

أسدل أمس الستار على باب الترشح للانتخابات الرئاسية بعد أن حطم المتقدمون أرقاما قياسية جمعت الغث والسمين في سابقة هي الأولى في بلادنا ..
أسدل إذا الستار ليسجل مغمورون أسماءهم في تاريخ تونس كمرشحين لأول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية رغم يقينهم الراسخ أن ملفاتهم سترفض وحتى إن قبلت فلن يتعدى ما سيجمعونه من أصوات عدد أفراد عائلاتهم ،هذا اذا لم لم يعلنوا انسحابهم فل خوض السباق...كما سيسجل التاريخ أسماء مدفوعين للترشح بغاية إعاقة مسيرة منافسين شرسين من خلال اللعب على أراضيهم .. وسيسجل التاريخ كذلك أسماء مهووسين بالحكم ظل حلم النوم في فراش بورقيبة وبن علي يراودهم أكثر مما يراودهم العمل بمكتبهما فسلطة اليوم لم تعد تلك السلطة التي مارسها الرئيسان الأولان في تاريخ تونس ...وسيذكر التاريخ كذلك دخول من ذاق طعم السلطة وحرم منها أو يخشى أن يحرم منها رغم المآخذ حول مسيرتهم السياسية .
وفي ظل هذا المهرجان الاستعراضي تمر قوافل المرشحين للتشريعية في صمت مخيف في حين يستوجب ان يوليها الرأي العام الاهتمام الأكبر لثقل وزنها ودورها الأساسي في تحديد مصير البلاد خلال الخمس سنوات القادمة ..مصير أقل ما يقال فيه أنه على كف عفريت فالمنافسة تبدو محتدة والتشتت رغم تراجع عدد القائمات لا يبشر بخير زد على ذلك التخوفات من ضعف إقبال الناخبين ..كل ذلك يفترض أن يكون تحت مجهر الاعلام والمجتمع المدني حتى لا تكون الانتخابات الرئاسية بمثابة الشجرة التي تحجب الغابة
حافظ الغريبي