

رغم دقّة الوضع الذي يعيشه، ورغم تهديدات السجن الحقيقية التي تلاحقه، استطاع رئيس النادي البنزرتي عبد السلام السعيداني أن يجد من القوة ما ينسيه كل همومه ومشاكله والاحكام الصادرة في حقه، وما يمكنه من تقديم طقس جديد من طقوس المناشدة والتطبيل لرئيس الجامعة وديع الجريء.
مغازلة السعيداني للجريء، لم تكتف هذه المرة بالتأكيد على أن رئيس الجامعة هو الأفضل عبر التاريخ والتنصيص على أن كرة القدم التونسية كانت في الحضيض قبل أن يأتي الجريء وينقذها من الاندثار، بل تجاوزها للدعوة العلنية بتعيين رئيس الجامعة رئيسا للحكومة الجديدة التي انطلقت مشاورات تشكيلها منذ أيام عقب استقالة الفخفاخ، نعم وجد السعيداني من الجرأة ما يمكنه من الدعوة إلى تنصيب صديقه رئيسا للحكومة، بل وأكثر من ذلك فقد اعتبر أن عدم تنصيب الجريء خليفة للفخفاخ يساوي افلاس الجمهورية التونسية، وهي لعمري مرحلة عالية ومتقدمّة من التطبيل المجاني التي تعوّد عليها السعيداني والتي حقّق بفضلها بعض المكاسب.
امنيات السعيداني يقاسمه فيها عدد من الذين أطنب الجريء في اكرامهم ليتحولوا سريعا إلى أبواق دعاية تنفخ في انجازات الجامعة ورئيسها وتغض الطرف عن الهنات والسلبيات والمظالم التي تعرّض لها عدد من الفرق الذين رفضوا الدخول إلى بيت الطاعة، كل هذا من أجل المحافظة على مكاسبهم والبقاء في دائرة الأضواء ومواصلة التمعّش في قطاع بات تحت قبضة الجريء وبعض المقربين منه.
قد نكون جاحدين، إن أنكرنا قدرة الجريء الخارقة ونجاحه في توفير الوقت الكافي لحل سيل كبير من المشاكل، فالأخير تعهد بحل مشاكل الإفريقي وبحل مشاكل البنية التحتية في المتلوي والقيروان وتطاوين، كما تعهد بخلاص صكوك السعيداني، كما كان سباقا في توزيع المساعدات زمن كورونا، دون أن يغفل عن وأد كل محاولة لمنافسته على رئاسة الجامعة مع طلب الأعلى من خلال الرغبة في رئاسة الاتحاد الإفريقي، دون أن ننسى اتقانه للعبة العزف على أوتار السياسة، فوجدناه طورا محتميا بالنهضة وبتحيا تونس طورا اخر رغم اصراره على عدم اقحام السياسة في الرياضة وهو شعار لا يصدقه صاحب عقل، فالجامعة تسبح في بحر السياسة وهو ما رفّع من سقف طموحات رئيس الجامعة والمقربين منه الذين انطلقوا في حملة الرفع من أسهم الجريء الذي وان نجح في تقوية الجانب المالي للجامعة فإن سياسته الفنية لم تكن في المستوى، حيث غذت الانقسامات وهو ما يجعل منامة "رئاسة الحكومة" مجرّد اضغاث احلام من السعيداني الذي يواصل البحث عن طريقة لرد جميل الجريء الذي انقذه من العقاب أكثر من مرّة بسبب تصريحاته اللامسؤولة قبل أن يتعهد بخلاص الشيكات التي أطلقها والتي تسببت في اصدار أحكام بالسجن في حقه.
خالد الطرابلسي