إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: رفح والجنائية الدولية والفرصة الأخيرة ..

 

لا أحد يعلم حتى نهاية اليوم كيف سيكون يوم غزة مع دخول العدوان على القطاع اليوم الـ214 في أعقاب الاستعدادات العسكرية المعلنة لجيش الاحتلال وتحركاته الميدانية لاجتياح مدينة رفع بعد الحرب النفسية التي أقدم عليها الاحتلال لدفع الأهالي لمغادرة محيط مدينة رفح دون أي وجهة آمنة يمكن أن يتجهوا إليها بعد أن تحولت غزة الى ساحة محروقة ومخبر للعمليات العسكرية الإسرائيلية.. ولاشك أن في احتمال إقدام الاحتلال على هكذا خطوة وهي ليست بالمستبعدة ولا نخال أن نتنياهو الذي يبحث عن أي انتصار مزيف ويسعى للبقاء في موقعه يمكن أن يتراجع أو يحسب حسابا لكل التحذيرات الأممية والعربية والدولية من محرقة يقودها في غزة بسلاح الغرب وبدعمه وتواطئه..الساعات القادمة ستكون الأبشع والأخطر على القطاع في ظل غطرسة نتنياهو وزمرته المتصهينة.. وهو ما سيدفع الى شرعنة وإقرار قانون الغاب ودخول العالم مرحلة الفوضى الهدامة ونهاية مرحلة النظام العالمي الأرعن.. وسيكون أيضا من الغباء والسذاجة الاعتقاد أن بقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي يمكن أن تتحرك ميدانيا لإنقاذ ما بقي من العدالة الدولية أو ردع ظلم الاحتلال الإسرائيلي ذلك أن الأمر يتعلق بلعبة المصالح والأولويات المطروحة أمام هذه القوى التي تعود العالم على أن تقول ما لا تفعل وتسوق للتعاطف الذي لا يغير من الواقع شيئا ..

وفي انتظار تطورات الأحداث وما يخطط له نتنياهو في غزة وهو يدوس على كل القوانين الدولية والإنسانية ويمنح نفسه حق المضي قدما في إبادة أهالي غزة.. يبقى الخيط المتبقي من الأمل فيما يمكن أن تؤول إليه المعركة القانونية المرتقبة في الجنائية الدولية وما إذا سيتم إعدام الفرصة الأخيرة لاستعادة مصداقية الجنائية الدولية أو ما إذا ستتمكن ضغوط نتنياهو وحلفائه من ترويع المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان ودفعه الى التراجع عن إصدار بطاقات جلب في حق مجرمي الحرب الذين يواصلون حرب الإبادة الجماعية في غزة وعلى رأسهم رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو وغالانت وبن غفير ..

لا خلاف أن التوتر سيد المشهد داخل المؤسسات العسكرية والسياسية الإسرائيلية تحسبا لصدور بطاقات الجلب مهما نفى مكتب نتنياهو الأمر وهو الذي أقر بان أي خطوة في هذا الاتجاه ستكون فضيحة.. وطبعا لم يفت نتنياهو أن يعتبر أن ملاحقة أي مسؤول إسرائيلي تعني تهديد الديموقراطية الوحيدة في المنطقة الأمر الذي يتنزل في إطار الاسطوانة المشروخة التي باتت تثير السخرية والاشمئزاز من العقلية السادية للاحتلال مع سقوط وانهيار سردية الاحتلال أمام تنامي موجة الوعي الشعبي الدولي في مختلف أنحاء العالم إزاء وتنامي انتفاضة الجامعات في الغرب رفضا لجرائم الاحتلال وغطرسته ..

لا شك أن في ما نسب لمكتب المدعي العام من أن أي تهديدات تستهدف فريقه قد ترقى الى الجريمة مسألة مهمة ولكنها لا تشكل ضمانة بان الجنائية الدولية ستتحرك ضد جرائم الاحتلال كما فعلت إزاء جرائم إبادة في رواندا والبوسنة أو غيرها ..

ما سربته وسائل إعلام إسرائيلية من تحركات في حكومة نتنياهو في اتجاه الإدارة الأمريكية والعواصم الغربية الى جانب استنفار السفارات الإسرائيلية واللوبيات اليهودية المتنفذة لإجهاض هذه الخطوة ليس من فراغ وجاء بعد تسريبات بان الجنائية الدولية على وشك إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ووزير الحرب غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي..

صحيح أن نتنياهو قلل من جدوى هذه الخطوة في العلن ولكن ما يجري في المكاتب المغلقة يؤكد العكس وان السلطات الإسرائيلية تتحسب لما يمكن أن يصدر عن الجنائية الدولية ..

..

حتى هذه المرحلة لا يزال المدعي العام كريم خان مترددا في كشف نتائج التحقيقات في الإبادة المستمرة في غزة وليس من الواضح إن كانت هذه التحقيقات قائمة أو ما إذا ستكون لها نتائج لاحقة.. والأكيد أنه لن يكون بإمكان كريم خان الإفلات من المسؤولية التي تنتظره فهو أكثر من يدرك أن عشرات بل مئات القضايا ترفع يوميا ضد قادة الاحتلال من منظمات حقوقية وحكومية وغيرها ضد قادة الاحتلال وانه قد يكون بالإمكان المناورة والتهرب من هذا الاستحقاق لبعض الوقت ولكن ليس كل الوقت لأنه سيجد نفسه ملاحقا من الجميع بالتواطؤ في حرب الإبادة التي يتابع العالم أطوارها ..

هناك أيضا حقيقة لا ينتبه لها الاحتلال وحلفاؤه وانه في خضم المحرقة الحاصلة في غزة وبرغم ما يتوفر لنتنياهو من وسائل عسكرية وقدرات على قتل وتهجير الفلسطينيين وشن أعتى الحملات الإعلامية فان صوت فلسطين وصوت غزة تمكن من اختراق كل الحدود والحواجز وبلغ كل أنحاء العالم تماما كما أن حملة مقاطعة الاحتلال تحقق ضربات موجعة للاحتلال.. أما قائمة الدول التي قطعت علاقتها بكيان الاحتلال فهي في ارتفاع حتى وان لم تشمل أي بلد من الدول العربية المطبعة.. أخيرا وليس آخرا فإنه في كل يوم يتم الإعلان عن اعتراف بلد إضافي بالدولة الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.. قد لا يكون انتصار غزة غدا ولكنه آت مهما تأخر ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد:   رفح والجنائية الدولية والفرصة الأخيرة ..

 

لا أحد يعلم حتى نهاية اليوم كيف سيكون يوم غزة مع دخول العدوان على القطاع اليوم الـ214 في أعقاب الاستعدادات العسكرية المعلنة لجيش الاحتلال وتحركاته الميدانية لاجتياح مدينة رفع بعد الحرب النفسية التي أقدم عليها الاحتلال لدفع الأهالي لمغادرة محيط مدينة رفح دون أي وجهة آمنة يمكن أن يتجهوا إليها بعد أن تحولت غزة الى ساحة محروقة ومخبر للعمليات العسكرية الإسرائيلية.. ولاشك أن في احتمال إقدام الاحتلال على هكذا خطوة وهي ليست بالمستبعدة ولا نخال أن نتنياهو الذي يبحث عن أي انتصار مزيف ويسعى للبقاء في موقعه يمكن أن يتراجع أو يحسب حسابا لكل التحذيرات الأممية والعربية والدولية من محرقة يقودها في غزة بسلاح الغرب وبدعمه وتواطئه..الساعات القادمة ستكون الأبشع والأخطر على القطاع في ظل غطرسة نتنياهو وزمرته المتصهينة.. وهو ما سيدفع الى شرعنة وإقرار قانون الغاب ودخول العالم مرحلة الفوضى الهدامة ونهاية مرحلة النظام العالمي الأرعن.. وسيكون أيضا من الغباء والسذاجة الاعتقاد أن بقية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي يمكن أن تتحرك ميدانيا لإنقاذ ما بقي من العدالة الدولية أو ردع ظلم الاحتلال الإسرائيلي ذلك أن الأمر يتعلق بلعبة المصالح والأولويات المطروحة أمام هذه القوى التي تعود العالم على أن تقول ما لا تفعل وتسوق للتعاطف الذي لا يغير من الواقع شيئا ..

وفي انتظار تطورات الأحداث وما يخطط له نتنياهو في غزة وهو يدوس على كل القوانين الدولية والإنسانية ويمنح نفسه حق المضي قدما في إبادة أهالي غزة.. يبقى الخيط المتبقي من الأمل فيما يمكن أن تؤول إليه المعركة القانونية المرتقبة في الجنائية الدولية وما إذا سيتم إعدام الفرصة الأخيرة لاستعادة مصداقية الجنائية الدولية أو ما إذا ستتمكن ضغوط نتنياهو وحلفائه من ترويع المدعي العام للجنائية الدولية كريم خان ودفعه الى التراجع عن إصدار بطاقات جلب في حق مجرمي الحرب الذين يواصلون حرب الإبادة الجماعية في غزة وعلى رأسهم رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو وغالانت وبن غفير ..

لا خلاف أن التوتر سيد المشهد داخل المؤسسات العسكرية والسياسية الإسرائيلية تحسبا لصدور بطاقات الجلب مهما نفى مكتب نتنياهو الأمر وهو الذي أقر بان أي خطوة في هذا الاتجاه ستكون فضيحة.. وطبعا لم يفت نتنياهو أن يعتبر أن ملاحقة أي مسؤول إسرائيلي تعني تهديد الديموقراطية الوحيدة في المنطقة الأمر الذي يتنزل في إطار الاسطوانة المشروخة التي باتت تثير السخرية والاشمئزاز من العقلية السادية للاحتلال مع سقوط وانهيار سردية الاحتلال أمام تنامي موجة الوعي الشعبي الدولي في مختلف أنحاء العالم إزاء وتنامي انتفاضة الجامعات في الغرب رفضا لجرائم الاحتلال وغطرسته ..

لا شك أن في ما نسب لمكتب المدعي العام من أن أي تهديدات تستهدف فريقه قد ترقى الى الجريمة مسألة مهمة ولكنها لا تشكل ضمانة بان الجنائية الدولية ستتحرك ضد جرائم الاحتلال كما فعلت إزاء جرائم إبادة في رواندا والبوسنة أو غيرها ..

ما سربته وسائل إعلام إسرائيلية من تحركات في حكومة نتنياهو في اتجاه الإدارة الأمريكية والعواصم الغربية الى جانب استنفار السفارات الإسرائيلية واللوبيات اليهودية المتنفذة لإجهاض هذه الخطوة ليس من فراغ وجاء بعد تسريبات بان الجنائية الدولية على وشك إصدار أوامر اعتقال بحق نتنياهو، ووزير الحرب غالانت، ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي..

صحيح أن نتنياهو قلل من جدوى هذه الخطوة في العلن ولكن ما يجري في المكاتب المغلقة يؤكد العكس وان السلطات الإسرائيلية تتحسب لما يمكن أن يصدر عن الجنائية الدولية ..

..

حتى هذه المرحلة لا يزال المدعي العام كريم خان مترددا في كشف نتائج التحقيقات في الإبادة المستمرة في غزة وليس من الواضح إن كانت هذه التحقيقات قائمة أو ما إذا ستكون لها نتائج لاحقة.. والأكيد أنه لن يكون بإمكان كريم خان الإفلات من المسؤولية التي تنتظره فهو أكثر من يدرك أن عشرات بل مئات القضايا ترفع يوميا ضد قادة الاحتلال من منظمات حقوقية وحكومية وغيرها ضد قادة الاحتلال وانه قد يكون بالإمكان المناورة والتهرب من هذا الاستحقاق لبعض الوقت ولكن ليس كل الوقت لأنه سيجد نفسه ملاحقا من الجميع بالتواطؤ في حرب الإبادة التي يتابع العالم أطوارها ..

هناك أيضا حقيقة لا ينتبه لها الاحتلال وحلفاؤه وانه في خضم المحرقة الحاصلة في غزة وبرغم ما يتوفر لنتنياهو من وسائل عسكرية وقدرات على قتل وتهجير الفلسطينيين وشن أعتى الحملات الإعلامية فان صوت فلسطين وصوت غزة تمكن من اختراق كل الحدود والحواجز وبلغ كل أنحاء العالم تماما كما أن حملة مقاطعة الاحتلال تحقق ضربات موجعة للاحتلال.. أما قائمة الدول التي قطعت علاقتها بكيان الاحتلال فهي في ارتفاع حتى وان لم تشمل أي بلد من الدول العربية المطبعة.. أخيرا وليس آخرا فإنه في كل يوم يتم الإعلان عن اعتراف بلد إضافي بالدولة الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.. قد لا يكون انتصار غزة غدا ولكنه آت مهما تأخر ..

آسيا العتروس

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews