -وإن تقدم في السن- يجب أن يدرس خطواته جيدا وألا يترك أي مجال لأي نقد يطال مردوده الفني واحترامه للجمهور..
ربما آن الأوان لصوفية صادق أن تعترف أن الركح لا يرحم، وأن الجمهور لا يصفق إلا للإبداع الحق.. ومن المؤسف أن تكون الحقيقة هذه المرة قاسية بعض الشيء..
من المؤسف كذلك، أن الفنانة التونسية صوفية صادق لم تحترم الصحفيين ولم تحضر الندوة الصحفية في الوقت المحدد، ما دفع الصحفيين الذين انتظروا لأكثر من ساعة في المكان المخصص، مغادرة المكان، وهو موقف يترك انطباعا سلبيا عن الالتزام بالمواعيد في مثل هكذا فعاليات..