إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تكريسا لدور الدبلوماسية الاقتصادية.. سفارة تونس بتركيا تروج للسياحة الطبية والاستشفائية التونسية

تكريسا لدور الدبلوماسية الاقتصادية ومزيد تدعيم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية التونسية-التركية، نظمت سفارة الجمهورية التونسية بأنقرة مؤخرا، "ملتقى ترويجيا للسياحة الطبية والاستشفائية التونسية"، وذلك على هامش انعقاد منتدى التعاون الاقتصادي التركي-العربي في دورته الرابعة والعشرين الذي انتظم ببادرة من جمعية التعاون المشترك للبلدان التركية والعربية، بمدينة بإسطنبول تحت شعار "التعاون التونسي التركي في مجال السياحة الطبية والاستشفائية ".

ومثلت التظاهرة فرصة للترويج لبلادنا كوجهة رائدة وذات ثقة من قبل المتعاملين على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى كونها جاذبة للسياحة الطبية والاستشفائية.

وحضر "يوم تونس" عددا من السفراء والقناصلة من دول عربية ومُستثمرين عرب وأتراك ورؤساء غرف تجارة، وخبراء ومنظمات وناشطين في هذا المجال، وتم تقديم عرض شريط فيديو تضمن معطيات وبيانات حول القطاع الصحي والاستشفائي في تونس، ومختلف الخدمات الصحية التي توفرها للوافدين الاجانب، وصور لمراكز الاستشفاء بالمياه المعدنية والمعالجة بمياه البحر. 

ومن جانبه، أعلن القنصل الشرفي لتونس ورئيس جمعية التعاون المشترك للبلدان التركية والعربية صبوحي عطار عن افتتاح ثاني ملتقى لتونس على هامش التظاهرة، بعد أن احتضن منتدى التعاون الاقتصادي التركي-العربي في دورته الثالثة والعشرين الملتقى الأول لتونس بمشاركة وزيرة التجارة السابقة كلثوم بن رجب حرم قزاح، مُثمنا دور السفير التونسي في تركيا في إنجاح هذا الملتقى.

 وقال: "تونس عبر التاريخ تُعتبر مركزا مرموقا في حوض البحر الأبيض المتوسط وجسرا يربط بين محيطها العربي والإفريقي.. وكانت عبر العصور مركزا حضاريا مهما وشعلة علمية وسوقا تجارية هامة حيث استطاعت في السنوات الأخيرة أن تُعزّز اقتصادها الصناعي وأن تستجلب استثمارات صناعية مهمة".

واعتبر القنصل الشرفي لتونس أن الشراكة التونسية-التركية تُعدّ مطلبا استراتيجيا بالغ الاهمية، مُشيرا إلى تشجيع الحكومة التركية للمُستثمرين الاتراك للاستثمار في تونس.

وفي سياق متصل، قال إنّ "تونس هي مركز مهمّ للسياحة العلاجية بفضل تطورها الكبير في تقديم الخدمات الطبية ولما تنعم به من وفرة في المياه العلاجية جعلتها محل جذب في هذا المجال".

كما عبّر رئيس جمعية التعاون المشترك للبلدان التركية والعربية عن "الأمل في تحقيق السوق الاقتصادية المشتركة بين الدول التركية والعربية في ظل المتغيرات التي يواجهها العالم".

تونس تمكنت من تعزيز مكانتها الرائدة في مجال السياحة الصحية والعلاجية

وفي هذا السياق، أفاد سفير الجمهورية التونسية بتركيا أحمد بن الصغير، خلال كلمته، أنّ تونس وتركيا تستعدان للاحتفال بمرور 70 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية، مُضيفا أنّ تركيا تعتبر من أهم الوجهات للسياحة العلاجية بفضل استراتيجيتها مُتكاملة الأبعاد.

وواصل بالقول: "شعار "التعاون التونسي التركي في مجال السياحة الطبية والاستشفائية ".. نتطلع أن يكون لبنة تعاون جديدة بين تونس وتركيا خاصة أنّ تونس من البلدان السياحية المشهورة بالعالم بفضل تموقعها الجغرافي كنقطة همزة وصل بين افريقيا واروبا وتنوع مكوناتها الطبيعية وانفتاح شعبها، حيث تمكنت تونس من استقطاب أكثر من 10 مليون سائح سنة 2024، كما تشير المعطيات الى امكانية بلوغ ما فوق 11 مليون سائح مع موفى سنة 2025. وتحظى السياحة العلاجية والصحية بتونس بموقع مهم في استراتيجية الدولة التونسية لتطوير القطاع السياحي باعتباره قيمة مُضافة من حيث الأرقام والمداخيل والاستثمارات"، مُشيرا إلى أنّ "تونس تمكنت من تعزيز مكانتها الاقليمية الرائدة في مجال السياحة الصحية والعلاجية بفضل المقومات والإمكانيات التي تتوفر عليها وبفضل الكفاءات عالية التكوين ومراكز صحية وطبية مُتطورة ومنتجعات استشفائية متنوعة متواجدة بكامل ربوع تونس إضافة إلى قانون استثمار مُحفّز.. إذْ يزور تونس مئات الالاف من دول الجوار وافريقيا واوروبا للعلاج.. وتعدّ تونس أيضا وجهة جذابة للاستشفاء بالمياه المعدنية والحارة وبادرت في التسعينات بتطوير المعالجة بمياه البحر لتكون ثاني وجهة عالمية بعد فرنسا بفضل مراكزها المتطورة".

التجهيزات الطبية بتونس متطورة ودقيقة

ومن جهتها، اعتبرت المديرة العامة المُكلفة بتصدير الخدمات الصحية ودعم الإستثمار بوزارة الصحة بشيرة رحيم في مداخلتها أنّ تونس تحتل في مجال المعالجة والاستشفاء بالمياه والمياه المعدنية والمياه العذبة، مراتب مُتقدمة، إذ تُعدّ الأولى في إفريقيا والثانية على المستوى الأوروبي وتوجد بها 8 محطات استشفائية بالمياه المعدنية و52 حمام استشفائي و60 مركزا للمعالجة بمياه البحر و340 مركز للمعالجة بالمياه العذبة.

كما أكّدت أنّ التجهيزات الطبية بتونس متطورة ودقيقة ومواكبة للتطور وللطلب الوطني والدولي مع وجود كفاءات طبية وشبه طبية عالية التخصص ومُعترف بها على المستوى الدولي.

ودعت المستثمرين العرب والاتراك الى الاستثمار في قطاع الخدمات الصحية في تونس واستغلال الامتيازات والإمكانيات التي توفرها بلادنا من أجل تطوير هذا القطاع ( سياحة طبية، وصناعات صيدلانية..)، مُشيرة إلى أنّ مناخ الاستثمار "جذاب" وتوجد مؤشرات إيجابية قابلة للارتفاع خاصة في ظلّ العمل على مزيد دعمها باعتبار أن قطاع "السياحة العلاجية" من القطاعات الواعدة.

وأكّدت أنّ العمل جار من أجل القيام بإجراءات جديدة بالتنسيق مع كل القطاعات المُتداخلة والهيئات المهنية الفاعلة لتحسين استقبال المُنتفعين بالخدمات الصحية وتسهيل الدخول للبلاد.

تونس تزخر بثروة طبيعية فريدة

بدورها، أكّدت المديرة العامة للديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه شهناز القيزاني في مداخلة لها خلال هذا الملتقى، أنّ تونس تزخر بثروة طبيعية فريدة تتمثل في أكثر من 120 منبع للمياه المعدنية تتراوح حرارتها بين 25 و75 درجة، موزعة على كامل البلاد. ويستغل جزء من هذه المنابع في العلاج بالمياه الحموية سواء داخل مؤسسات استشفائية عصرية (7) أو ضمن حمامات تقليدية (63).

وأشارت إلى أنّ المحطات الاستشفائية تمكنت خلال سنة 2024 من استقطاب ما يُناهز 50 ألف وافد، في حين سجلت الحمامات الاستشفائية التقليدية إقبالا قياسيا فاق 6 ملايين زائر.

وأفادت أنّ تونس تحتل المركز الثاني عالميا في قطاع المعالجة بمياه البحر، حيث يضم حاليا 60 مركزا متخصصا تتوزع على طول الشريط الساحلي التونسي الذي يمتد على 1300 كيلومتر (جندوبة (طبرقة) وتونس ونابل وسوسة والمنستير والمهدية ومدنين (جربة وجرجيس)، إذ استقطب هذا القطاع حوالي 170 ألف وافد خلال سنة 2024 من بينهم  70 % من السوق الأوروبية، مُشيرة إلى أنّ أول مركز معالجة بمياه البحر في العالم مُتحصل على الإشهاد بالمطابقة للمواصفة الدولية ايزو 17680 هو مركز تونسي.

وذكّرت أنه تقديرا لمجهودات تونس وتميزها في تنمية هذا المجال، تم إعلان جزيرة جربة "عاصمة متوسطية للاستشفاء بمياه البحر" من قبل المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ.

أهمية تعزيز التعاون التركي-التونسي

أمّا وزير الصحة والسياحة التركي الأسبق Bülent Akarcali ، ورئيسة الجمعية التركية للسياحة العلاجية Aysun Bay، فقد أكدا على أهمية تعزيز التعاون التركي-التونسي في مجال السياحة الطبية والاستشفائية.

كما أبديا استعدادهما للمساهمة في إرساء قنوات تواصل وتعاون مع مختلف المُتعاملين التونسيين من أجل تشبيك العلاقات فيما بينهم والبحث عن إقامة شراكات مستقبلية في مختلف الأصعدة... مُؤكدان ثقتهما في السوق التونسية التي كانت ولا تزال رائدة في مجال السياحة الطبية والاستشفائية.

وكانت سفارة تونس بأنقرة قد تولت بالمناسبة تأثيث جناح خاص بالسياحة الطبية والاستشفائية التونسية وتم توفير مطويات ووثائق ورسوم بيانية للمشاريع الاستثمارية المستقبلية، وشهد الجناح تنظيم لقاءات "B to B" لفائدة ممثلتيْ وزارة الصحة والديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه مع مسؤولين أتراك وعرب وممثلي القطاع الخاص التركي المشاركين في هذا الملتقى لاطلاعهم على فرص التعاون والشراكة الممكن إرساؤها في هذا المجال..

مناخ وفرص الإستثمار في تونس

كما نظمت سفارة الجمهورية التونسية بأنقرة، بمناسبة انعقاد اليوم الثاني من منتدى التعاون الاقتصادي التركي-العربي، ندوة اقتصادية تونسية يوم 16 أكتوبر الجاري، حضر أشغالها، عدد من أصحاب الأعمال والمهنيين ورؤساء غرف تجارة تركية وعربية.

وأشرف على أشغال الندوة سفير الجمهورية التونسية بتركيا أحمد بن الصغير، بمشاركة المديرة العامة للديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه شهناز القيزاني، رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس الحبيب الحمامي ورئيس غرفة التجارة والصناعة بنزرت والشمال الشرقي محمد فوزي بن عيسى.

وقال سفير تونس بتركيا خلال افتتاحه أشغال الندوة إنّ العلاقات التونسية-التركية تستمدّ متانتها من الروابط العريقة القائمة والتاريخ المشترك، مُعتبرا أنّ اللقاء مناسبة لاضافة لبنة جديدة لمزيد تعزيز العلاقات عبر برامج عمل تُؤسّس لمستقبل افضل للعلاقات بين البلدين.

وأفاد أنّ حجم المبادلات التجارية بين تونس وتركيا بلغ ما يناهز 1.5 مليار دولار سنة 2024 وهو رقم دون الامكانيات الهائلة المُتوفرة للبلدين والرفع منها يقتضي الرفع من حجم الاستثمارات، قائلا إنّ "تونس تتوفّر على مناخ اعمال متميز وحوافز استثمارية مُتعددة ومزايا تفاضلية وأنّ الاستثمارات التركية لا تزال محدودة ببلادنا حيث يُتطلع أن تتجاوز في السنوات القادمة 300 مليون دينار وهو الرقم المُسجّل حاليا.

ودعا إلى استحثاث نسق الاستثمارات التركية في تونس وبناء شراكات فاعلة، كما دعا اصحاب الاعمال بالبلدين إلى الذهاب سويا إلى الأسواق الواعدة لا سيما في افريقيا انطلاقا من تونس لاستكشاف فرص استثمارية وبناء  شراكات والمساهمة الفاعلة في التكامل الاقتصادي بين تونس وتركيا.

وكانت الندوة فرصة لدعوة مُمثلي الشركات العربية ورؤساء غرف التجارة الى تشبيك العلاقات بينها وبين تونس في اطار ثلاثي أو رباعي أو خماسي والعمل بيد واحدة لتحقيق المصلحة المشتركة.

كما تولى أحمد بن الصغير تقديم عرض حول الوجهة الاستثمارية التونسية والمزايا التفاضلية والتنافسية التى توفرها، مناخ الأعمال المتميز بتونس، ولاسيما الإطارات المختصة واليد العاملة الماهرة والقوانين المُشجعة، والحوافز الجبائية التي أقرتها الدولة التونسية لفائدة المُستثمرين الأجانب.

من جانبها، استعرضت شهناز القيزاني في مداخلتها، ابرز المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة الاستشفائية ببلادنا، داعية المُستثمرين الاتراك والعرب إلى الانخراط في إنجازها خاصة ان مناخ الاستثمار في تونس "يسهّل" الاستثمار في هذا القطاع.

مشاريع، أبدت العديد من الجهات رغبتها في مزيد الاطلاع عليها ونيتها التوجه إلى السوق التونسية لما تتميز به بلادنا بصفة عامة من موقع جغرافي وثراء حضاري ومخزون ثقافي ومكونات طبيعية مختلفة وكفاءات عالية، وثقة في السوق وبنية تحتية متطورة من مصحات ومستشفيات ومراكز استشفاء بالمياه المعدنية وبمياه البحر مجهزة بأحدث التقنيات.

إرساء مشاريع تعاون مستقبلية مع مختلف المتعاملين الأتراك والعرب

ابرز محمد فوزي بن عيسى رئيس غرفة التجارة والصناعة بنزرت والشمال الشرقي الموقع الجغرافي المُتميز للجهة واعتبارها وجهة تفاضلية للمُستثمرين ومركزا اقتصاديا هاما يرتكز على الفلاحة خاصة فيما يتعلق بالحبوب والخضروات والبقول..

وأشار إلى أنّ بنزرت بها 10 مناطق صناعية مُجهزة تمتد على 236 هكتارا وموقع لشبكة تصنيع مُتطورة جدا ونسبة كبيرة منها مُوجهة للتصدير وتستقطب أهم "الماركات العالمية" إضافة الى توفر يد عاملة مُتخصصة وذات كفاءة، داعيا الحضور إلى استكشاف فرص الاستثمار بالجهة.

ابرز الحبيب الحمامي رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس، بدوره، أنّ صفاقس تُعدّ قطبا اقتصاديا مهما في تونس وهي مُستعدة لتكون منصة حقيقية للتعاون التونسي-التركي، خاصة لما تزخر به صفاقس من إمكانيات كبيرة في قطاعات الصناعة والنسيج والفلاحة والخدمات والصحة، مُقترحا إرساء مبادرات حقيقية بينها شركات صناعية في النسيج والصناعات الغذائية وتنظيم بعثات اقتصادية متبادلة بين صفاقس والمدن الصناعية الكبرى بتركيا وإطلاق مناطق صناعية مُشتركة تونسية-تركية.

وشدّد على ضرورة مد جسور التواصل مع نظرائه في البلدان العربية وتركيا، معربا عن استعداده للمساهمة في إرساء مشاريع تعاون مستقبلية مع مختلف المتعاملين الأتراك والعرب من أجل مزيد تشبيك العلاقات فيما بينهم، والبحث عن اقامة شراكات مستقبلية، وهو ما أكّده أيضا رئيس غرفة التجارة والصناعة بنزرت والشمال الشرقي.

وإثر هذه المداخلات سُجّل حوار تفاعلي مع اصحاب الأعمال وممثلي غرف التجارة التركية والعربية والقطاع الخاص تم خلاله الرد على استفساراتهم بشأن مناخ الاستثمار والأعمال في تونس واطلاعهم على المشاريع الاقتصادية ذات الأولوية في العديد من القطاعات على غرار الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة والنسيج والملابس والصناعات التحويلية ودعوتهم لارساء مشاريع استثمارية في بلادنا. 

كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول التركية والعربية في ظل ما يشهده العالم من تغيرات خاصة ما بعد "كوفيد -19" والحرب في غزة والصراع بين روسيا وتركيا إضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها أمريكا.

عبير الطرابلسي

تكريسا لدور الدبلوماسية الاقتصادية.. سفارة تونس بتركيا تروج للسياحة الطبية والاستشفائية التونسية

تكريسا لدور الدبلوماسية الاقتصادية ومزيد تدعيم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية التونسية-التركية، نظمت سفارة الجمهورية التونسية بأنقرة مؤخرا، "ملتقى ترويجيا للسياحة الطبية والاستشفائية التونسية"، وذلك على هامش انعقاد منتدى التعاون الاقتصادي التركي-العربي في دورته الرابعة والعشرين الذي انتظم ببادرة من جمعية التعاون المشترك للبلدان التركية والعربية، بمدينة بإسطنبول تحت شعار "التعاون التونسي التركي في مجال السياحة الطبية والاستشفائية ".

ومثلت التظاهرة فرصة للترويج لبلادنا كوجهة رائدة وذات ثقة من قبل المتعاملين على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى كونها جاذبة للسياحة الطبية والاستشفائية.

وحضر "يوم تونس" عددا من السفراء والقناصلة من دول عربية ومُستثمرين عرب وأتراك ورؤساء غرف تجارة، وخبراء ومنظمات وناشطين في هذا المجال، وتم تقديم عرض شريط فيديو تضمن معطيات وبيانات حول القطاع الصحي والاستشفائي في تونس، ومختلف الخدمات الصحية التي توفرها للوافدين الاجانب، وصور لمراكز الاستشفاء بالمياه المعدنية والمعالجة بمياه البحر. 

ومن جانبه، أعلن القنصل الشرفي لتونس ورئيس جمعية التعاون المشترك للبلدان التركية والعربية صبوحي عطار عن افتتاح ثاني ملتقى لتونس على هامش التظاهرة، بعد أن احتضن منتدى التعاون الاقتصادي التركي-العربي في دورته الثالثة والعشرين الملتقى الأول لتونس بمشاركة وزيرة التجارة السابقة كلثوم بن رجب حرم قزاح، مُثمنا دور السفير التونسي في تركيا في إنجاح هذا الملتقى.

 وقال: "تونس عبر التاريخ تُعتبر مركزا مرموقا في حوض البحر الأبيض المتوسط وجسرا يربط بين محيطها العربي والإفريقي.. وكانت عبر العصور مركزا حضاريا مهما وشعلة علمية وسوقا تجارية هامة حيث استطاعت في السنوات الأخيرة أن تُعزّز اقتصادها الصناعي وأن تستجلب استثمارات صناعية مهمة".

واعتبر القنصل الشرفي لتونس أن الشراكة التونسية-التركية تُعدّ مطلبا استراتيجيا بالغ الاهمية، مُشيرا إلى تشجيع الحكومة التركية للمُستثمرين الاتراك للاستثمار في تونس.

وفي سياق متصل، قال إنّ "تونس هي مركز مهمّ للسياحة العلاجية بفضل تطورها الكبير في تقديم الخدمات الطبية ولما تنعم به من وفرة في المياه العلاجية جعلتها محل جذب في هذا المجال".

كما عبّر رئيس جمعية التعاون المشترك للبلدان التركية والعربية عن "الأمل في تحقيق السوق الاقتصادية المشتركة بين الدول التركية والعربية في ظل المتغيرات التي يواجهها العالم".

تونس تمكنت من تعزيز مكانتها الرائدة في مجال السياحة الصحية والعلاجية

وفي هذا السياق، أفاد سفير الجمهورية التونسية بتركيا أحمد بن الصغير، خلال كلمته، أنّ تونس وتركيا تستعدان للاحتفال بمرور 70 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية، مُضيفا أنّ تركيا تعتبر من أهم الوجهات للسياحة العلاجية بفضل استراتيجيتها مُتكاملة الأبعاد.

وواصل بالقول: "شعار "التعاون التونسي التركي في مجال السياحة الطبية والاستشفائية ".. نتطلع أن يكون لبنة تعاون جديدة بين تونس وتركيا خاصة أنّ تونس من البلدان السياحية المشهورة بالعالم بفضل تموقعها الجغرافي كنقطة همزة وصل بين افريقيا واروبا وتنوع مكوناتها الطبيعية وانفتاح شعبها، حيث تمكنت تونس من استقطاب أكثر من 10 مليون سائح سنة 2024، كما تشير المعطيات الى امكانية بلوغ ما فوق 11 مليون سائح مع موفى سنة 2025. وتحظى السياحة العلاجية والصحية بتونس بموقع مهم في استراتيجية الدولة التونسية لتطوير القطاع السياحي باعتباره قيمة مُضافة من حيث الأرقام والمداخيل والاستثمارات"، مُشيرا إلى أنّ "تونس تمكنت من تعزيز مكانتها الاقليمية الرائدة في مجال السياحة الصحية والعلاجية بفضل المقومات والإمكانيات التي تتوفر عليها وبفضل الكفاءات عالية التكوين ومراكز صحية وطبية مُتطورة ومنتجعات استشفائية متنوعة متواجدة بكامل ربوع تونس إضافة إلى قانون استثمار مُحفّز.. إذْ يزور تونس مئات الالاف من دول الجوار وافريقيا واوروبا للعلاج.. وتعدّ تونس أيضا وجهة جذابة للاستشفاء بالمياه المعدنية والحارة وبادرت في التسعينات بتطوير المعالجة بمياه البحر لتكون ثاني وجهة عالمية بعد فرنسا بفضل مراكزها المتطورة".

التجهيزات الطبية بتونس متطورة ودقيقة

ومن جهتها، اعتبرت المديرة العامة المُكلفة بتصدير الخدمات الصحية ودعم الإستثمار بوزارة الصحة بشيرة رحيم في مداخلتها أنّ تونس تحتل في مجال المعالجة والاستشفاء بالمياه والمياه المعدنية والمياه العذبة، مراتب مُتقدمة، إذ تُعدّ الأولى في إفريقيا والثانية على المستوى الأوروبي وتوجد بها 8 محطات استشفائية بالمياه المعدنية و52 حمام استشفائي و60 مركزا للمعالجة بمياه البحر و340 مركز للمعالجة بالمياه العذبة.

كما أكّدت أنّ التجهيزات الطبية بتونس متطورة ودقيقة ومواكبة للتطور وللطلب الوطني والدولي مع وجود كفاءات طبية وشبه طبية عالية التخصص ومُعترف بها على المستوى الدولي.

ودعت المستثمرين العرب والاتراك الى الاستثمار في قطاع الخدمات الصحية في تونس واستغلال الامتيازات والإمكانيات التي توفرها بلادنا من أجل تطوير هذا القطاع ( سياحة طبية، وصناعات صيدلانية..)، مُشيرة إلى أنّ مناخ الاستثمار "جذاب" وتوجد مؤشرات إيجابية قابلة للارتفاع خاصة في ظلّ العمل على مزيد دعمها باعتبار أن قطاع "السياحة العلاجية" من القطاعات الواعدة.

وأكّدت أنّ العمل جار من أجل القيام بإجراءات جديدة بالتنسيق مع كل القطاعات المُتداخلة والهيئات المهنية الفاعلة لتحسين استقبال المُنتفعين بالخدمات الصحية وتسهيل الدخول للبلاد.

تونس تزخر بثروة طبيعية فريدة

بدورها، أكّدت المديرة العامة للديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه شهناز القيزاني في مداخلة لها خلال هذا الملتقى، أنّ تونس تزخر بثروة طبيعية فريدة تتمثل في أكثر من 120 منبع للمياه المعدنية تتراوح حرارتها بين 25 و75 درجة، موزعة على كامل البلاد. ويستغل جزء من هذه المنابع في العلاج بالمياه الحموية سواء داخل مؤسسات استشفائية عصرية (7) أو ضمن حمامات تقليدية (63).

وأشارت إلى أنّ المحطات الاستشفائية تمكنت خلال سنة 2024 من استقطاب ما يُناهز 50 ألف وافد، في حين سجلت الحمامات الاستشفائية التقليدية إقبالا قياسيا فاق 6 ملايين زائر.

وأفادت أنّ تونس تحتل المركز الثاني عالميا في قطاع المعالجة بمياه البحر، حيث يضم حاليا 60 مركزا متخصصا تتوزع على طول الشريط الساحلي التونسي الذي يمتد على 1300 كيلومتر (جندوبة (طبرقة) وتونس ونابل وسوسة والمنستير والمهدية ومدنين (جربة وجرجيس)، إذ استقطب هذا القطاع حوالي 170 ألف وافد خلال سنة 2024 من بينهم  70 % من السوق الأوروبية، مُشيرة إلى أنّ أول مركز معالجة بمياه البحر في العالم مُتحصل على الإشهاد بالمطابقة للمواصفة الدولية ايزو 17680 هو مركز تونسي.

وذكّرت أنه تقديرا لمجهودات تونس وتميزها في تنمية هذا المجال، تم إعلان جزيرة جربة "عاصمة متوسطية للاستشفاء بمياه البحر" من قبل المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ.

أهمية تعزيز التعاون التركي-التونسي

أمّا وزير الصحة والسياحة التركي الأسبق Bülent Akarcali ، ورئيسة الجمعية التركية للسياحة العلاجية Aysun Bay، فقد أكدا على أهمية تعزيز التعاون التركي-التونسي في مجال السياحة الطبية والاستشفائية.

كما أبديا استعدادهما للمساهمة في إرساء قنوات تواصل وتعاون مع مختلف المُتعاملين التونسيين من أجل تشبيك العلاقات فيما بينهم والبحث عن إقامة شراكات مستقبلية في مختلف الأصعدة... مُؤكدان ثقتهما في السوق التونسية التي كانت ولا تزال رائدة في مجال السياحة الطبية والاستشفائية.

وكانت سفارة تونس بأنقرة قد تولت بالمناسبة تأثيث جناح خاص بالسياحة الطبية والاستشفائية التونسية وتم توفير مطويات ووثائق ورسوم بيانية للمشاريع الاستثمارية المستقبلية، وشهد الجناح تنظيم لقاءات "B to B" لفائدة ممثلتيْ وزارة الصحة والديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه مع مسؤولين أتراك وعرب وممثلي القطاع الخاص التركي المشاركين في هذا الملتقى لاطلاعهم على فرص التعاون والشراكة الممكن إرساؤها في هذا المجال..

مناخ وفرص الإستثمار في تونس

كما نظمت سفارة الجمهورية التونسية بأنقرة، بمناسبة انعقاد اليوم الثاني من منتدى التعاون الاقتصادي التركي-العربي، ندوة اقتصادية تونسية يوم 16 أكتوبر الجاري، حضر أشغالها، عدد من أصحاب الأعمال والمهنيين ورؤساء غرف تجارة تركية وعربية.

وأشرف على أشغال الندوة سفير الجمهورية التونسية بتركيا أحمد بن الصغير، بمشاركة المديرة العامة للديوان الوطني للمياه المعدنية والإستشفاء بالمياه شهناز القيزاني، رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس الحبيب الحمامي ورئيس غرفة التجارة والصناعة بنزرت والشمال الشرقي محمد فوزي بن عيسى.

وقال سفير تونس بتركيا خلال افتتاحه أشغال الندوة إنّ العلاقات التونسية-التركية تستمدّ متانتها من الروابط العريقة القائمة والتاريخ المشترك، مُعتبرا أنّ اللقاء مناسبة لاضافة لبنة جديدة لمزيد تعزيز العلاقات عبر برامج عمل تُؤسّس لمستقبل افضل للعلاقات بين البلدين.

وأفاد أنّ حجم المبادلات التجارية بين تونس وتركيا بلغ ما يناهز 1.5 مليار دولار سنة 2024 وهو رقم دون الامكانيات الهائلة المُتوفرة للبلدين والرفع منها يقتضي الرفع من حجم الاستثمارات، قائلا إنّ "تونس تتوفّر على مناخ اعمال متميز وحوافز استثمارية مُتعددة ومزايا تفاضلية وأنّ الاستثمارات التركية لا تزال محدودة ببلادنا حيث يُتطلع أن تتجاوز في السنوات القادمة 300 مليون دينار وهو الرقم المُسجّل حاليا.

ودعا إلى استحثاث نسق الاستثمارات التركية في تونس وبناء شراكات فاعلة، كما دعا اصحاب الاعمال بالبلدين إلى الذهاب سويا إلى الأسواق الواعدة لا سيما في افريقيا انطلاقا من تونس لاستكشاف فرص استثمارية وبناء  شراكات والمساهمة الفاعلة في التكامل الاقتصادي بين تونس وتركيا.

وكانت الندوة فرصة لدعوة مُمثلي الشركات العربية ورؤساء غرف التجارة الى تشبيك العلاقات بينها وبين تونس في اطار ثلاثي أو رباعي أو خماسي والعمل بيد واحدة لتحقيق المصلحة المشتركة.

كما تولى أحمد بن الصغير تقديم عرض حول الوجهة الاستثمارية التونسية والمزايا التفاضلية والتنافسية التى توفرها، مناخ الأعمال المتميز بتونس، ولاسيما الإطارات المختصة واليد العاملة الماهرة والقوانين المُشجعة، والحوافز الجبائية التي أقرتها الدولة التونسية لفائدة المُستثمرين الأجانب.

من جانبها، استعرضت شهناز القيزاني في مداخلتها، ابرز المشاريع الاستثمارية في قطاع السياحة الاستشفائية ببلادنا، داعية المُستثمرين الاتراك والعرب إلى الانخراط في إنجازها خاصة ان مناخ الاستثمار في تونس "يسهّل" الاستثمار في هذا القطاع.

مشاريع، أبدت العديد من الجهات رغبتها في مزيد الاطلاع عليها ونيتها التوجه إلى السوق التونسية لما تتميز به بلادنا بصفة عامة من موقع جغرافي وثراء حضاري ومخزون ثقافي ومكونات طبيعية مختلفة وكفاءات عالية، وثقة في السوق وبنية تحتية متطورة من مصحات ومستشفيات ومراكز استشفاء بالمياه المعدنية وبمياه البحر مجهزة بأحدث التقنيات.

إرساء مشاريع تعاون مستقبلية مع مختلف المتعاملين الأتراك والعرب

ابرز محمد فوزي بن عيسى رئيس غرفة التجارة والصناعة بنزرت والشمال الشرقي الموقع الجغرافي المُتميز للجهة واعتبارها وجهة تفاضلية للمُستثمرين ومركزا اقتصاديا هاما يرتكز على الفلاحة خاصة فيما يتعلق بالحبوب والخضروات والبقول..

وأشار إلى أنّ بنزرت بها 10 مناطق صناعية مُجهزة تمتد على 236 هكتارا وموقع لشبكة تصنيع مُتطورة جدا ونسبة كبيرة منها مُوجهة للتصدير وتستقطب أهم "الماركات العالمية" إضافة الى توفر يد عاملة مُتخصصة وذات كفاءة، داعيا الحضور إلى استكشاف فرص الاستثمار بالجهة.

ابرز الحبيب الحمامي رئيس غرفة التجارة والصناعة لصفاقس، بدوره، أنّ صفاقس تُعدّ قطبا اقتصاديا مهما في تونس وهي مُستعدة لتكون منصة حقيقية للتعاون التونسي-التركي، خاصة لما تزخر به صفاقس من إمكانيات كبيرة في قطاعات الصناعة والنسيج والفلاحة والخدمات والصحة، مُقترحا إرساء مبادرات حقيقية بينها شركات صناعية في النسيج والصناعات الغذائية وتنظيم بعثات اقتصادية متبادلة بين صفاقس والمدن الصناعية الكبرى بتركيا وإطلاق مناطق صناعية مُشتركة تونسية-تركية.

وشدّد على ضرورة مد جسور التواصل مع نظرائه في البلدان العربية وتركيا، معربا عن استعداده للمساهمة في إرساء مشاريع تعاون مستقبلية مع مختلف المتعاملين الأتراك والعرب من أجل مزيد تشبيك العلاقات فيما بينهم، والبحث عن اقامة شراكات مستقبلية، وهو ما أكّده أيضا رئيس غرفة التجارة والصناعة بنزرت والشمال الشرقي.

وإثر هذه المداخلات سُجّل حوار تفاعلي مع اصحاب الأعمال وممثلي غرف التجارة التركية والعربية والقطاع الخاص تم خلاله الرد على استفساراتهم بشأن مناخ الاستثمار والأعمال في تونس واطلاعهم على المشاريع الاقتصادية ذات الأولوية في العديد من القطاعات على غرار الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحديثة والنسيج والملابس والصناعات التحويلية ودعوتهم لارساء مشاريع استثمارية في بلادنا. 

كما تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين الدول التركية والعربية في ظل ما يشهده العالم من تغيرات خاصة ما بعد "كوفيد -19" والحرب في غزة والصراع بين روسيا وتركيا إضافة إلى الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها أمريكا.

عبير الطرابلسي