

كان اطلاق حملة للنظافة من اولى اوليات حكومة الصيد التي بادرت بضبط برنامج في الغرض لمسنا بعض اوجه تنفيذه على الطرقات الرئيسية كتلك التي تمر منها المواكب الرسمية
لكن يبدو ان تلك الحملة كانت مجرد ذر رماد على العيون لايهام المواطنين ان الحكومة قطعت مع الماضي وان " العهد الجديد " سيقطع مع الماضي الاليم وسيصالح التونسي مع محيطه كما سعى للمصالحة مع رجال الاعمال المتهمين في قضايا فساد.
ومرت الايام ومعها الليالي التي كان يحلم فيها التونسي بقرب استعادة هيبة الدولة التي وعده باستعادتها الباجي قايد السبسي ، هيبة تتجسم في مختلف اوجه الحياة اليومية ومنها التاكيد ان لهذا البلد قانون يحمي سكانه وينظم الحياة داخله وله اطر وهياكل دولة تسهر على حسن تطبيقه وضمان احترامه.
غير ان شيئا من ذلك لم يتحقق فالمزابل تكدست والاوساخ وفضلات البناء والاتربة تراكمت والنيابات الخصوصية نامت والمعتمدون والولاة حققوا مآربهم بالحصول على المناصب واختاروا العمل تحت نظام التكييف عوض العمل الميداني الدؤوب.
اما وزير الداخلية واهل البيت بها ممن يعنون بالشأن البلدي شغلهم الارهاب عن كل شيء وكأن الارهاب ليس صنيعة الفقر والتهميش وانعدام التواصل بين المسؤول والمواطن وانعدام الشعور بمعاناته وهمومه .. وكم كنا نأمل ان نرى وزير الداخلية يضرب بقوة على ايادي المتقاعسين من المسؤولين الجهويين اثر زيارات فجئية تقوده لاحياء قريبة منه او يمر بجوارها صباحا مساء .. وكم كنا نأمل ان يزور الوزير تلك المناطق الساخنة التي يفرّخ فيها الارهاب ليقف على دواعي ذاك التفريخ وينصت لـ"شعبها" ويدعه يفرّغ له قلبه فيضرب اكثر من عصفور بحجر واحد.
كنا نأمل لكن يبدو ان الامل كما هيبة الدولة غرقا في اكوام المزابل ليكون قدر تونس ان تظل كما المثل القائل " هز ساق تغرق الاخرى " وقديما قالوا " الله يرحمك يا راجل امي الاول"
حافظ الغريبي