هل كان لزاما بعد 57 سنة من الإستقلال وبعد أن تهيكلت الادارة التونسية وتنظّمت بشكل أضحت فيه قادرة على تسيير نفسها بنفسها حتى في أصعب الفترات على غرار تلك التي عاشتها البلاد خلال الثورة وبعدها أن تعيش تونس حالات مزرية من التجاوزات الخطيرة التي إن دلّت على شيء فإنما تدل على قصور المسؤولين السياسيين في إدارة شؤون الوطن.
ينصح المثل الروسي بعدم بيع جلد الدب قبل صيده ..غير أنه يبدو أن رئيس الحكومة مهدي جمعة شذّ عن القاعدة عندما خرج يوم الاحد المنقضي متباهيا بأنه أحبط عملية ارهابية كبرى كانت تستهدف منشآت صناعية وسياحية وشخصيات وطنية ..
لم تكن الندوة الصحفية التي عقدها مساء الاربعاء مجرد ندوة صحفية عادية فالرجل الذي خرج ليقدم حصيلة مائة يوم من عمل حكومته بعد 107 ايام من ادائها اليمين اراد ان يضرب اكثر من عصفور بحجر واحد في اخراج جديد مخالف لما اعتدناه ..
من مهرجان محمد الصغير الساسي للشعر الشعبي بالسواسي إلى مهرجان عين الزرقة بحمام الأنف فدورة المرحوم رضا بلقاضي للشطرنج بالمنستير الى المصالحة بين عرشين تخاصما من أجل ملكية أرض..أنشطة وتدخلات لا تتلاءم حجما ومستوى مع رئاسة الجمهورية لكن تجد الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي يصرّ على أن يحضرها بنفس القدر الذي يصرّ فيه على استقبال النيابات الخصوصية للولايات ويدعو في البلاغات الصادرة عن مؤسسته الى إصلاح ما يرفعون له من انخرامات بعد أن يستمع الى مشاغلهم..
على عكس ما يظن البعض فان القلب النابض للتكتل والأب الروحي لابنائه هو مصطفى بن جعفر ..فهو رمز وحدته ومرجعه ومرجعيته ..في غيابه كما في حضوره يدعى الرجل بـ"سي مصطفى " ويتجنب السواد الاعظم من مناضلي التكتل توجيه النقد له رغم انهم لا يترددون في رشق أعضاده والتراشق فيما بينهم في اطار حرب عادية داخل الاحزاب السياسية.
تأتي القمة العربية التي تعقد غدا الثلاثاء بعد جولة خليجية لرئيس الحكومة مهدي جمعة اسماها بجولة إذابة الجليد الذي كسا العلاقات التونسية الخليجية خلال كامل المدة التي تلت الثورة التونسية وما أنتجته من فوز ساحق لحركة النهضة والمؤتمر من اجل الجمهورية - قبل ان يتفتت - والتكتل بما أولد واقعا دبلوماسيا جديدا قوامه نسيج متهرئ نتيجة تعيينات في سلك السفراء وفق محاصصة حزبية اقل ما يقال عنها انها فشلت في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب اما الخيط الماسك لذاك النسيج فهو راس الديبلوماسية الممث
تبدأ الحروب الكبرى بخلافات بسيطة تذكي نيرانها أخطاء بدائية ..ذاك ما ينطبق على واقع الحال في موقعة باب بنات من حرب "البسوس " الصامتة التي تدور رحاها بين المحامين والقضاة على خلفية حصانة افتكها أصحاب " الروب الاسود " غفلة في فترة ما بعد الثورة الذي كانت فيه الأمور تأخذ فيها غلابا.
لا ادري أي حشرة قرصت السيدة وزيرة السياحة حتى تبادر بعزل المدير العام للديوان الوطني للسياحة أثناء قيامه بمهمة عمل في الخارج
تونس اليوم افسد تدخل رئيس البرلمان الايراني على اكبر لاريجاني عرس الاحتفال التونسي بميلاد دستور جديد يقطع مع الديكتاتورية ويفتح الطريق أمام عهد جديد لتونس استبشر له كل التونسيين عندما شاهدوا قمما أروبية وعربية تشاركها هذه الفرحة.
بقلم رئيس التحرير*
يبدو أن الاقدار ادرت ظهرها للمهدي جمعة وحالت دون تحقيق أول أمنية له لاخراج البلاد من الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها من خلال فتح حنفيات التمويل الاجنبية المغلقة
..
