أعلنت دمشق التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في مدينة السويداء بعد مواجهات دامية أوقعت أكثر من 300 قتيل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأ الجيش السوري الانسحاب من المدينة تنفيذا لبنود الاتفاق، الذي يشمل نشر حواجز أمنية وتشكيل لجنة مشتركة مع شيوخ دروز للإشراف على تطبيقه.
بالتوازي، شنت إسرائيل ضربات جديدة على مواقع قرب دمشق، محذرة من تصعيد إضافي ما لم تنسحب القوات السورية من السويداء. وفي حين طالبت واشنطن بسحب هذه القوات، أكدت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة الخميس لمناقشة التطورات.
وبعد أيام من الاشتباكات العنيفة في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، يشمل نشر حواجز أمنية ودمج المدينة بالكامل ضمن الدولة السورية. ويأتي هذا الإعلان بعد فشل اتفاق سابق انهار سريعا، بينما ارتفعت حصيلة القتلى إلى أكثر من 300 شخص وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت وزارة الدفاع في بيان بدء انسحاب وحدات الجيش السوري من المدينة بعد انتهاء عمليات "تمشيطها من المجموعات الخارجة عن القانون". لكن تقارير ميدانية من رويترز أشارت إلى استمرار إطلاق النار رغم الإعلان.
وجاء إعلان بدء الانسحاب بعدما أشارت وزارة الداخلية مساء الأربعاء إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضم 14 بندا، ينص أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.
وعلى خلفية التوترات جنوب البلاد، شن الجيش الإسرائيلي الأربعاء ضربات على مقر رئاسة الأركان في دمشق وعلى "هدف عسكري" في محيط القصر الرئاسي، وأفادت السلطات السورية بسقوط ثلاثة قتلى.
وقال مصدر عسكري في وزارة الداخلية السورية لوكالة الأنباء الفرنسية إن القصف طاول "محيط مطار المزة" حيث هناك "بعض مستودعات الذخيرة".
وقد وصفت سوريا الغارات بأنها "تصعيد خطير"، وطالبت مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لبحث "عواقب العدوان الإسرائيلي". في المقابل، قالت إسرائيل إنها تتصرف بضبط النفس، لكنها حذرت من "ضربات موجعة".
وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان الأربعاء من أنه "يجب على النظام السوري أن يترك الدروز في السويداء وشأنهم، وأن يسحب قواته منها".
وأضاف: "إن الجيش الإسرائيلي سيواصل مهاجمة قوات النظام حتى انسحابها من المنطقة وسيرفع قريبا مستوى الرد ضد النظام إذا لم يتم استيعاب الرسالة".
وتقاطعت المواقف الدولية على رفض الغارات الإسرائيلية، إذ أدانت الأمم المتحدة الضربات، بينما دعت دول غربية وعربية إلى التهدئة، بينها الاتحاد الأوروبي الذي حض تل أبيب على وقف فوري لهجماتها، أما إيران فوصفت القصف بـ"العدوان الوقح"، في حين أوصلت تركيا موقفها إلى إسرائيل عبر جهاز الاستخبارات. فيما عبرت واشنطن عن قلق بالغ، وطالبت دمشق بسحب قواتها.
ولاحقا أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التوصل إلى توافق على "خطوات محددة من شأنها أن تضع حدا الليلة للوضع المضطرب والمرعب"، مضيفا أنه يتوقع أن "يفي جميع الأطراف بالتزاماتهم".
وأكدت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سيجتمع الخميس لمناقشة التطورات في سوريا.
وصرح الزعيم الديني للدروز، الشيخ يوسف جربوع، بأن اتفاق وقف إطلاق النار تم التوصل إليه مع الحكومة السورية، لكن رفضا داخليا ظهر عبر الزعيم حكمت الهجري، الذي أعلن استمرار القتال حتى "تحرير كامل السويداء".
وأحصى المرصد السوري منذ اندلاع الاشتباكات الأحد، مقتل 64 مسلحا درزيا إضافة الى 28 مدنيا، 21 منهم قتلوا "بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، مقابل 138 قتيلا من عناصر الجيش والأمن العام و18 مسلّحا من البدو".
وفي ظل هذا المشهد، تتفاقم الكارثة الإنسانية في المدينة، وسط انقطاع الماء والكهرباء لليوم الثالث، وحصار مشدد للمستشفى الوطني.
فرانس24/ وكالات