بدأت وزارة العدل الأميركية، الجمعة، بنشر ملفاتها الخاصة بجيفري إبستين، المدان بقضية الاتجار بالجنس والمعروف بعلاقاته مع بعضٍ من أكثر الشخصيات نفوذا في العالم، بما فيهم دونالد ترامب، الذي حاول بصفته رئيسا إبقاء هذه الملفات سرية.
ولم يتضح على الفور العدد الإجمالي للملفات التي يُجرَى الإفراج عنها تماشيا مع الموعد النهائي الذي حدده الكونغرس، وقد أعلنت وزارة العدل للكونغرس أن الإفراج عن ملفات إبستين غير مكتمل، وأنه من المتوقع أن تقوم بالكشف عن المزيد بحلول نهاية العام الجاري.
وفي رسالة إلى الكونغرس، قال نائب المدعي العام إن وزارة العدل تواصل مراجعة الملفات الموجودة في حوزتها، وتتوقع كشف المزيد من المعلومات بحلول نهاية العام.
وقالت وزارة العدل أيضا إنها تحجب بعض الوثائق بموجب إعفاءات يسمح بها القانون، وتقوم بشطب أسماء الضحايا.
وأثار قرار نشر الوثائق على مراحل غضب زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الذي أشار إلى أن القانون "واضح تماما"، ويفرض على الحكومة كشف "جميع الوثائق" بحلول منتصف الليل، وليس كشف جزء منها فقط.
وأضاف شومر، في بيان، أن "هذا ببساطة يوضح أن وزارة العدل ودونالد ترامب ووزيرة العدل بام بوندي يريدون فعل كل ما في وسعهم لإخفاء الحقيقة" حول الفضيحة، وفق تعبيره.
ما الجديد؟
وتسلّط هذه السجلات الضوء على علاقات إبستين مع كبار رجال الأعمال والمشاهير والسياسيين، بمَن فيهم الرئيس ترامب. لكن يظل من غير الواضح كيفية اختيار الوثائق المنشورة بالنظر إلى أن إدارة ترامب تشرف بشكل كامل على العملية.
وتضمنت المجموعة الضخمة من الوثائق 7 صفحات تحتوي على أسماء 254 "مدلكة" تم حجبها بالكامل تحت بند "حماية معلومات ضحية محتملة".كما تضمنت العديد من الصور التي لم تُنشَر من قبل، ومنها صورة تُظهر الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وهو يبدو أصغر سنا مستلقيا في حوض استحمام ساخن، مع إخفاء جزء من الصورة بواسطة مستطيل أسود.
وتُظهر صورة أخرى كلينتون وهو يسبح مع امرأة ذات شعر داكن يبدو أنها شريكة إبستين، غيلاين ماكسويل.
ويرد اسم ترامب في دفتر اتصالات تم العثور عليه في الملفات، لكن من غير الواضح لمن يعود الدفتر.
وقد تحتوي هذه السجلات على أكثر نظرة تفصيلية حتى الآن على ما يقرب من عقدين من التحقيقات الحكومية بشأن الاعتداءات الجنسية الذي ارتكبها إبستين بحق الشابات والفتيات القاصرات.
ولطالما كان الإفراج عن هذه السجلات مطلبا من جانب رأي عام متعطش لمعرفة ما إذا كان أيّ من أصدقاء إبستين الأثرياء وذوي النفوذ على علم بالاعتداءات، أو شاركوا فيها.
كما طالب ضحايا إبستين أيضا منذ وقت طويل بتوضيح الأسباب التي دفعت السلطات الفدرالية لإنهاء تحقيقها الأولي في الاتهامات عام 2008.
خديعة "ديمقراطية"
وتحمل هذه اللحظة حساسية شخصية وسياسية هائلة بالنسبة لترامب، حيث كان صديقا مقربا لإبستين، وكانا يترددان على الأوساط الاجتماعية نفسها خلال التسعينيات من القرن الماضي، وكانا يظهران معا في الحفلات لسنوات، وقطع ترامب علاقته بإبستين قبل سنوات من توقيفه عام 2019، ولم يُتهم بارتكاب أي مخالفات في القضية.
لكن قاعدته الجماهيرية اليمينية أظهرت اهتماما كبيرا منذ فترة طويلة بقضية إبستين، ونظريات المؤامرة حول إشرافه على شبكة للاتجار بالجنس لصالح نخبة العالم.
ورغم أنه خاض حملته الانتخابية عام 2024 واعدا بتوخي الشفافية الكاملة بشأن هذه القضية، فإن ترامب تلكأ لفترة طويلة في تنفيذ وعده، واصفا القضية بأنها "خديعة" دبّرتها المعارضة الديمقراطية، وحضّ الأميركيين على طي صفحتها.
وفي جويلية الماضي، أعلنت وزارة العدل مع مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) أنهما لم يعثرا على أيّ عنصر جديد من شأنه أن يبرّر نشر مستندات إضافية أو البدء بملاحقات جديدة.
وقد أثار هذا الإعلان سخط أنصار ترامب المتشدّدين الذين يرفعون شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" مختصرا بـ"ماغا".
ثم خاض ترامب معركة مع الكونغرس بشأن مساعي نشر السجلات. وماطل ترامب لأشهر لمنع نشر السجلات المتعلقة بالتحقيق مع المعتدي الجنسي الذي وُجِد ميتا في زنزانة بسجن في نيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بقاصرات.
المصدر: وكالات
