على وقع التوترات الأخيرة والصراع المسلح الذي تشهده محافظة السويداء السورية، تكثر التساؤلات عن الأسباب التي دفعت بهذا الاتجاه، وتفاصيل ما حصل خلال الايام الدامية الأخيرة.
منذ سقوط نظام بشار الأسد لم يدخل الجيش السوري الجديد إلى السويداء وظلت العلاقة مترنحة مع حكومة دمشق التي لم تفرض سيطرتها الفعلية على المحافظة إلا عبر اتفاقات سمحت بوجود محافظ وقياديين أمنيين محددين، على أن تبقى المحافظة بحماية فصائل محلية بشكل مطلق.
في كل الأشهر الماضية كان الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري هو الأكثر تشددا في مواقفه تجاه حكومة دمشق وسادت حالة من اللاثقة إلى درجة الاتهامات المتبادلة والعلنية بأن دمشق "حكومة إرهاب" وأن الهجري "يستجدي الانفصال واللحاق بإسرائيل"، ما ولد شحنا وتوترا في الأجواء كان يغلي تارة ويفتر تارة أخرى.
كيف اشتعل الصراع الناري الأخير؟
ماحصل مؤخرا هو عملية خطف وسطو على طريق السويداء من قبل أشخاص ينتمون إلى عشائر البدو المتواجدين في المحافظة، لتقوم عائلة الشخص الذي تعرض للسطو بهجوم انتقامي وخطف عدد من البدو ما أشعل الصراع المسلح بين الجانبين.
بعد 24 ساعة أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في دمشق التدخل تحت عنوان فض الاشتباك الحاصل بطلب من الأهالي بحسب المتحدثين الرسميين، وسط اشتباكات عنيفة وشحن طائفي غير مسبوق غذته مقاطع فيديو متبادلة لأسر جنود ومقاتلين تعرضوا للضرب والإهانة.
خلال 24 ساعة من بدء العمليات العسكرية استطاع الجيش الدخول إلى تخوم مدينة السويداء، ودخلوا أحياءها، وصدرت بيانات عدة من شيوخ العقل ووجهاء السويداء تدعوا إلى الصلح وحقن الدماء كان آخرها صباح الثلاثاء بترحيبهم بوزارة الدفاع والداخلية وبسط سيطرة الدولة ومؤسساتها، لكن الاشتباكات والقصف ظل مستمرا ليخرج الشيخ حكمت الهجري وينسحب من البيان معلنا أنه وافق تحت الضغط ودعا إلى استمرار القتال.
سكاي نيوز عربية