

لم يكن انهيار سعر برميل البترول غير الشجرة التي تخفي الغابة.. فالانهيار كان منتظرا بعد أن تراجعت نسبة نمو اقتصاد المارد الصيني وأضحت أرقامها مهددة بفقدان خانة العشرات والاكتفاء بالآحاد دون سواها وهو نسق ترفضه الصين طولا وعرضا .
وتراجع معدل نمو الصين وانهيار أسعار البترول ستكون أولى خطوات طريق المتاعب الطويل للاقتصاد العالمي الذي يستقرأ له الخبراء الدوليون أياما سوداء قادمة قد تكون أتعس مما عاشه خلال الأزمات السابقة مجتمعة .. ولئن نأمل أن يخيّب المستقبل توقعاتهم فالمؤكد وأنّ وفي كل الحالات ستلقي الأزمة القادمة بظلالها على اقتصادنا الهش الذي اجتمعت له كل الظروف لتبقي نموه عند مستوى الصفر منذ سنوات بما ينبئ بالأسوأ بعد أن عاينا السيئ ولمسنا أثاره .
إن الظرف الحساس المتوقع حلوله يفرض أكثر من أي وقت مضى استعدادا للقادم من خلال التفكير في خطة تخفف من وقع الصدمة وتغيّر إستراتجية التحرك وتعدّ العدة لاستقطاب الاستثمارات وتشجيعها وتوفير المناخ الملائم لها من خلال التشريعات كي تكون فترة الأزمة فترة بناء وتهيئة لما بعد انقضاء الأزمة .
واعتقادنا أن النجاح في تخفيف وطأة الأزمات يكمن في تشريعات ليّنة تراعي الظروف وتتأقلم معها بعيدا عن المزايدات السياسية التي لا تغني ولا تسمن بل تهدّ وتدّك اقتصادنا وماليتنا وتركيبة مجتمعنا ..فالغباء كما قال انشتاين إن تفعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وتنتظر نتائج مختلفة
حافظ الغريبي