إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

استعجال للوعود.. أم محاولة لفك العزلة السياسية؟

 
تونس-الصباح
أثارت زيارة رئيسة الحكومة نجلاء بودن إلى الجزائر عدة أسئلة حول واقع الزيارة وأسبابها .
وشكلت الزيارة، حيرة حقيقية لعموم المتابعين، لا بسبب اللغة الخشبية والتلعثم الغير مفهوم لبودن أثناء لقائها بالوزير الأول الجزائري فحسب، بل أيضا لغياب بلاغ مشترك بين تونس والجزائر أو إمضاء أي اتِّفاق بين البلدين.
وقدمت هذه الزيارة انطباعا قويا، مفاده أن بودن لم تكن على علم مسبق بزيارتها للجزائر .
تأكيد يترجمه البلاغ الباهت الصادر على الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة، إضافة لغياب ملفات للنقاش أو لجدول أعمال على طاولة المسؤولين أو وفد مرافق لرئيسة الحكومة باستثناء وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي. 
وجاء بلاغ الزيارة وفق الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة أنها "تأكيد للعلاقات التونسية الجزائرية المتينة وترجمة لإرادة قيادتي البلدين للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية المتضامنة والمستديمة.
وأضاف البلاغ "وتمثل الزيارة مناسبة لتعزيز التشاور وبحث سبل دعم التعاون بين البلدين ودفعها إلى أفضل المراتب، والإعداد للاستحقاقات الثنائية المنتظرة وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية المزمع عقدها في المنظور القريب". 
 
زيارة "تسول"
وأثارت رحلة بودن إلى الجزائر عدة تعليقات أبرزها ما قالته رئيسة الدستوري الحر عبير موسي التي وصفت زيارة رئيسة الحكومة بكونها "زيارة للتسول". 
وقالت موسي "إن زيارة بودن للجزائر تندرج ضمن مساعي الدولة "لتسول بعض الأموال" معتبرة
"أن الحكومة وقتية وحكومة تصريف أعمال وتفتقر للشرعية ودورها الأساسي حلحلة المسائل المستعجلة".
وتابعت في تصريح لـ"شمس أف أم" أن دور هذه الحكومة هو تنظيم انتخابات تشريعية مستعجلة بعد الفترة الاستثنائية.
 
كنا ننتظر تبون في تونس
وفي تعليق له على زيارة بودن للجزائر قال الناشط السياسي (يسار اجتماعي) والعضو المؤسس للقاء الشبابي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيم البوثوري "أن الرأي العام الوطني تفاجأ بالزيارة العاجلة لرئيسة وزراء المرحلة الاستثنائية السيدة نجلاء بودن الى الجزائر، في تزامن مع زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني للمغرب، وفي وقت كان التونسيون في انتظار زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى بلادنا".
 
مستعجلة
واعتبر البوثوري "أن زيارة بودن المستعجلة للجزائر تدخل في إطار اقتصادي وأمني فمن ناحية تمر تونس بعزلة دولية كانت لها تأثيرات جلية على توازنات المالية العمومية ومن حيث قدرة تونس على الخروج مجددا للأسواق الدولية المانحة، ومن ناحية أخرى لا تريد الجزائر أن تفقد حياد أو دعم جارتها الشرقية في ظل حرب باردة مع دولة المغرب تبقى كل سيناريوهاتها ممكنة ولا يمكن استبعاد أي سيناريو كان". 
 
ترجمة لوعود
ولم يكن واقع الأزمة المالية والسياسية لبلادنا بعيدا عن أعين الإعلام الأجنبي، ففي تعليق له على زيارة بودن للجزائر قال موقع "ميدل ايست اونلاين" أمس الجمعة "إن الرئيس التونسي قيس سعيد يسعى إلى دفع الجزائر لترجمة الوعود التي قدمها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمساعدة تونس في مختلف المجالات إلى انجاز على الأرض."
وأضاف الموقع "ان زيارة رئيسة الحكومة إلى الجزائر الخميس لمعرفة حدود الدعم الذي ستقدمه الجارة الغربية لتونس خاصة وان البلاد تعيش تحت وقع أزمة مالية خانقة بعد تخفيض وكالة موديز لترقيمها السيادي إضافة إلى تقرير نشره البنك المركزي حول شح لاحتياطي من العملة الصعبة."
 
مقابل ماذا؟
وخلص الموقع إلى "أن الوضعية المالية المنتعشة للاقتصاد الجزائري بحكم ارتفاع أسعار البترول والغاز في الأسواق العالمية تسمح لها بمحاولات إنعاش المالية العمومية التونسية في مقابل ضمان بقاء تونس على حيادها أو ضمان دعمها في الحرب الباردة التي تشهدها منطقة المغرب العربي، بيد أن زيارة نجلاء بودن لا تعدو إلا أن تكون زيارة "للمبعوث الشخصي" للسيد قيس سعيد حيث أن دورها سيقتصر على تبليغ مواقف القيادة الجزائرية وانتظار ردود الرئيس قيس سعيد الحاكم الفعلي الوحيد في البلد. وفي سؤال مفاده هل تعيش رئاسة الجمهورية والحكومة حالة من العزلة؟
 
لا حديث عن عزلة سياسية
قال القيادي وعضو هيئة تأسيسية بحركة وطن عادل محمد مزاطة "لا يمكن الحديث عن عزلة سياسيّة ولكن هنالك نوع من الترقّب لتطوّرات الوضع الداخلي والمآلات التي سيقود إليها مسار 25 جويلية وتلك اللحظة المعقّدة التي لا يمكن اختزالها في الفصل 80 ".
واعتبر المتحدث "أن العلاقات الدولية تبنى على قاعدة المصالح الاقتصادية المشتركة والشراكات السياسية أو الوساطات في ملفات إقليمية أو دولية أو عبر مشاريع مشتركة ثقافية اجتماعية أو سياحية أو ملفات ذات الاهتمام المشترك وهذا الواقع لم يكن موجودا قبل 25 جويلة حيث العلاقات مبنية على قاعدة التسول والتبعية والاملاءات والأجندات الجاهزة والتدخل الدولي متعدد الأطراف والانحياز للمحاور المتصارعة مما عطل أي إمكانية لأي عمل مشترك أو لعلاقات ندية أو ذات مردود ".
تواجد يومي
وعن أسباب اختيار بودن لزيارة الجزائر بدل قيس سعيد قال مزاطة "الرئيس اليوم هو مصدر السلطات الوحيد تبعا للأوضاع الاستثنائية وهو لأسباب أمنية سياسية وقانونية له كل الموانع للقيام بزيارات خارجية، ومطالب بالتواجد اليومي والتدخل في كل وقت لغياب أي مؤسسة تعوضه فالقوى الماسكة بالسلطة السياسية وقنوات الاتصال الخارجي تمت إزاحتها عبر تفعيل الفصل 80 والمسألة تتطلب ترتيبات خاصة لاستعادة قنوات الاتصال القديمة أو لبناء روابط جديدة لإيجاد توازن ديبلوماسي خارجي.
 
الداخل أهم
وأضاف أن سعيد "منكفئ على الشأن الداخلي من اجل فهم مواطن الخلل في المجالات الحيويه وإصلاحها ثانيا انغماسه في عمليه الفرز التي أعلن عنها يوم 25 جويليه من اجل أعادة ترتيب البيت من الداخل وتحديد العلاقات مع القوى الإقليمية والعالمية على قاعدة السيادة الوطنية أما ثالثا الانكباب على البحث عن الموارد الداخلية وسبل تحريك عجله الاقتصاد والتنمية اعتمادا على الموارد الذاتية حتى يظهر للعالم قدرته على معالجه مشاكل بلده دون الحاجة إلى روافد مالية أجنبية."
 
خليل الحناشي
 
 استعجال للوعود.. أم محاولة لفك العزلة السياسية؟
 
تونس-الصباح
أثارت زيارة رئيسة الحكومة نجلاء بودن إلى الجزائر عدة أسئلة حول واقع الزيارة وأسبابها .
وشكلت الزيارة، حيرة حقيقية لعموم المتابعين، لا بسبب اللغة الخشبية والتلعثم الغير مفهوم لبودن أثناء لقائها بالوزير الأول الجزائري فحسب، بل أيضا لغياب بلاغ مشترك بين تونس والجزائر أو إمضاء أي اتِّفاق بين البلدين.
وقدمت هذه الزيارة انطباعا قويا، مفاده أن بودن لم تكن على علم مسبق بزيارتها للجزائر .
تأكيد يترجمه البلاغ الباهت الصادر على الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة، إضافة لغياب ملفات للنقاش أو لجدول أعمال على طاولة المسؤولين أو وفد مرافق لرئيسة الحكومة باستثناء وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي. 
وجاء بلاغ الزيارة وفق الصفحة الرسمية لرئاسة الحكومة أنها "تأكيد للعلاقات التونسية الجزائرية المتينة وترجمة لإرادة قيادتي البلدين للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية المتضامنة والمستديمة.
وأضاف البلاغ "وتمثل الزيارة مناسبة لتعزيز التشاور وبحث سبل دعم التعاون بين البلدين ودفعها إلى أفضل المراتب، والإعداد للاستحقاقات الثنائية المنتظرة وفي مقدمتها اللجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية المزمع عقدها في المنظور القريب". 
 
زيارة "تسول"
وأثارت رحلة بودن إلى الجزائر عدة تعليقات أبرزها ما قالته رئيسة الدستوري الحر عبير موسي التي وصفت زيارة رئيسة الحكومة بكونها "زيارة للتسول". 
وقالت موسي "إن زيارة بودن للجزائر تندرج ضمن مساعي الدولة "لتسول بعض الأموال" معتبرة
"أن الحكومة وقتية وحكومة تصريف أعمال وتفتقر للشرعية ودورها الأساسي حلحلة المسائل المستعجلة".
وتابعت في تصريح لـ"شمس أف أم" أن دور هذه الحكومة هو تنظيم انتخابات تشريعية مستعجلة بعد الفترة الاستثنائية.
 
كنا ننتظر تبون في تونس
وفي تعليق له على زيارة بودن للجزائر قال الناشط السياسي (يسار اجتماعي) والعضو المؤسس للقاء الشبابي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيم البوثوري "أن الرأي العام الوطني تفاجأ بالزيارة العاجلة لرئيسة وزراء المرحلة الاستثنائية السيدة نجلاء بودن الى الجزائر، في تزامن مع زيارة وزير دفاع الكيان الصهيوني للمغرب، وفي وقت كان التونسيون في انتظار زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى بلادنا".
 
مستعجلة
واعتبر البوثوري "أن زيارة بودن المستعجلة للجزائر تدخل في إطار اقتصادي وأمني فمن ناحية تمر تونس بعزلة دولية كانت لها تأثيرات جلية على توازنات المالية العمومية ومن حيث قدرة تونس على الخروج مجددا للأسواق الدولية المانحة، ومن ناحية أخرى لا تريد الجزائر أن تفقد حياد أو دعم جارتها الشرقية في ظل حرب باردة مع دولة المغرب تبقى كل سيناريوهاتها ممكنة ولا يمكن استبعاد أي سيناريو كان". 
 
ترجمة لوعود
ولم يكن واقع الأزمة المالية والسياسية لبلادنا بعيدا عن أعين الإعلام الأجنبي، ففي تعليق له على زيارة بودن للجزائر قال موقع "ميدل ايست اونلاين" أمس الجمعة "إن الرئيس التونسي قيس سعيد يسعى إلى دفع الجزائر لترجمة الوعود التي قدمها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمساعدة تونس في مختلف المجالات إلى انجاز على الأرض."
وأضاف الموقع "ان زيارة رئيسة الحكومة إلى الجزائر الخميس لمعرفة حدود الدعم الذي ستقدمه الجارة الغربية لتونس خاصة وان البلاد تعيش تحت وقع أزمة مالية خانقة بعد تخفيض وكالة موديز لترقيمها السيادي إضافة إلى تقرير نشره البنك المركزي حول شح لاحتياطي من العملة الصعبة."
 
مقابل ماذا؟
وخلص الموقع إلى "أن الوضعية المالية المنتعشة للاقتصاد الجزائري بحكم ارتفاع أسعار البترول والغاز في الأسواق العالمية تسمح لها بمحاولات إنعاش المالية العمومية التونسية في مقابل ضمان بقاء تونس على حيادها أو ضمان دعمها في الحرب الباردة التي تشهدها منطقة المغرب العربي، بيد أن زيارة نجلاء بودن لا تعدو إلا أن تكون زيارة "للمبعوث الشخصي" للسيد قيس سعيد حيث أن دورها سيقتصر على تبليغ مواقف القيادة الجزائرية وانتظار ردود الرئيس قيس سعيد الحاكم الفعلي الوحيد في البلد. وفي سؤال مفاده هل تعيش رئاسة الجمهورية والحكومة حالة من العزلة؟
 
لا حديث عن عزلة سياسية
قال القيادي وعضو هيئة تأسيسية بحركة وطن عادل محمد مزاطة "لا يمكن الحديث عن عزلة سياسيّة ولكن هنالك نوع من الترقّب لتطوّرات الوضع الداخلي والمآلات التي سيقود إليها مسار 25 جويلية وتلك اللحظة المعقّدة التي لا يمكن اختزالها في الفصل 80 ".
واعتبر المتحدث "أن العلاقات الدولية تبنى على قاعدة المصالح الاقتصادية المشتركة والشراكات السياسية أو الوساطات في ملفات إقليمية أو دولية أو عبر مشاريع مشتركة ثقافية اجتماعية أو سياحية أو ملفات ذات الاهتمام المشترك وهذا الواقع لم يكن موجودا قبل 25 جويلة حيث العلاقات مبنية على قاعدة التسول والتبعية والاملاءات والأجندات الجاهزة والتدخل الدولي متعدد الأطراف والانحياز للمحاور المتصارعة مما عطل أي إمكانية لأي عمل مشترك أو لعلاقات ندية أو ذات مردود ".
تواجد يومي
وعن أسباب اختيار بودن لزيارة الجزائر بدل قيس سعيد قال مزاطة "الرئيس اليوم هو مصدر السلطات الوحيد تبعا للأوضاع الاستثنائية وهو لأسباب أمنية سياسية وقانونية له كل الموانع للقيام بزيارات خارجية، ومطالب بالتواجد اليومي والتدخل في كل وقت لغياب أي مؤسسة تعوضه فالقوى الماسكة بالسلطة السياسية وقنوات الاتصال الخارجي تمت إزاحتها عبر تفعيل الفصل 80 والمسألة تتطلب ترتيبات خاصة لاستعادة قنوات الاتصال القديمة أو لبناء روابط جديدة لإيجاد توازن ديبلوماسي خارجي.
 
الداخل أهم
وأضاف أن سعيد "منكفئ على الشأن الداخلي من اجل فهم مواطن الخلل في المجالات الحيويه وإصلاحها ثانيا انغماسه في عمليه الفرز التي أعلن عنها يوم 25 جويليه من اجل أعادة ترتيب البيت من الداخل وتحديد العلاقات مع القوى الإقليمية والعالمية على قاعدة السيادة الوطنية أما ثالثا الانكباب على البحث عن الموارد الداخلية وسبل تحريك عجله الاقتصاد والتنمية اعتمادا على الموارد الذاتية حتى يظهر للعالم قدرته على معالجه مشاكل بلده دون الحاجة إلى روافد مالية أجنبية."
 
خليل الحناشي