لا يمثل ما يحدث في السودان اليوم، إلا نتيجة من نتائج تغيير المشهد الجيوسياسي الدولي، وانتقال مركز ثقل الصراع الدولي إلى ضفاف المحيطين الهندي الهادئ.
بالإضافة للحرب الروسية على أوكرانيا، فإن ما يحدث في السودان هو كذلك يمثل صراعا بدأ يتشكل على امتداد سنوات بين حليفين سابقين وهما قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قائد قوات الدعم السريع حميدتي، خصوصا وأن لكلا الطرفين امتداد سياسي دولي بعيد عن الآخر.
فالأول له علاقات متطورة مع الغرب، مفتاحها اتفاق ابراهام مع إسرائيل، وهو ما فتح له التعاون المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك اعترافات دوليا بسلطته على السودان، بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة عبد الله حمدوك سنة 2021.
أما الثاني فإن علاقته مباشرة مع روسيا باتت تشكل تهديدا على استراتيجية الغرب في محاولته لحصار روسيا اقتصاديا، خصوصا وأن حميدتي يسيطر على مناجم ذهب في عدة مواضيع في السودان، مثل مناجم منطقة كردوفان، وهي امتداد مناجم أخرى للذهب تسيطر عليها موسكو في أفريقيا، وخصوصا في أفريقيا الوسطى، وساهمت بشكل كبير في صمود الاقتصاد الروسي بالرغم من العقوبات القياسي التي تفرضها الغرب على روسيا وساهمت في استقرار الروبل مع وجود احتياطات هامة من الذهب في المصرف المركزي الروسي.
هذه المادة ومصادرها تعتبر من الأسباب الأساسية التي مكنت موسكو من تكوين علاقات قوية مع عدة عواصم خليجية ومنها ابو ظبي، التي تستفيد من جهتها من الذهب القادم من السودان، والذي تسوقه عبر شركات عالمية في دبي.
تل أبيب من جهتها أخذت استثمر في الأزمة السوداني، من خلال تعاون أمني استخباري مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من خلال تمكينهما من تقنيات تجسس حديثة، مثل برنامج التجسس بيغاسوس، وذلك ما كشف عنه تحقيق استقصائي نشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
هذا الاستثمار الذي بدأ قبل بداية النزاع العسكري المباشر، قد يخفي وراءه استثمارات من جهات أخرى، مثل التعاون بين الجيش السوداني ومصر خصوصا وأن الطرفين يشتركان في عديد النقاط وفي مساحة واسعة فيما يخص ملف سد النهضة في أثيوبيا، ونزاع الأخيرة مع الجيش في ملف النزاع عن أراضي محدودية متنازع عليها، وهذا قد يشكل بذرة تحالف بين نظام أبي أحمد في أديس أبابا وقائد قوات الدعم السريع حميدتي.
إذن اليوم أخذت كرة الثلج السودانية بالتدحرج رويدا رويدا، لتتضخم وتصبح نزاعا متواصلا ومستمرا، خصوصا إذا ما أخذت نار هذا النزاع في زيادة الاشتعال والتضخم، مع زيادة الزيت من الخارج على نار الحرب المشتعلة، خصوصا وأن المجتمع الدولي ومؤسساته فشلت في الضغط وفرض هدنة عسكرية بين الطرفين في مناسبتين مختلفين.
الحرب حتى وإن حسمت في الخرطوم لصالح أحد الطرفين فإنها قد تمتد في إلى مناطق أخرى في الجغرافيا السودانية الشاسعة وخاصة في دارفور التي تعتبر منطقة حميدتي الأصلية أين تحول من تاجر ابل إلى زعيم مليشيا الجنجويد، ليصبح بعد ذلك فريقا أولا وشريكا في حكم السودان بعد الاطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، واطاحته مع البرهان بالحكومة الانتقالية المدنية حمدوك سنة 2021.
هذا النزاع في السودان أضحى يمثل أحد الأمثلة حول محدودية قوة مؤسسات المجتمع الدولي ومنها الأمم المتحدة، وكذلك محدودية القوة الامريكية في فرض ضغوط على الطرفين المتصارعين لفرض هدنة، كما فشل في التواصل لاتفاق لنقل السلطة من العسكر للمدنيين، بالرغم من استثمارها الديبلوماسي الكبير في اتجاه التواصل لاتفاق سياسي، كانت نقاط ضعفه واضحة منذ البداية و تتمثل في توحيد القوي العسكرية، واصلاحها.
لا يمثل ما يحدث في السودان اليوم، إلا نتيجة من نتائج تغيير المشهد الجيوسياسي الدولي، وانتقال مركز ثقل الصراع الدولي إلى ضفاف المحيطين الهندي الهادئ.
بالإضافة للحرب الروسية على أوكرانيا، فإن ما يحدث في السودان هو كذلك يمثل صراعا بدأ يتشكل على امتداد سنوات بين حليفين سابقين وهما قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قائد قوات الدعم السريع حميدتي، خصوصا وأن لكلا الطرفين امتداد سياسي دولي بعيد عن الآخر.
فالأول له علاقات متطورة مع الغرب، مفتاحها اتفاق ابراهام مع إسرائيل، وهو ما فتح له التعاون المباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك اعترافات دوليا بسلطته على السودان، بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة عبد الله حمدوك سنة 2021.
أما الثاني فإن علاقته مباشرة مع روسيا باتت تشكل تهديدا على استراتيجية الغرب في محاولته لحصار روسيا اقتصاديا، خصوصا وأن حميدتي يسيطر على مناجم ذهب في عدة مواضيع في السودان، مثل مناجم منطقة كردوفان، وهي امتداد مناجم أخرى للذهب تسيطر عليها موسكو في أفريقيا، وخصوصا في أفريقيا الوسطى، وساهمت بشكل كبير في صمود الاقتصاد الروسي بالرغم من العقوبات القياسي التي تفرضها الغرب على روسيا وساهمت في استقرار الروبل مع وجود احتياطات هامة من الذهب في المصرف المركزي الروسي.
هذه المادة ومصادرها تعتبر من الأسباب الأساسية التي مكنت موسكو من تكوين علاقات قوية مع عدة عواصم خليجية ومنها ابو ظبي، التي تستفيد من جهتها من الذهب القادم من السودان، والذي تسوقه عبر شركات عالمية في دبي.
تل أبيب من جهتها أخذت استثمر في الأزمة السوداني، من خلال تعاون أمني استخباري مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، من خلال تمكينهما من تقنيات تجسس حديثة، مثل برنامج التجسس بيغاسوس، وذلك ما كشف عنه تحقيق استقصائي نشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
هذا الاستثمار الذي بدأ قبل بداية النزاع العسكري المباشر، قد يخفي وراءه استثمارات من جهات أخرى، مثل التعاون بين الجيش السوداني ومصر خصوصا وأن الطرفين يشتركان في عديد النقاط وفي مساحة واسعة فيما يخص ملف سد النهضة في أثيوبيا، ونزاع الأخيرة مع الجيش في ملف النزاع عن أراضي محدودية متنازع عليها، وهذا قد يشكل بذرة تحالف بين نظام أبي أحمد في أديس أبابا وقائد قوات الدعم السريع حميدتي.
إذن اليوم أخذت كرة الثلج السودانية بالتدحرج رويدا رويدا، لتتضخم وتصبح نزاعا متواصلا ومستمرا، خصوصا إذا ما أخذت نار هذا النزاع في زيادة الاشتعال والتضخم، مع زيادة الزيت من الخارج على نار الحرب المشتعلة، خصوصا وأن المجتمع الدولي ومؤسساته فشلت في الضغط وفرض هدنة عسكرية بين الطرفين في مناسبتين مختلفين.
الحرب حتى وإن حسمت في الخرطوم لصالح أحد الطرفين فإنها قد تمتد في إلى مناطق أخرى في الجغرافيا السودانية الشاسعة وخاصة في دارفور التي تعتبر منطقة حميدتي الأصلية أين تحول من تاجر ابل إلى زعيم مليشيا الجنجويد، ليصبح بعد ذلك فريقا أولا وشريكا في حكم السودان بعد الاطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير، واطاحته مع البرهان بالحكومة الانتقالية المدنية حمدوك سنة 2021.
هذا النزاع في السودان أضحى يمثل أحد الأمثلة حول محدودية قوة مؤسسات المجتمع الدولي ومنها الأمم المتحدة، وكذلك محدودية القوة الامريكية في فرض ضغوط على الطرفين المتصارعين لفرض هدنة، كما فشل في التواصل لاتفاق لنقل السلطة من العسكر للمدنيين، بالرغم من استثمارها الديبلوماسي الكبير في اتجاه التواصل لاتفاق سياسي، كانت نقاط ضعفه واضحة منذ البداية و تتمثل في توحيد القوي العسكرية، واصلاحها.