استمر القتال الكثيف في السودان امس الخميس على الرغم من اتفاق هدنة، بينما حذرت المخابرات الأمريكية من أن كلا من طرفي الصراع يحاول فرض سيطرته قبل مفاوضات محتملة.
وحذرت الأمم المتحدة من التداعيات المدمرة للعنف على الأطفال.
وعلى الرغم من الإعلان المتكرر عن وقف إطلاق النار، فإن الجانبين على ما يبدو يتصارعان على السيطرة على الأراضي في العاصمة الخرطوم قبل محادثات محتملة، على الرغم من أن زعيمي طرفي الصراع لم يبديا استعدادا معلنا يذكر للدخول في محادثات بعد مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع القتال.
وسعى الجيش السوداني إلى طرد قوات الدعم السريع من مواقعها القريبة من وسط الخرطوم في معارك كثيفة.
وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ بواشنطن "كلا الجانبين يعتقد أنه قادر على الانتصار عسكريا وأنه ليس لديه حوافز تذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
ومع استمرار القتال على الرغم من موافقة الجانبين على وقف إطلاق النار بضع مرات، قال البيت الأبيض الخميس إنه قد يعاقب المسؤولين عن زعزعة استقرار السودان.
وأودى انزلاق السودان فجأة في هاوية الحرب بحياة المئات، وتسبب في كارثة إنسانية، وفي نزوح جماعي للاجئين إلى الدول المجاورة، وقد يستجلب تدخل قوى خارجية مما يزيد زعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة أصلا.
وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان "الوضع في السودان يتجه نحو كارثة، ويعلق الأطفال على نحو متزايد وسط تبادل إطلاق النار".
وأضافت "يتعين وقف العنف من أجل أطفال السودان".
وقالت يونيسف إن الهجمات حدت من قدرتها على تقديم المساعدة للأطفال في جميع أنحاء البلاد، مضيفة أنها تلقت تقارير عن مقتل 190 طفلا وإصابة 1700 في السودان منذ اندلاع القتال في 15 أبريل نيسان.
ولم يتسن الحصول على أرقام دقيقة بسبب كثافة القتال.
وأعلن السودان يوم الثلاثاء أن 550 لقوا مصرعهم وأصيب 4926 منذ بدء القتال.
ودعت يونيسف الطرفين المتصارعين إلى ضمان عدم وقوع الأطفال على خط النار، بما في ذلك من خلال وقف الهجمات على المراكز الصحية والمدارس ومحطات المياه.
وفي أنحاء العاصمة تعرضت المصانع والبنوك والمتاجر للنهب أو التخريب، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.
وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع الأربعاء لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم الهدنة من جديد.
وقال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إنه يأمل في عقد اجتماع مباشر مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية.
ووفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي الخميس تعرض ما قيمته تتراوح بين 13 و14 مليون دولار من المواد الغذائية المخصصة للمعوزين في السودان للنهب حتى الآن.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف فروا من السودان إلى بلدان مجاورة بدون مؤونة تذكر من الطعام أو المياه.
رويترز