

أسقطت الانتخابات الرئاسية في دورها الاول ورقة التوت التي كانت تغطي عورات جيل كامل من السياسيين تزعم المرحلة الانتقالية وأظهرت مدى انعدام ثقلهم الشعبي بحصولهم على صفر فاصل رغم ما قاموا به من تحركات حرثوا فيها البلاد طولا وعرضا
أولهم "أب الدستور" كما يحلو له أن يسمي نفسه الذي لم يشفع له تعليق نشاط المجلس الوطني التأسيسي في شيء رغم تأكيده أن ما قام به موقف بطولي لم يقدر على فعله غيره ..فمطرقة بن جعفر يبدو أنها دقت حزبه ففتّتت أوصاله ليخرج من الانتخابات التشريعية "ربنا كما خلقتنا" ورغم أن كل المؤشرات كانت تدل على النهاية محتومة فيبدو أن بن جعفر اختار ان ينتحر بنفس المطرقة ويدق عنق نضاله السياسي الذي تواصل عقودا عوض ان يخرج من الباب الكبير.
ثانيهم "الشوكة" التي اختارت أن تستقر بحلق بن علي لسنوات طوال ..لقد كان احمد نجيب الشابي الصامد من الداخل وجامع جل المعارضين تحت مظلة الحزب التقدمي الديمقراطي وبمقره غير انه وللاسف سمح لأولى رياح التغيير كي تعصف بتلك المظلة بمجرد اعلان الفصل الأول من الثورة ورغم اختياره تجميع آخرين تحت مظلة جديدة الا وهي الحزب الجمهوري فيبدو أن التدافع تحتها انتهى ببقائه وحيدا محتميا بها ففاز من غادر وخسر من بقي .
ثالثهم صاحب مقولة "لا يٌصلح ولا يصلح " ذاك الذي أراد الهدم عوض البناء ورغم أن الحيلة انطلت على البعض من الشعب التونسي في انتخابات 2011 فان كل الشعب سرعان ما تدارك الامر في انتخابات 2014 وسحب الثقة من حزب المؤتمر من اجل الجمهورية ولم يشفع للمنصف المرزوقي جاهه ولا موقعه ولا الإمكانات المتوفرة لرئاسة الجمهورية كي ينقذهم فانحدر حزبه الى الهوة بسرعة ليحصل على 4 مقاعد فقط في مجلس الشعب ..ويبدو أن ربطة العنق التي تجاهلها المرزوقي هي التي شنقت حزبه ويخطئ من يظن ان وصول المنصف المرزوقي للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بفضل حزبه بل أخذا بمقولة المثل العربي « ان لم يكن حبا في زيد فنكاية في عمرو»... وتلك أحكام السياسة .
للسياسة اذا حكاية طويلة خصوصا في الفترات الانتقالية والمؤكد أنها لن تنتهي عند هذا الفصل ، فالفصول ستتعاقب ومعها ستسقط أوراق توت أخرى وتتعرى شخصيات بعضها ستٌلحق حتما بمزبلة التاريخ
حافظ الغريبي