

يبدو أن أزمة نداء تونس تدفع بالبلاد نحو المجهول وبنسق قد تصعب فرملته في الوقت المناسب..ذاك هو الانطباع الحاصل اليوم عندما تستمع الى أطراف من الشقين.
فما نشهده اليوم هو نتاج تأزم تأخر علاجه داخل حزب ولد كبيرا وبدأ يصغر شيئا فشيئا على ارض الواقع وفي عيون من انخرطوا فيه ومن ساندوه ومن صوتوا لمشروعه..تأزم تداعى له الجسم الندائي بأكمله بالحمى التي أدخلت البعض من قياداته حدود الهذيان ..حمى بدأت تظهر بوادر علاماتها داخل جانب من مؤسسات الدولة فتتهددها بالوهن وربما بالشلل.
ولعل استقالة 31 نائبا من كتلة حركة نداء تونس التي تقدموا بها امس قبل انتهاء مهلة الهيئة التأسيسية المنتهية الخميس القادم مثال حي لما ينبئ بامتداد حمى النداء للجسد البرلماني الذي يتأهب لافتتاح سنته الجديدة بانتخاب لجانه في نفس الموعد تقريبا ان لم يطرأ تغيير..انتخابات تطرح أكثر من سؤال عن الأطراف "الندائيية" المشاركة فيها وبأية صفة وتحت أية جبة والكتلة على حالها ذاك من الانقسام ...بما يعني زلزالا جديدا تحت قبة البرلمان.
وحتى ان نجح الكبار في لملمة الخلاف فان الانقسام الذي امتد إلى الجهات يصعب فضه بجرة قلم أو بقرار مركزي او بتحرك ميداني بعد إن أضحت لكل جهة تنسيقية وأخرى مضادة ولكل طرف "ندائيوه" الذين يكنّون الحقد والغيض لإخوة الأمس وأعداء اليوم.. وهكذا تحوّل الحزب الذي آمن أكثر من مليون امرأة ومئات الآلاف من الرجال بمشروعه واعتبروه مغيثهم الى مستغيث بهم يدعوهم الى ان ينقذوا ما تبقى من مشروع تهافت عليه العقبان.
حافظ الغريبي