

بانتهاء مهام المجلس الوطني التأسيسي ومعه رئيسه مصطفى بن جعفر ..وبدخول رئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي في حملة انتخابية مفتوحة يبدو أن منظومة الرئاسات الثلاث قد أودعت الروح وإلى الأبد ولم يبقى منها ساري المفعول ومتحمّلا للمسؤولية كاملة إلا رئيس الحكومة مهدي جمعة.
مسؤولية جسيمة تتحملها الحكومة بمفردها في هذه المرحلة الحسّاسة من المسار الانتقالي التي تستوجب توفير كل الظروف الآمنة والمتطلبات الضرورية لإتمام إنجاح المسار الانتخابي وإيصال تونس إلى بر الأمان.
والسؤال الذي يطرح نفسه من يراقب مهدي جمعة وحكومته.. من يحاسب مهدي جمعة وحكومته .. وكذلك من يقف إلى جانب حكومة مهدي جمعة في هذه الظروف العويصة التي تتميز بتأزم الوضع الاجتماعي بعد سلسلة إضرابات سابقة وأخرى قادمة تهدد بشلّ كامل البلاد؟
والجواب أنْ لا رقيب ولا حسيب لمهدي جمعة وأفراد حكومته غير ضمائرهم ولا مساند ولا داعم لهم إلا البعض من الشعب الذي لا حول ولا قوة له ..ولا طرف مستعدّ أن يحشر نفسه في معركة ليست بمعركته خصوصا اذا تعلق الامر باغضاب الاتحاد العام التونسي للشغل ووراءه الطبقة الشغّيلة .
إن مثل هذه الظروف الحساسة والاستثنائية التي تمر بها البلاد تستوجب أن يكون الجميع صفا واحدا وأن يرسموا لأنفسهم هدفا واحدا لان مصيرهم واحد رغم تضارب المصالح وان يبتعدوا كل البعد عن ممارسة الضغوط وأن يوفروا كل الظروف الملائمة لإنجاح مسار انتخابي هش قد ينقلنا إلى بر الأمان وقد يقود السفينة إلى مصير مجهول العواقب.
فالعبرة بالنتائج حتى وان كانت لا تعجب البعض لأن وحدها تونس ستجني الثمار أو تحصد الدمار
حافظ الغريبي