إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين الترحيب والرفض.. "سان لوفان" يثير جدل أحقية المشاركة في "قرطاج" العريق !

أثار صعود الفنان الفلسطيني صاحب الخمس والعشرين ربيعا "سان لوفان" على ركح مهرجان قرطاج الدولي في دورته التاسعة والخمسين جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والإعلامية.. حتى جمهور المهرجان نفسه الذي توافد بأعداد غفيرة ليلة الحفل.. 

حيث احتفى البعض بمشاركته كممثل لفن بديل ينتمي إلى جيل جديد من الفنانين العرب، ليرى آخرون أن ظهوره على أحد أعرق المسارح في العالم العربي "ليس في محلّه"، معتبرين أن مكانة قرطاج يجب أن تظل محفوظة للأسماء الكبيرة التي راكمت رصيدا فنيا مشهودا له.

"سان لوفان"، الفنان الفلسطيني الشاب، استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يبني لنفسه جمهورا واسعا عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بفضل أسلوبه المختلف في الكتابة والأداء، وموسيقاه التي تمزج بين الروح الشرقية والإلكترونية المعاصرة، ومع ذلك، فإن حضوره في قرطاج قُوبل بكثير من التحفظ من قبل جمهور المهرجان "التقليدي"، الذي تعود على أسماء راسخة مثل مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، صباح فخري، وغيرهم ومن كبار الفنانين وأرقاهم..

السؤال المطروح اليوم هو: هل يجب أن يبقى مهرجان قرطاج حكرا على الكبار فنيا وتاريخيا؟ أم أن عليه، مثل بقية التظاهرات العالمية، أن يواكب التحولات التي يشهدها العالم الموسيقي ويمنح الفرصة للفنانين الجدد والمختلفين؟

يرى بعض النقاد أن من واجب المهرجان أن ينفتح على التجارب الجديدة دون المساس بهويته التاريخية.. باعتبار أن الأجيال الصاعدة بصدد مواكبة كل تيار موسيقي جديد، يرى أغلبهم ان ثلة من الفنانين المنتمين لتلك التيارات المعاصرة جديرون باعتلاء أعرق المسارح..

لكن يبدو أنّ أغلبية متابعي المشهد الثقافي كان لها رأي مخالف كما منصات التواصل الاجتماعي التي اشتعلت مؤخرا بين مدافعين عن "حرية التعبير الفني"، ومطالبين بـ"إعادة الاعتبار لركح قرطاج"، حيث رأى البعض أن الصعود لهذا المسرح يتطلب "حدّا أدنى من الأصالة والإجماع الجماهيري"، بينما احتفى آخرون بظهور سان لوفان واعتبروه "خطوة شجاعة نحو الاعتراف بفن المهمشين والمغايرين".

إن الجدل حول أحقية سان لوفان يندرج في سياق أوسع حول ما يُعرف بـ"الفن البديل" الذي يحظى بشعبية متنامية بين الشباب، لكنه لا يزال يصطدم بجدار المحافظة والنخبوية في المهرجانات الرسمية. والسؤال العميق الذي يطرحه هذا الجدل: من يقرر من هو "الجدير" بالمشاركة؟ وهل الفن يُقاس بالأرقام، أم بالتأثير، أم بجمالية التجربة؟

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مشاركة سان لوفان في قرطاج، فإن الجدل الذي أثارته مشاركته يعكس حيوية المشهد الثقافي، وضرورة إعادة التفكير في المعايير التي تضبط علاقة المهرجانات بالتحولات الفنية. فربما آن الأوان لمهرجاناتنا العريقة أن تعيد صياغة علاقتها بالشباب والجديد، دون أن تتخلى عن جذورها..

وليد عبد اللاوي

 

 

 

بين الترحيب والرفض.. "سان لوفان" يثير جدل أحقية المشاركة في "قرطاج" العريق !

أثار صعود الفنان الفلسطيني صاحب الخمس والعشرين ربيعا "سان لوفان" على ركح مهرجان قرطاج الدولي في دورته التاسعة والخمسين جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والإعلامية.. حتى جمهور المهرجان نفسه الذي توافد بأعداد غفيرة ليلة الحفل.. 

حيث احتفى البعض بمشاركته كممثل لفن بديل ينتمي إلى جيل جديد من الفنانين العرب، ليرى آخرون أن ظهوره على أحد أعرق المسارح في العالم العربي "ليس في محلّه"، معتبرين أن مكانة قرطاج يجب أن تظل محفوظة للأسماء الكبيرة التي راكمت رصيدا فنيا مشهودا له.

"سان لوفان"، الفنان الفلسطيني الشاب، استطاع خلال السنوات الأخيرة أن يبني لنفسه جمهورا واسعا عبر المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، بفضل أسلوبه المختلف في الكتابة والأداء، وموسيقاه التي تمزج بين الروح الشرقية والإلكترونية المعاصرة، ومع ذلك، فإن حضوره في قرطاج قُوبل بكثير من التحفظ من قبل جمهور المهرجان "التقليدي"، الذي تعود على أسماء راسخة مثل مارسيل خليفة، ماجدة الرومي، صباح فخري، وغيرهم ومن كبار الفنانين وأرقاهم..

السؤال المطروح اليوم هو: هل يجب أن يبقى مهرجان قرطاج حكرا على الكبار فنيا وتاريخيا؟ أم أن عليه، مثل بقية التظاهرات العالمية، أن يواكب التحولات التي يشهدها العالم الموسيقي ويمنح الفرصة للفنانين الجدد والمختلفين؟

يرى بعض النقاد أن من واجب المهرجان أن ينفتح على التجارب الجديدة دون المساس بهويته التاريخية.. باعتبار أن الأجيال الصاعدة بصدد مواكبة كل تيار موسيقي جديد، يرى أغلبهم ان ثلة من الفنانين المنتمين لتلك التيارات المعاصرة جديرون باعتلاء أعرق المسارح..

لكن يبدو أنّ أغلبية متابعي المشهد الثقافي كان لها رأي مخالف كما منصات التواصل الاجتماعي التي اشتعلت مؤخرا بين مدافعين عن "حرية التعبير الفني"، ومطالبين بـ"إعادة الاعتبار لركح قرطاج"، حيث رأى البعض أن الصعود لهذا المسرح يتطلب "حدّا أدنى من الأصالة والإجماع الجماهيري"، بينما احتفى آخرون بظهور سان لوفان واعتبروه "خطوة شجاعة نحو الاعتراف بفن المهمشين والمغايرين".

إن الجدل حول أحقية سان لوفان يندرج في سياق أوسع حول ما يُعرف بـ"الفن البديل" الذي يحظى بشعبية متنامية بين الشباب، لكنه لا يزال يصطدم بجدار المحافظة والنخبوية في المهرجانات الرسمية. والسؤال العميق الذي يطرحه هذا الجدل: من يقرر من هو "الجدير" بالمشاركة؟ وهل الفن يُقاس بالأرقام، أم بالتأثير، أم بجمالية التجربة؟

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع مشاركة سان لوفان في قرطاج، فإن الجدل الذي أثارته مشاركته يعكس حيوية المشهد الثقافي، وضرورة إعادة التفكير في المعايير التي تضبط علاقة المهرجانات بالتحولات الفنية. فربما آن الأوان لمهرجاناتنا العريقة أن تعيد صياغة علاقتها بالشباب والجديد، دون أن تتخلى عن جذورها..

وليد عبد اللاوي