

يحدد هذا الاحد زهاء الخمسة مليون ناخبا مصير البلاد خلال الخمس سنوات القادمة في اول انتخابات تشريعية ديمقراطية حرة نأمل أن تكون نزيهة وبعيدة عن كل الشوائب
ويتحمل الخمسة مليون ناخبا مسؤولية تاريخية جسيمة لأنهم بحسن اختيارهم من سيمثلونهم يكونون قد أسسوا لبناء صرح عتيد يضمن لتونس الانطلاق بسلام في رحلة الالف ميل التي يتطلبها المسار الانتقالي الثاني الذي سيوصلها لبر الامان فترتقي الى مصاف الدول المتقدمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا كذلك .
فبقطعهم يوم 14 جانفي 2011 مع منظومة العهد البائد وبحضورهم المكثف في كل مرة استوجب فيها تصحيح المسار اثبت التونسيون أنهم جادون في القطع مع الماضي والمضي قدما على درب الديمقراطية والحداثة والحرية المسؤولة والكد والجدّ والنهوض بهذا الوطن الذي عانى كثيرا من أوزار المرحلة الانتقالية .. وابلغوا في الآن نفسه رسالة واضحة للجميع أنهم أصحاب الأرض وأصحاب قرار وان عهد التفويض اللامشروط ولى بلا رجعة .. وان تونس لكل التونسيين مهما اختلفت رؤاهم ومشاربهم وقناعاتهم الفكرية والعقائدية والسياسية ما دموا تحت سقف الدستور يحتمون به ويحتكمون اليه.
إن المسؤولية جسيمة والمخاطر المحدقة قائمة فالمحسوبية والمال السياسي الفاسد والوعود غير القابلة للتجسيم من شانها أن تؤثر سلبا على العملية الانتخابية وتقود البلاد إلى المجهول لذلك فعلى الناخب ان يفكر مليا ويعي جيدا أن لا خلاص إلا في اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب وان لا خيار أيضا إلا في ائتلاف سياسي واسع يقود البلاد في الفترة الحساسة التي تنتظرنا ..ائتلاف عليه ان يعدّ له يوم 26 اكتوبر بحسن اختيار مكوناته التي ستفرزها الصناديق
فالتونسي مطالب اكثر من اي وقت مضى ان يكون حرا ومسؤولا ووفيا.. حرا في ممارسة اختياره وفق قناعاته الشخصية ومسؤولا لان بيده تحديد مستقبل الأجيال القادمة والتي تضم فيما تضم أبناءه وأحفاده ،ووفيا لدماء الشهداء الزكية التي روت ارض وطنه منذ معركة التحرير من الاستعمار الى حين ثورة الحرية والكرامة.. وحتما سيذكر التاريخ ذات يوم ان شعب تونس لما أتيحت له الفرصة احسم الاختيار.
فالى الصناديق هبوا جميعا شعاركم "لتنتصر الديمقراطية ..لتنتصر تونس "
حافظ الغريبي