إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي / بعد وقف الحرب على غزة.. محور أمريكي تركي مصري خليجي جديد ؟

+ لماذا امتنعت قيادات إيران والسعودية وحماس عن حضور قمة شرم الشيخ ؟
+ ترامب "يمنح" ورقتي سوريا ولبنان والعراق إلى انقرة؟

بقلم: كمال بن يونس 

توقفت الحرب على غزة الفلسطينية المحتلة وعلى بقية المدن الفلسطينية في الضفة الغربية بعد سقوط مئات الاف القتلى والجرحى بسبب القنابل والصواريخ الاسرائيلية والامريكية.
توقفت مؤقتا، فيما تعهد الرئيسان الامريكي والمصري وقادة غربيون بان تتوقف الحروب في كامل المنطقة بما في ذلك في لبنان وإيران..(؟!)
وهذا مكسب كبير ..
هو تطور مهم رغم كل الملاحظات والانتقادات للوثيقة التي وقعها في قمة شرم الشيخ الدولية رؤساء أمريكا ومصر وتركيا وقطر بحضور حوالي عشرين من الملوك والرؤساء في دول عربية واسلامية واوربية بينها الاردن ودول خليحبة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واندونسيا.

كان ملفتا جدا ماصدر عن الرئيس الامريكي خلال هذه القمة وطوال الايام الماضية من تنويه بتركيا وبالرئيس التركي رجب الطيب اوردغان. و بصداقتهما الشخصية وبتواصل مستشاريهما منذ مدة طويلة بما في ذلك بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض عام 2020.
وخلال حصة التقاط الصور معه قبل قمة شرم الشيخ تعمد ترامب التنويه بصقة خاصة بالرئيس التركي، ورفع اشارات " الانتصار " معه؟!

حصل هذا بعد اسابيع قليلة من لقاءات الرئيسين التركي والامريكي ومساعديهما في نيويورك وواشنطن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ثم بمناسبة توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة من بينها صفقة لشراء 250 طائرة بوينغ من قبل شركة الطيران التركية، ووعود بتوفير مقاتلاتت اف 35 لتركيا التي كانت ممنوعة منها بسبب صفقات عسكرية عملاقة ابرمتها مع روسيا بينها  انظمة أس 400.
وخلال تلك اللقاءات "تعمد " الرئيس الامريكي الإعلان عن علاقاته المميزة بانقرة والرئيس التركي وفريقه.
بل ورد في تصريحاته ان اوردغان نجح في انهاء "الازمة والحروب  في سوريا و انحز ما لم ينجزه غيره طوال عقود بل طوال الف سنة؟.
وبدا واضحا ان واشنطن وانقرة اتفقتا على " توازنات جديدة " في المنطقة تتضمن مضاعفة دور تركيا داخل سوريا و فلسطين المحتلة ولبنان العراق ودول الخليج العربية على حساب بلدان "محور المقاومة" بزعامة إيران وعلى حساب حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي كانت متحالفة مع طهران وخاصة "حزب الله" اللبناني وحركات " انصار الله " العراقية واليمنية.
إذن فإن واشنطن التي أكد رئيسها وقادتها انها لعبت دورا مع تركيا وحلفائها في اسقاط حكم بشار الأسد و إخراج القوات الايرانية من سوريا تسعى تصريحات ترامب ومساعديه الى "مزيد الشراكة مع انقرة " داخل سوريا وكامل "الشرق الاوسط"، بما في ذلك في العلاقة مع قادة الحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تربط عددا منهم " علاقات متطورة جدا " مع السلطات التركية والقطرية منذ عشرين عاما.
ويعتقد كثير من المراقبين ان عواصم غريبة وعربية تشجع انقرة والدوحة منذ مدة طويلة على التعامل مع حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة وكذلك مع السلطة الفلسطينية وقيادات منظمة التحرير حتى لا تتعاون مع إيران وزعمائها من جهة ومع حزب الله اللبناني وحكومة صنعاء "الحوثية " من جهة ثانية.
   وتراهن السلطات الامريكية وقيادات في الحلف الاطلسي على " توريط " تركيا في عدد من معاركها  وفي  دفعها نحو خوض " حروب بالوكالة " نيابة عنها لاسباب عديدة من بينها : 
+ عضوية تركيا للحلف الأطلسي منذ عشرات السنين...ومشاركتها في أغلب حروب أمريكا في العالم والمنطقة ..
+ دعم تركيا عسكريا وسياسيا واقتصاديا لخصوم إيران روسيا والصين بما في ذلك حكومة اوكرانيا التي تخوض منذ اعوام حربا دامية مع روسيا بالشراكة مع دول الحلف الاطلسي.
+ تحالفها عسكريا وسياسيا مع واشنطن وحلفائها في البحر الابيض المتوسط بما في ذلك في ليبيا وسوريا وافربقيا مع تركيز قواعد عسكرية تركية عملاقة في ليبيا بعد حصولها على دعم من البيت الأبيض خلال ادارة دونالد ترامب الاولى ( 2016- 2020).
+ ربط تركيا علاقات عسكرية وامنية وسياسية متطورة مع أغلب المجموعات المسلحة السورية والعراقية والفلسطينية منذ 15 عاما بما في ذلك المجموعات " السلفية الاصولية" التي سبق لولشنطن ان صنفتها " ارهابية" مثل تنظيمات "النصرة" و" القاعدة في بلاد الشام والعراق ".
+ تعدد تدخلات تركيا عسكريا وامنيا واقتصاديا وسياسيا في مناطق حيو استراتيجية بالنسبة لولشنطن في صراعاتها مع الصين روسيا وإيران من بينها اذريبحان ومنطقتي البحر الأسود والقوقاز و " تحالف الجمهوريات التركية "..
لكن هل تبرر كل هذه العوامل " الدعم الامريكي غير المسبوق " القيادة التركية وللرئيس رجب الطيب اوردغان الذي سبق ان تعرض الى محاولة إنقلاب دموية في 2016 انهم واشنطن و"بيادقها" بالضلوع فيها ؟
أم تكون ادارة ترامب بصدد "تغيير خارطة المنطقة" عبر تشريك بعض حلفائها ،مثل ايطاليا وتركيا والمجر وبولونيا، ضد اعضاء آخرين في الحلف الاطلسي بينهم اسبانيا و بلجيكيا ؟ 
وهل يؤكد " الافراط " في تنويه ترامب لتركيا و قيادتها وجود مساع لتكليفها بادوار " اكبر " عالميا بعد مشاركتها في اسقاط حكم بشار الأسد في سوريا وفي " اقناع " قيادات المقاومة الفلسطينية بالمواففة على "مبادرة" ترامب لايقاف الحرب والحصارالمفروض على غزة تمهيدا لمسار "سلام جديد" في كامل المنطقة ؟
أم ان ادارة ترامب أرادت من خلال التنويه ب"دور تركيا وقطر ومصر " في اتفاق وقف الحرب على غزة دفع انقرة مجددا نحو " التطبيع الشامل " علاقاتها مع تل ابيب بما سوف يشجع دول عربية واسلامية كبرى القيام بخطوات مماثلة بينها المملكة العربية السعودية وماليزيا واندونسيا؟

السيناريوهات عديدة في ظل تسارع الأحداث، وتزايد الضغوطات الامريكية و الاسرائيليةلاجهاض خطوات اعتراف اكثر من 156 دولة في العالم ب" الدولة الفلسطينية " بينها دول ساهمت في تأسيس اسرائيل و ترسانتها النووية والعسكرية منذ سبعين عاما بينها فرنسا وبريطانيا...
وفي ظل  تداخل الاوراق هذا تعمدت إيران والسعودية و قيادات حركة المقاومة الفلسطينية مقاطعة مؤتمر شرم الشيخ... وهو ما ساهم في دفع دول أخرى للضغط من اجل عدم حضور ناتنياهو ...بحجة انه " مطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية".
وفي الوقت الذي نوعت فيه دول الخليج العربية وخاصة قطر والسعودية وإيران اشكال شراكتها جاء " اعتذار " قياداتها عن حضور قمة شرم الشيخ ليؤكد ان المنطقة مقبلة على تغيبرات عميقة في خارطتها وتحالفاتها..

رأي / بعد وقف الحرب على غزة.. محور أمريكي تركي مصري خليجي جديد ؟

+ لماذا امتنعت قيادات إيران والسعودية وحماس عن حضور قمة شرم الشيخ ؟
+ ترامب "يمنح" ورقتي سوريا ولبنان والعراق إلى انقرة؟

بقلم: كمال بن يونس 

توقفت الحرب على غزة الفلسطينية المحتلة وعلى بقية المدن الفلسطينية في الضفة الغربية بعد سقوط مئات الاف القتلى والجرحى بسبب القنابل والصواريخ الاسرائيلية والامريكية.
توقفت مؤقتا، فيما تعهد الرئيسان الامريكي والمصري وقادة غربيون بان تتوقف الحروب في كامل المنطقة بما في ذلك في لبنان وإيران..(؟!)
وهذا مكسب كبير ..
هو تطور مهم رغم كل الملاحظات والانتقادات للوثيقة التي وقعها في قمة شرم الشيخ الدولية رؤساء أمريكا ومصر وتركيا وقطر بحضور حوالي عشرين من الملوك والرؤساء في دول عربية واسلامية واوربية بينها الاردن ودول خليحبة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واندونسيا.

كان ملفتا جدا ماصدر عن الرئيس الامريكي خلال هذه القمة وطوال الايام الماضية من تنويه بتركيا وبالرئيس التركي رجب الطيب اوردغان. و بصداقتهما الشخصية وبتواصل مستشاريهما منذ مدة طويلة بما في ذلك بعد مغادرة ترامب البيت الأبيض عام 2020.
وخلال حصة التقاط الصور معه قبل قمة شرم الشيخ تعمد ترامب التنويه بصقة خاصة بالرئيس التركي، ورفع اشارات " الانتصار " معه؟!

حصل هذا بعد اسابيع قليلة من لقاءات الرئيسين التركي والامريكي ومساعديهما في نيويورك وواشنطن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ثم بمناسبة توقيع اتفاقيات ثنائية جديدة من بينها صفقة لشراء 250 طائرة بوينغ من قبل شركة الطيران التركية، ووعود بتوفير مقاتلاتت اف 35 لتركيا التي كانت ممنوعة منها بسبب صفقات عسكرية عملاقة ابرمتها مع روسيا بينها  انظمة أس 400.
وخلال تلك اللقاءات "تعمد " الرئيس الامريكي الإعلان عن علاقاته المميزة بانقرة والرئيس التركي وفريقه.
بل ورد في تصريحاته ان اوردغان نجح في انهاء "الازمة والحروب  في سوريا و انحز ما لم ينجزه غيره طوال عقود بل طوال الف سنة؟.
وبدا واضحا ان واشنطن وانقرة اتفقتا على " توازنات جديدة " في المنطقة تتضمن مضاعفة دور تركيا داخل سوريا و فلسطين المحتلة ولبنان العراق ودول الخليج العربية على حساب بلدان "محور المقاومة" بزعامة إيران وعلى حساب حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي كانت متحالفة مع طهران وخاصة "حزب الله" اللبناني وحركات " انصار الله " العراقية واليمنية.
إذن فإن واشنطن التي أكد رئيسها وقادتها انها لعبت دورا مع تركيا وحلفائها في اسقاط حكم بشار الأسد و إخراج القوات الايرانية من سوريا تسعى تصريحات ترامب ومساعديه الى "مزيد الشراكة مع انقرة " داخل سوريا وكامل "الشرق الاوسط"، بما في ذلك في العلاقة مع قادة الحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تربط عددا منهم " علاقات متطورة جدا " مع السلطات التركية والقطرية منذ عشرين عاما.
ويعتقد كثير من المراقبين ان عواصم غريبة وعربية تشجع انقرة والدوحة منذ مدة طويلة على التعامل مع حركات المقاومة الفلسطينية المسلحة وكذلك مع السلطة الفلسطينية وقيادات منظمة التحرير حتى لا تتعاون مع إيران وزعمائها من جهة ومع حزب الله اللبناني وحكومة صنعاء "الحوثية " من جهة ثانية.
   وتراهن السلطات الامريكية وقيادات في الحلف الاطلسي على " توريط " تركيا في عدد من معاركها  وفي  دفعها نحو خوض " حروب بالوكالة " نيابة عنها لاسباب عديدة من بينها : 
+ عضوية تركيا للحلف الأطلسي منذ عشرات السنين...ومشاركتها في أغلب حروب أمريكا في العالم والمنطقة ..
+ دعم تركيا عسكريا وسياسيا واقتصاديا لخصوم إيران روسيا والصين بما في ذلك حكومة اوكرانيا التي تخوض منذ اعوام حربا دامية مع روسيا بالشراكة مع دول الحلف الاطلسي.
+ تحالفها عسكريا وسياسيا مع واشنطن وحلفائها في البحر الابيض المتوسط بما في ذلك في ليبيا وسوريا وافربقيا مع تركيز قواعد عسكرية تركية عملاقة في ليبيا بعد حصولها على دعم من البيت الأبيض خلال ادارة دونالد ترامب الاولى ( 2016- 2020).
+ ربط تركيا علاقات عسكرية وامنية وسياسية متطورة مع أغلب المجموعات المسلحة السورية والعراقية والفلسطينية منذ 15 عاما بما في ذلك المجموعات " السلفية الاصولية" التي سبق لولشنطن ان صنفتها " ارهابية" مثل تنظيمات "النصرة" و" القاعدة في بلاد الشام والعراق ".
+ تعدد تدخلات تركيا عسكريا وامنيا واقتصاديا وسياسيا في مناطق حيو استراتيجية بالنسبة لولشنطن في صراعاتها مع الصين روسيا وإيران من بينها اذريبحان ومنطقتي البحر الأسود والقوقاز و " تحالف الجمهوريات التركية "..
لكن هل تبرر كل هذه العوامل " الدعم الامريكي غير المسبوق " القيادة التركية وللرئيس رجب الطيب اوردغان الذي سبق ان تعرض الى محاولة إنقلاب دموية في 2016 انهم واشنطن و"بيادقها" بالضلوع فيها ؟
أم تكون ادارة ترامب بصدد "تغيير خارطة المنطقة" عبر تشريك بعض حلفائها ،مثل ايطاليا وتركيا والمجر وبولونيا، ضد اعضاء آخرين في الحلف الاطلسي بينهم اسبانيا و بلجيكيا ؟ 
وهل يؤكد " الافراط " في تنويه ترامب لتركيا و قيادتها وجود مساع لتكليفها بادوار " اكبر " عالميا بعد مشاركتها في اسقاط حكم بشار الأسد في سوريا وفي " اقناع " قيادات المقاومة الفلسطينية بالمواففة على "مبادرة" ترامب لايقاف الحرب والحصارالمفروض على غزة تمهيدا لمسار "سلام جديد" في كامل المنطقة ؟
أم ان ادارة ترامب أرادت من خلال التنويه ب"دور تركيا وقطر ومصر " في اتفاق وقف الحرب على غزة دفع انقرة مجددا نحو " التطبيع الشامل " علاقاتها مع تل ابيب بما سوف يشجع دول عربية واسلامية كبرى القيام بخطوات مماثلة بينها المملكة العربية السعودية وماليزيا واندونسيا؟

السيناريوهات عديدة في ظل تسارع الأحداث، وتزايد الضغوطات الامريكية و الاسرائيليةلاجهاض خطوات اعتراف اكثر من 156 دولة في العالم ب" الدولة الفلسطينية " بينها دول ساهمت في تأسيس اسرائيل و ترسانتها النووية والعسكرية منذ سبعين عاما بينها فرنسا وبريطانيا...
وفي ظل  تداخل الاوراق هذا تعمدت إيران والسعودية و قيادات حركة المقاومة الفلسطينية مقاطعة مؤتمر شرم الشيخ... وهو ما ساهم في دفع دول أخرى للضغط من اجل عدم حضور ناتنياهو ...بحجة انه " مطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية".
وفي الوقت الذي نوعت فيه دول الخليج العربية وخاصة قطر والسعودية وإيران اشكال شراكتها جاء " اعتذار " قياداتها عن حضور قمة شرم الشيخ ليؤكد ان المنطقة مقبلة على تغيبرات عميقة في خارطتها وتحالفاتها..