إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الأسيرة المحرّرة إسراء جعابيص تتحدث عن حكايتها في سجون الاحتلا.ل.. "موجوعة" ولا يمكن ازالة مشاعر الألم إلا باقتلاع جذور الألم

+ زيارات ابني ورسائله طوال سنوات الأسر منحتني الأمل لاعيش واتمنى أن يكون من أول المجاهدين..

 
 حاورتها: آسيا العتروس
 
"موجوعة " هو عنوان الكتاب الذي حملته الاسيرة الفلسطينية المحررة اسراء جعابيص محنتها خلف اسوار الاحتلال وهي التي احترق نصف جسدها و بترت ثمانية من اصابعها و منع عنها الاحتلال العلاج.. 
في الحديث مع الاسيرة الفلسطينية المحرّرة اسراء جعابيص درس في المقاومة والصبر والتحمل ولكن أيضا درس في معاني الكرامة الانسانية المفقودة في عالمنا اليوم، يخطئ من يعتقد أن الاعتقال والسجن يمكن أن يكسر إرادة الاسيرة المحررة إسراء جعابيص التي حلقت وهي في سجنها وتجاوزت كل الأسوار دخلت كل البيوت بعد أن تحولت الى رمز للاسيرات الفلسطينيات وأيقونة لنضال كل أم وكل امرأة فلسطينية تعرضت للاعتقال بسبب ظلم الاحتلال.
 ثماني سنوات قضتها إسراء في السجن تاركة خلفها طفلها المعتصم ابن التسع سنوات ينتظر عودتها.. إسراء برغم ما في داخلها من جروح و ما ظهر على ووجهها من حروق وما خفي أيضا من جروح على خمسين بالمائة من جسدها، لا تستعطف أحدا حين تتحدث عن وجيعتها التي ضمنتها في كتابها "موجوعة " كتاب دونته سرا خلف القضبان في اصراراستثنائي على قهر السجان الذي منع الاقلام والأوراق على الاسيرات بعد عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر الماضي وكسر مكتسبات الحركة الاسيرة في مواجهتها لوحش الاحتلال الاسرائيلي.
تعرّض أكثر من خمسين بالمائة من جسدها ووجهها للحرق و أجري عليها حتى الآن سبع عمليات ولا تزال تحتاج المزيد..
 
في الحديث إلى إسراء الاسيرة المحررة تأكيد بالاضافة إلى ما سبق أنها و غيرها من الاسيرات لسن مجرد رقم في سجلات الاحتلال بل عنوان ومحطة من محطات النضال النسوي الفلسطيني في مجتمع لا فرق فيه بين رجل وامرأة في مواجهة خطر الاحتلال ..
 
اقتلاع الالم من الداخل يحتاج اقتلاع الالم من جذوره
 
تقول اسراء جعابيص "نعم مازلت موجوعة و سابقى موجوعة الى أن يتغير الحال، حال البلد وحال شعبنا وحال أهلنا وأحبابنا وحال السياسة وكل ما نراه وما نسمعه وما نعيشه وبالتالي لا يمكن ازالة الالم بالداخل قبل اقتلاع الالم من جذوره ".
وتضيف إسراء جعابيص "لقد غادرت سجني في 26 نوفمبر 2023 انتهت حياة السجن وبدأت معي حياة اللجوء ورحلة العلاج مرت كل الجزئيات التي عشتها وبدأت مرحلة أخرى اعيشها لاول مرة".
 
عن معاناتها في سجون الاحتلال تقول: "قضيت تسع سنوات في حالة اهمال طبي فرض علي لتعميق الألم , صبرت على ألمي و ألم غيري علي"..
تعرضت إسراء لعملية بتر اصابع في السجن ورفض الاحتلال أن تعالج واعتبر أن العمليات الجراحية التي تحتاجها تجميلية و ليست عضوية، تعرضت في 2023 إلى عملية جراحية وحشية بقيت آثارها عالقة في مخيلتها حتى اليوم. تقول اسراء كانت العملية وكانك تشتري لحمة..
 
من السجن الى رحلة اللجوء للعلاج
 
ما هي تهمة اسراء تقول محدثتنا "وجّه لي الاحتلال عدة تهم بينها عملية تفجير في مدينة القدس وخارج المحسوم وهو أحد الحواجز الامنية".
 
عن ظروف الاحتلال تقول الاسيرة المحررة "لقد مرت هذه الظروف ولكنها مازالت عالقة في الذاكرة الجروح يمكن تطيب ولكن الجروح النفسية لا تطيب، خرجت من السجن ولكن لم أتخلص من جراح السجون ومن الالم والاوجاع وهي مؤلمة وسيئة من ابسط الى أخطر تفاصيلها، فعملية نقل الاسير من المعتقل الى المحكمة رحلة عذاب، سيارة النقل وسيلة تعذيب للاسير سيارات متعفنة وروائح كريهة ومشتركة مع الكلاب يتعمد السائق السرعة فيتعرض الاسير للاهتزاز ويرتطم في الحديد، أما المحاكمة فهي اساءة لكل أسير السجان يعتبر الاسير عدوه.
 
من سجن شارون الى الدامون
 
عن رحلتها بين السجون تقول اسراء "كانت بين سجن شارون حيث قضيت خمس سنوات ومعتقل الدامون حيث قضيت ثلاث سنوات قبل أن يتم الافراج في بداية السنة التاسعة. 
عن ظروف الاعتقال تقول إسراء وهي تطلق زفرة "طبعا هي ظروف قاسية بدءا من النظام الغذائي المقرف وهو طعام لا ترضى به الحيوانات و ليس البشر كل ذلك لاستفزاز الاسرى الى المماطلة في العلاج وعدم توفر طب نسائي حتى أن احدى الاسيرات خرجت دون رحم ."
 
معاناة مضاعفة بسبب السجينات القاصرات
 
تقول اسراء أن وجود السجينات القاصرات كان يخفف عنها مأساة الانفصال عن طفلها وكانت تجد معهن ما يخفف المعاناة ولكنها كانت تعتبر في نفس الوقت أن وجود فتيات في سجون الاحتلال ظلم كبير و تستحضر تجربة من كن معها "هناك أيضا مأساة الاسيرات القاصرات وأذكر ملك سلمان ومرح بكير التي كانت تحمل 13 رصاصة في ذراعها، ونورهان عوض كنت اتألم لاجلهن فقد كنّ اطفال وما كان لهم ان يواجهن كل هذه الاعتداءات والاهانات ايضا بوجود آلات الكاميرا الموضوعة في الساحة تحت اشراف سجانين وسجانات كانت تحمل مزيد الاهانة . 
كنت كلما انتقلت من معتقل الى معتقل أومن المعتقل الى المستشفى أو حتى من زنزانة الى زنزانة كنت موثقة الاطراف .بعد السابع من اكتوبر صادروا التلفزيون و صادروا الراديو ولكننا كحركة أسيرة كنا نحاول استباق ما يجري والاحتياط بحيث نتمكن من اقتناء رايدو صغير من السجن ونتابع الاخبار .
 
ماذا عن غزة ؟
 
اليوم ازاء ما يجري في غزة وفيما تقترب حرب الإبادة في غزة من سنتها الثانية على التوالي كيف تنظر اسراء جعابيض الى المشهد الفلسطيني وكيف علمت اسراء بانها ستكون ضمن صفقة التبادل؟ 
عن هذا السؤال تقول الاسيرة المقدسية المحررة : " اولا لا بد من الإشارة إلى ان خروجي من السجن لا يعني نهاية الألم والوجيعة ممنونة للمقاومة ولغزة بهذه الحرية، علمت باني ضمن صفقة التبادل عبر التلفزيون عندما قرأوا القائمة ولم أكن أعلم قبل ذلك بان اسمي مطروح، الآن علينا الخروج من دائرة الفرجة على غزة لايقاف هذه الابادة المستمرة . حتى الآن للاسف ليس هناك تحرك جدي لايقاف جرائم الاحتلال في غزة، هناك الكثير من الشعارات وهناك أيضا دعم معنوي وفي ذلك رسالة مهمة لغزة ولكن هذا غير كاف ولا يساعد على تغيير الاوضاع."
 
ماذا لواختار ابنك المعتصم طريق والدته؟
 
ردت اسراء "اتمنى ان يكون من اول المجاهدين طبعا في هذا الزمن أي ام تخاف على ابنها من الجريمة والمخدرات وكل مخاطرالحياة ولكن خوف من خوف يفرق."
 
وتستطرد قائلة "كان عمر المعتصم تسع سنين عندما دخلت السجن تركته طفلا و خرجت لاجده شابا لقد سرق الاحتلال منا الكثير من الاشياء و كانت زيارات ابني في السجن تمنحني الامل و القدرة على الصبر . 
قررت الانفصال عن زوجي و أنا في السجن حتى لا ارهن حياته. اذا بقينا نفكر في الماضي لا يمكن أن نضيف شيئا لا بد أن ننسى بعض الجروح هناك مثل يقول "الجرح يطيب و الندبة ما تطيب " .
 
في السجن كان لديك امكانية تدوين تجربتك و تقديم كتابات عن تلك التجربة كيف كان ذلك عن تجربة أدب السجون؟
 تقول اسراء " صدر لي اكثر من عنوان بينها "موجوعة " ساقوم بتوقيعه في معرض الكتاب بتونس و فضفضات "ولدي كتابات اخرى لم تر النور بعد و منها "كيف اكون أنا من جديد" ، إلى جانب بحوث و تقارير و كتابات نثرية ومنها "خواطر بمعنويات صغيرا وقف "بمعنى انها خواطر بمعنويات ابني معتصم الذي كان سندي في السجن وكان يردد كلما زارني كلمات تشجعني انت قوية انت جميلة لما تطلعي رح نشري بسكليت ونتجول مع بعض كان يخطط للمستقبل ويعطيني بذلك شحنة أمل كنت في حاجة لها بعد كل الذي اصابني..
كتابة السجون تحاكي الانسانية و هي ترجمة لكل تفاصيل السجن مع السجان و الظروف المعيشية والظلم والانتهاكات والظرف اليومية والاهمال الطبي.. كنت احيانا انسى المي وانا ارى حال بقية السجينات نساء متقدمات في السن يتعرضن للاهانة والظلم وأطفال يقبعن في السجن ويتعرضن للرش بالغاز. 
اذكر ان عدد السجينات كان يزيد في السجون سواء بالنسبة للنساء او الرجال كان هناك دوما مزيد الاعتقالات اذكر ايضا شتيلا ابو عيادة دخلت السجن و سنها 21 عاما في 2016 و هي محكومة ب36 سنة سجن و المناضلة خالدة جرار التي اعتقلت اكثر من مرة و كنت رأيتها في السجن أربع مرات فقدت امها ثم ابوها ثم ابنتها وهي في السجن..
 
من هي اسراء جعابيص ؟
 
تركنا سؤال البحث عن اسراء جعابيص حتى نهاية الحوار و طرحنا على ضيفة معرض الكتاب بتونس بعد هذه الرحلة الموجعة مع الاعتقال والظلم من هي اسراء جعابيص التي تجاوزت قصتها سجون الاحتلال وعبرت الى كل اصقاع الارض لتتحدث عن فلسطين الموجوعة كما اسراء الموجوعة .
 
اسراء جميل الجعابيص أسيرة فلسطينية محررة أصيلة
 
منطقة جبل المكبر القدس تحمل هوية القدس، اعتقلت في 2015 ’ و قبل ذلك كانت تدرس بالكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس.
 
في 11 أكتوبر 2015 كانت في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس كعادتها كل يوم وكانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، وعندما وصلت إسراء قبل حاجز الزعيم بأكثر من 1500متر تعطلت السيارة قربَ حاجز عسكري، واشتعلت النيران داخل السيارة فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين القريبين من المكان ولكن بدل اسعافها تم ايقافها بتهمة محاولة استهداف الجنود .
 تعرضت اسراء لحرق نحو خمسين بالمائة من جسمها ووجهها ولا تزال آثار الحروق واضحة بعد اجراء سبع عمليات منذ انتقالها إلى الأردن .
 بعد مداولات استم رت عاما أصدر الاحتلال بحقها حكما بالسجن مدة أحد عامًا، وغرامة مالية، في الخامس عشر من نوفمبر تم تحريرها في ثاني صفقة تبادل للاسرى بين الاحتلال وحركة حماس.
تصدَّرت الحملةَ الدولية للتضامن مع الأسيرة إسراء جعابيص 2021 المؤسسةُ الدولية للتضامن مع الأسرى "تضامن"، معلنةً أنها بحاجة إلى ثماني عمليات عاجلة في عينيها ووجهها ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها، ولعلاج إصابات بالغة في يديها، إضافة إلى ما تعانيه من ارتفاع درجات الحرارة دائمًا، ويحتاج علاجها إلى سنوات من التأهيل الجسدي والنفسي. وبسبب تأكُّل معظم أصابعها نتيجة الحريق والإصابة، لا تستطيع إسراء تناول الطعام ولا القيام بأدنى مهام المعيشة اليومية..
الأسيرة المحرّرة إسراء جعابيص تتحدث عن حكايتها في سجون الاحتلا.ل.. "موجوعة" ولا يمكن ازالة مشاعر الألم إلا باقتلاع جذور الألم

+ زيارات ابني ورسائله طوال سنوات الأسر منحتني الأمل لاعيش واتمنى أن يكون من أول المجاهدين..

 
 حاورتها: آسيا العتروس
 
"موجوعة " هو عنوان الكتاب الذي حملته الاسيرة الفلسطينية المحررة اسراء جعابيص محنتها خلف اسوار الاحتلال وهي التي احترق نصف جسدها و بترت ثمانية من اصابعها و منع عنها الاحتلال العلاج.. 
في الحديث مع الاسيرة الفلسطينية المحرّرة اسراء جعابيص درس في المقاومة والصبر والتحمل ولكن أيضا درس في معاني الكرامة الانسانية المفقودة في عالمنا اليوم، يخطئ من يعتقد أن الاعتقال والسجن يمكن أن يكسر إرادة الاسيرة المحررة إسراء جعابيص التي حلقت وهي في سجنها وتجاوزت كل الأسوار دخلت كل البيوت بعد أن تحولت الى رمز للاسيرات الفلسطينيات وأيقونة لنضال كل أم وكل امرأة فلسطينية تعرضت للاعتقال بسبب ظلم الاحتلال.
 ثماني سنوات قضتها إسراء في السجن تاركة خلفها طفلها المعتصم ابن التسع سنوات ينتظر عودتها.. إسراء برغم ما في داخلها من جروح و ما ظهر على ووجهها من حروق وما خفي أيضا من جروح على خمسين بالمائة من جسدها، لا تستعطف أحدا حين تتحدث عن وجيعتها التي ضمنتها في كتابها "موجوعة " كتاب دونته سرا خلف القضبان في اصراراستثنائي على قهر السجان الذي منع الاقلام والأوراق على الاسيرات بعد عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر الماضي وكسر مكتسبات الحركة الاسيرة في مواجهتها لوحش الاحتلال الاسرائيلي.
تعرّض أكثر من خمسين بالمائة من جسدها ووجهها للحرق و أجري عليها حتى الآن سبع عمليات ولا تزال تحتاج المزيد..
 
في الحديث إلى إسراء الاسيرة المحررة تأكيد بالاضافة إلى ما سبق أنها و غيرها من الاسيرات لسن مجرد رقم في سجلات الاحتلال بل عنوان ومحطة من محطات النضال النسوي الفلسطيني في مجتمع لا فرق فيه بين رجل وامرأة في مواجهة خطر الاحتلال ..
 
اقتلاع الالم من الداخل يحتاج اقتلاع الالم من جذوره
 
تقول اسراء جعابيص "نعم مازلت موجوعة و سابقى موجوعة الى أن يتغير الحال، حال البلد وحال شعبنا وحال أهلنا وأحبابنا وحال السياسة وكل ما نراه وما نسمعه وما نعيشه وبالتالي لا يمكن ازالة الالم بالداخل قبل اقتلاع الالم من جذوره ".
وتضيف إسراء جعابيص "لقد غادرت سجني في 26 نوفمبر 2023 انتهت حياة السجن وبدأت معي حياة اللجوء ورحلة العلاج مرت كل الجزئيات التي عشتها وبدأت مرحلة أخرى اعيشها لاول مرة".
 
عن معاناتها في سجون الاحتلال تقول: "قضيت تسع سنوات في حالة اهمال طبي فرض علي لتعميق الألم , صبرت على ألمي و ألم غيري علي"..
تعرضت إسراء لعملية بتر اصابع في السجن ورفض الاحتلال أن تعالج واعتبر أن العمليات الجراحية التي تحتاجها تجميلية و ليست عضوية، تعرضت في 2023 إلى عملية جراحية وحشية بقيت آثارها عالقة في مخيلتها حتى اليوم. تقول اسراء كانت العملية وكانك تشتري لحمة..
 
من السجن الى رحلة اللجوء للعلاج
 
ما هي تهمة اسراء تقول محدثتنا "وجّه لي الاحتلال عدة تهم بينها عملية تفجير في مدينة القدس وخارج المحسوم وهو أحد الحواجز الامنية".
 
عن ظروف الاحتلال تقول الاسيرة المحررة "لقد مرت هذه الظروف ولكنها مازالت عالقة في الذاكرة الجروح يمكن تطيب ولكن الجروح النفسية لا تطيب، خرجت من السجن ولكن لم أتخلص من جراح السجون ومن الالم والاوجاع وهي مؤلمة وسيئة من ابسط الى أخطر تفاصيلها، فعملية نقل الاسير من المعتقل الى المحكمة رحلة عذاب، سيارة النقل وسيلة تعذيب للاسير سيارات متعفنة وروائح كريهة ومشتركة مع الكلاب يتعمد السائق السرعة فيتعرض الاسير للاهتزاز ويرتطم في الحديد، أما المحاكمة فهي اساءة لكل أسير السجان يعتبر الاسير عدوه.
 
من سجن شارون الى الدامون
 
عن رحلتها بين السجون تقول اسراء "كانت بين سجن شارون حيث قضيت خمس سنوات ومعتقل الدامون حيث قضيت ثلاث سنوات قبل أن يتم الافراج في بداية السنة التاسعة. 
عن ظروف الاعتقال تقول إسراء وهي تطلق زفرة "طبعا هي ظروف قاسية بدءا من النظام الغذائي المقرف وهو طعام لا ترضى به الحيوانات و ليس البشر كل ذلك لاستفزاز الاسرى الى المماطلة في العلاج وعدم توفر طب نسائي حتى أن احدى الاسيرات خرجت دون رحم ."
 
معاناة مضاعفة بسبب السجينات القاصرات
 
تقول اسراء أن وجود السجينات القاصرات كان يخفف عنها مأساة الانفصال عن طفلها وكانت تجد معهن ما يخفف المعاناة ولكنها كانت تعتبر في نفس الوقت أن وجود فتيات في سجون الاحتلال ظلم كبير و تستحضر تجربة من كن معها "هناك أيضا مأساة الاسيرات القاصرات وأذكر ملك سلمان ومرح بكير التي كانت تحمل 13 رصاصة في ذراعها، ونورهان عوض كنت اتألم لاجلهن فقد كنّ اطفال وما كان لهم ان يواجهن كل هذه الاعتداءات والاهانات ايضا بوجود آلات الكاميرا الموضوعة في الساحة تحت اشراف سجانين وسجانات كانت تحمل مزيد الاهانة . 
كنت كلما انتقلت من معتقل الى معتقل أومن المعتقل الى المستشفى أو حتى من زنزانة الى زنزانة كنت موثقة الاطراف .بعد السابع من اكتوبر صادروا التلفزيون و صادروا الراديو ولكننا كحركة أسيرة كنا نحاول استباق ما يجري والاحتياط بحيث نتمكن من اقتناء رايدو صغير من السجن ونتابع الاخبار .
 
ماذا عن غزة ؟
 
اليوم ازاء ما يجري في غزة وفيما تقترب حرب الإبادة في غزة من سنتها الثانية على التوالي كيف تنظر اسراء جعابيض الى المشهد الفلسطيني وكيف علمت اسراء بانها ستكون ضمن صفقة التبادل؟ 
عن هذا السؤال تقول الاسيرة المقدسية المحررة : " اولا لا بد من الإشارة إلى ان خروجي من السجن لا يعني نهاية الألم والوجيعة ممنونة للمقاومة ولغزة بهذه الحرية، علمت باني ضمن صفقة التبادل عبر التلفزيون عندما قرأوا القائمة ولم أكن أعلم قبل ذلك بان اسمي مطروح، الآن علينا الخروج من دائرة الفرجة على غزة لايقاف هذه الابادة المستمرة . حتى الآن للاسف ليس هناك تحرك جدي لايقاف جرائم الاحتلال في غزة، هناك الكثير من الشعارات وهناك أيضا دعم معنوي وفي ذلك رسالة مهمة لغزة ولكن هذا غير كاف ولا يساعد على تغيير الاوضاع."
 
ماذا لواختار ابنك المعتصم طريق والدته؟
 
ردت اسراء "اتمنى ان يكون من اول المجاهدين طبعا في هذا الزمن أي ام تخاف على ابنها من الجريمة والمخدرات وكل مخاطرالحياة ولكن خوف من خوف يفرق."
 
وتستطرد قائلة "كان عمر المعتصم تسع سنين عندما دخلت السجن تركته طفلا و خرجت لاجده شابا لقد سرق الاحتلال منا الكثير من الاشياء و كانت زيارات ابني في السجن تمنحني الامل و القدرة على الصبر . 
قررت الانفصال عن زوجي و أنا في السجن حتى لا ارهن حياته. اذا بقينا نفكر في الماضي لا يمكن أن نضيف شيئا لا بد أن ننسى بعض الجروح هناك مثل يقول "الجرح يطيب و الندبة ما تطيب " .
 
في السجن كان لديك امكانية تدوين تجربتك و تقديم كتابات عن تلك التجربة كيف كان ذلك عن تجربة أدب السجون؟
 تقول اسراء " صدر لي اكثر من عنوان بينها "موجوعة " ساقوم بتوقيعه في معرض الكتاب بتونس و فضفضات "ولدي كتابات اخرى لم تر النور بعد و منها "كيف اكون أنا من جديد" ، إلى جانب بحوث و تقارير و كتابات نثرية ومنها "خواطر بمعنويات صغيرا وقف "بمعنى انها خواطر بمعنويات ابني معتصم الذي كان سندي في السجن وكان يردد كلما زارني كلمات تشجعني انت قوية انت جميلة لما تطلعي رح نشري بسكليت ونتجول مع بعض كان يخطط للمستقبل ويعطيني بذلك شحنة أمل كنت في حاجة لها بعد كل الذي اصابني..
كتابة السجون تحاكي الانسانية و هي ترجمة لكل تفاصيل السجن مع السجان و الظروف المعيشية والظلم والانتهاكات والظرف اليومية والاهمال الطبي.. كنت احيانا انسى المي وانا ارى حال بقية السجينات نساء متقدمات في السن يتعرضن للاهانة والظلم وأطفال يقبعن في السجن ويتعرضن للرش بالغاز. 
اذكر ان عدد السجينات كان يزيد في السجون سواء بالنسبة للنساء او الرجال كان هناك دوما مزيد الاعتقالات اذكر ايضا شتيلا ابو عيادة دخلت السجن و سنها 21 عاما في 2016 و هي محكومة ب36 سنة سجن و المناضلة خالدة جرار التي اعتقلت اكثر من مرة و كنت رأيتها في السجن أربع مرات فقدت امها ثم ابوها ثم ابنتها وهي في السجن..
 
من هي اسراء جعابيص ؟
 
تركنا سؤال البحث عن اسراء جعابيص حتى نهاية الحوار و طرحنا على ضيفة معرض الكتاب بتونس بعد هذه الرحلة الموجعة مع الاعتقال والظلم من هي اسراء جعابيص التي تجاوزت قصتها سجون الاحتلال وعبرت الى كل اصقاع الارض لتتحدث عن فلسطين الموجوعة كما اسراء الموجوعة .
 
اسراء جميل الجعابيص أسيرة فلسطينية محررة أصيلة
 
منطقة جبل المكبر القدس تحمل هوية القدس، اعتقلت في 2015 ’ و قبل ذلك كانت تدرس بالكلية الأهلية في بلدة بيت حنينا شمالي القدس.
 
في 11 أكتوبر 2015 كانت في طريقها من مدينة أريحا إلى مدينة القدس كعادتها كل يوم وكانت تنقل بعض أغراض بيتها إلى سكنها الجديد بالقرب من مكان عملها، وعندما وصلت إسراء قبل حاجز الزعيم بأكثر من 1500متر تعطلت السيارة قربَ حاجز عسكري، واشتعلت النيران داخل السيارة فخرجت إسراء من السيارة وطلبت الإسعاف من رجال الشرطة الإسرائيليين القريبين من المكان ولكن بدل اسعافها تم ايقافها بتهمة محاولة استهداف الجنود .
 تعرضت اسراء لحرق نحو خمسين بالمائة من جسمها ووجهها ولا تزال آثار الحروق واضحة بعد اجراء سبع عمليات منذ انتقالها إلى الأردن .
 بعد مداولات استم رت عاما أصدر الاحتلال بحقها حكما بالسجن مدة أحد عامًا، وغرامة مالية، في الخامس عشر من نوفمبر تم تحريرها في ثاني صفقة تبادل للاسرى بين الاحتلال وحركة حماس.
تصدَّرت الحملةَ الدولية للتضامن مع الأسيرة إسراء جعابيص 2021 المؤسسةُ الدولية للتضامن مع الأسرى "تضامن"، معلنةً أنها بحاجة إلى ثماني عمليات عاجلة في عينيها ووجهها ولفصل أذنيها الملتصقتين برأسها، ولعلاج إصابات بالغة في يديها، إضافة إلى ما تعانيه من ارتفاع درجات الحرارة دائمًا، ويحتاج علاجها إلى سنوات من التأهيل الجسدي والنفسي. وبسبب تأكُّل معظم أصابعها نتيجة الحريق والإصابة، لا تستطيع إسراء تناول الطعام ولا القيام بأدنى مهام المعيشة اليومية..