إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في مهرجان الجم.. روما تحط مجددا في تيسدروس

 

تونس-الصباح

لا يمكن وأنت تجوب -الأحد الماضي- شوارع مدينة الجم التاريخية إلا أن تقف على عظمة وشموخ التاريخ ..شموخ يحاكي في تفاصيله سموّ مسرحها الأثري هذا المعلم الروماني الذي كان الأحد الماضي بمثابة شاهد عصر على قوة وعظمة وهيبة هذا الصرح  ..

 توقفت نهاية الأسبوع الماضي عجلة الزمان لتعود إلى القرن الثالث ميلادي بعد أن عادت الذاكرة بمدينة الجم إلى الأمجاد القديمة ...

  ... فمسرحها الروماني احتفى  بعظمة التاريخ المهيب مستعيدا عبق الرومان من خلال احتفالية أيام الجم الرومانية التي التأمت على مدار يومي 26 و27 افريل الماضي  وذلك ضمن الدورة السابعة للأيام الرومانية ...  فكان المهرجان يحاكي الزمان والمكان في  أجوائه القديمة وساحرا في دقة تفاصيله وروعة أجوائه المميزة والعظيمة..

الزمان : القرن الثالث ميلادي أو حتى قبله  

المكان  مدينة تيسدروس .. (حاليا  تعرف بمدينة الجم التاريخية)  أما الحدث المهيب فهو انطلاق الألعاب المتوسطية الرومانية ...

حدث استنفرت له مدينة الجم  وعاشت على وقعه  أجواء احتفالية خاصة  كانت تحدث فعلا خلال قرون مضت بعد أن عادت المدينة  فجأة الى تيسدروس .. فقبل انطلاق الألعاب المتوسطية جاب فيلق عسكري من جنود الرومان بأزيائهم المميزة  شوارع المدينة حتى وصلوا الى المسرح الروماني احتفالا بهذا الحدث العظيم مثلما كان يحدث سابقا

عشية الأحد الماضي وعلى مدارج  المسرح التاريخي بالجم، واحد من أهم المعالم الرومانية على المستوى المحلي كما الدولي .. غصت  المدارج بجمهور من مختلف الأعمار اقتطع تذكرة لمشاهدة أجواء وفعاليات  كانت بمثابة  جواز سفر في التاريخ وفي حضارة عادت مجسدة أمامه في أدق تفاصيلها...

ضربة البداية كانت  مع دخول الملك وزوجته إلى المسرح   يمتطيان عربة رومانية يجرها حصان  لإلقاء تحية  على الجمهور  وسط هتافات وصراخ الحاضرين ..معلنين افتتاح الألعاب المتوسطية الرومانية حتى إن الجمهور العريض خال للحظة إننا في حضرة تيسدروس وملكها...بعدها انطلقت المسابقات التي كانت مزيجا متنوعا من الألعاب القديمة التي احتضنها سابقا مسرح الجم ..

ارتدى المجالدون المتصارعون أزياءهم الرومانية التي طغى عليها اللون الأحمر وخوذاتهم التي أخفت ملامحهم  ..وتسلحوا بدروعهم وسيوفهم وخاضوا وسط هتافات وتشجيع الجمهور  معركة كانت لا بد أن تنتهي بموت احدهم.. فإن يخسر المجالد النزال وفقا للأعراف الرومانية  يعني بالضرورة أن يخسر حياته وهو المقاتل الشرس الذي يخوض لعبة الموت حتى النهاية .. لكن كرم الملك كان سخيا في البداية بعد أن عفا عن المجالد الخاسر ....فصفق الحضور وهتف عاليا  تثمينا لهذا القرار..

تواصلت بعدها الألعاب، والجمهور يتابع بشغف وانتباه حياة رومانية قديمة تجلت أمامه بكل تفاصيلها وحيثياتها من خلال معارك من طراز قديم .. فعمت هتافات الحضور المسرح مشجعة قتال المصارعين المميت ...وسادت الجلبة أكثر المكان عندما قامت إحدى حسناوات العهد الروماني-وبتوصيات من ملك تسيدروس-  برمي الجمهور بقطع من الخبز والنقود، هب الحاضرون في سرعة مدهشة  لالتقاطها، مشهد يوحي أن الجميع قد يكون صدق ولو للحظة أنه في القرن الثالث ميلادي وانه يعيش فعلا أجواء الألعاب الرومانية المتوسطية  ... فتعالت من جديد الهتافات وعمت الأجواء الحماسية أرجاء المكان..

تتالت إثرها الألعاب والمسابقات .. والحضور متفاعل ..مشدود, منتبه إلى أجواء رومانية خالصة  جعلته يقطع ولو لساعتين من الزمن مع حاضره منغمسا في عمق التاريخ وقوته وهيبته  .. أجواء من الفرح والحماس والتشجيع لم تقطع صفوها إلا خسارة احد المجالدين القتال فما كان من الملك إلا أن أمر بقطع رأسه .. بما أن البقاء للأقوى..ليسدل الستار إثرها على  هذه  الدورة من الألعاب المتوسطية الرومانية ..وسط ذهول الحاضرين وتصفيقهم وهتافاتهم..

وبعيدا عن أجواء مهرجان المسابقات والألعاب الرومانية جدير بالذكر أن مهرجان الأيام الرومانية بالجم  وعلاوة على بعده السياحي والترويجي لمدينة الجم يلعب دورا تثقيفيا هاما فهو يقدم وخاصة للأطفال تفاصيل حضارة عريقة مرت عبر مدينة الجم ومسرحها الذي شاهد على مدار ساعتين عرضا  فرجويا يعكس فعلا ما كان يحدث في القرن الثالث ميلادي  وذلك من خلال 

 ديكور وملابس واكسسورات تعكس فعلا عبق الحضارة الرومانية في أدق تفاصيلها...

حول هذا العرض الفرجوي  يشير مدير مهرجان الأيام الرومانية للجم  رضا حفيظ في تصريح لـ "الصباح" أن هذا المهرجان الذي كانت انطلاقته منذ سنة 2016 يقتصر على يومين فقط ويشمل عروضا فرجوية قديمة كالرياضات الأولمبية القديمة وبعض المعزوفات الرومانية وكل ما كان يعيشه الرومان في القرن الثالث ميلادي بالمسرح الروماني بالجم  مشيرا إلى أن المهرجان يضم ورشات  حوالي 18 منها موجهة أساسا للأطفال إلى جانب ورشات أخرى تتولى تقديم شرح للزوار حول الحرف التي كانت تمارس منذ عهد الرومان على غرار الفسيفساء والخزف .. إلى جانب فضاءات أخرى تقوم بالدعاية للسياحة في ولاية المهدية ..

كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن الحديقة الخلفية للمسرح كانت هي الأخرى مسرحا  لفسيفساء من الورشات كالطين والرسم وصناعة خوذة الجندي وغيرها من الورشات والمعارض التثقيفية الأخرى..

في هذا الخضم وعلى مدار سبع سنوات تجدد مدينة الجم العهد مع عراقة التاريخ  وعبق الماضي من خلال تقديمها لعرض فرجوي من طراز خاص يعكس القيمة التاريخية الكبرى لهذه المدينة ولهذا المسرح الذي ما يزال شامخا  شموخ المحاربين القدامي ..

منال حرزي

في مهرجان الجم..   روما  تحط مجددا في تيسدروس

 

تونس-الصباح

لا يمكن وأنت تجوب -الأحد الماضي- شوارع مدينة الجم التاريخية إلا أن تقف على عظمة وشموخ التاريخ ..شموخ يحاكي في تفاصيله سموّ مسرحها الأثري هذا المعلم الروماني الذي كان الأحد الماضي بمثابة شاهد عصر على قوة وعظمة وهيبة هذا الصرح  ..

 توقفت نهاية الأسبوع الماضي عجلة الزمان لتعود إلى القرن الثالث ميلادي بعد أن عادت الذاكرة بمدينة الجم إلى الأمجاد القديمة ...

  ... فمسرحها الروماني احتفى  بعظمة التاريخ المهيب مستعيدا عبق الرومان من خلال احتفالية أيام الجم الرومانية التي التأمت على مدار يومي 26 و27 افريل الماضي  وذلك ضمن الدورة السابعة للأيام الرومانية ...  فكان المهرجان يحاكي الزمان والمكان في  أجوائه القديمة وساحرا في دقة تفاصيله وروعة أجوائه المميزة والعظيمة..

الزمان : القرن الثالث ميلادي أو حتى قبله  

المكان  مدينة تيسدروس .. (حاليا  تعرف بمدينة الجم التاريخية)  أما الحدث المهيب فهو انطلاق الألعاب المتوسطية الرومانية ...

حدث استنفرت له مدينة الجم  وعاشت على وقعه  أجواء احتفالية خاصة  كانت تحدث فعلا خلال قرون مضت بعد أن عادت المدينة  فجأة الى تيسدروس .. فقبل انطلاق الألعاب المتوسطية جاب فيلق عسكري من جنود الرومان بأزيائهم المميزة  شوارع المدينة حتى وصلوا الى المسرح الروماني احتفالا بهذا الحدث العظيم مثلما كان يحدث سابقا

عشية الأحد الماضي وعلى مدارج  المسرح التاريخي بالجم، واحد من أهم المعالم الرومانية على المستوى المحلي كما الدولي .. غصت  المدارج بجمهور من مختلف الأعمار اقتطع تذكرة لمشاهدة أجواء وفعاليات  كانت بمثابة  جواز سفر في التاريخ وفي حضارة عادت مجسدة أمامه في أدق تفاصيلها...

ضربة البداية كانت  مع دخول الملك وزوجته إلى المسرح   يمتطيان عربة رومانية يجرها حصان  لإلقاء تحية  على الجمهور  وسط هتافات وصراخ الحاضرين ..معلنين افتتاح الألعاب المتوسطية الرومانية حتى إن الجمهور العريض خال للحظة إننا في حضرة تيسدروس وملكها...بعدها انطلقت المسابقات التي كانت مزيجا متنوعا من الألعاب القديمة التي احتضنها سابقا مسرح الجم ..

ارتدى المجالدون المتصارعون أزياءهم الرومانية التي طغى عليها اللون الأحمر وخوذاتهم التي أخفت ملامحهم  ..وتسلحوا بدروعهم وسيوفهم وخاضوا وسط هتافات وتشجيع الجمهور  معركة كانت لا بد أن تنتهي بموت احدهم.. فإن يخسر المجالد النزال وفقا للأعراف الرومانية  يعني بالضرورة أن يخسر حياته وهو المقاتل الشرس الذي يخوض لعبة الموت حتى النهاية .. لكن كرم الملك كان سخيا في البداية بعد أن عفا عن المجالد الخاسر ....فصفق الحضور وهتف عاليا  تثمينا لهذا القرار..

تواصلت بعدها الألعاب، والجمهور يتابع بشغف وانتباه حياة رومانية قديمة تجلت أمامه بكل تفاصيلها وحيثياتها من خلال معارك من طراز قديم .. فعمت هتافات الحضور المسرح مشجعة قتال المصارعين المميت ...وسادت الجلبة أكثر المكان عندما قامت إحدى حسناوات العهد الروماني-وبتوصيات من ملك تسيدروس-  برمي الجمهور بقطع من الخبز والنقود، هب الحاضرون في سرعة مدهشة  لالتقاطها، مشهد يوحي أن الجميع قد يكون صدق ولو للحظة أنه في القرن الثالث ميلادي وانه يعيش فعلا أجواء الألعاب الرومانية المتوسطية  ... فتعالت من جديد الهتافات وعمت الأجواء الحماسية أرجاء المكان..

تتالت إثرها الألعاب والمسابقات .. والحضور متفاعل ..مشدود, منتبه إلى أجواء رومانية خالصة  جعلته يقطع ولو لساعتين من الزمن مع حاضره منغمسا في عمق التاريخ وقوته وهيبته  .. أجواء من الفرح والحماس والتشجيع لم تقطع صفوها إلا خسارة احد المجالدين القتال فما كان من الملك إلا أن أمر بقطع رأسه .. بما أن البقاء للأقوى..ليسدل الستار إثرها على  هذه  الدورة من الألعاب المتوسطية الرومانية ..وسط ذهول الحاضرين وتصفيقهم وهتافاتهم..

وبعيدا عن أجواء مهرجان المسابقات والألعاب الرومانية جدير بالذكر أن مهرجان الأيام الرومانية بالجم  وعلاوة على بعده السياحي والترويجي لمدينة الجم يلعب دورا تثقيفيا هاما فهو يقدم وخاصة للأطفال تفاصيل حضارة عريقة مرت عبر مدينة الجم ومسرحها الذي شاهد على مدار ساعتين عرضا  فرجويا يعكس فعلا ما كان يحدث في القرن الثالث ميلادي  وذلك من خلال 

 ديكور وملابس واكسسورات تعكس فعلا عبق الحضارة الرومانية في أدق تفاصيلها...

حول هذا العرض الفرجوي  يشير مدير مهرجان الأيام الرومانية للجم  رضا حفيظ في تصريح لـ "الصباح" أن هذا المهرجان الذي كانت انطلاقته منذ سنة 2016 يقتصر على يومين فقط ويشمل عروضا فرجوية قديمة كالرياضات الأولمبية القديمة وبعض المعزوفات الرومانية وكل ما كان يعيشه الرومان في القرن الثالث ميلادي بالمسرح الروماني بالجم  مشيرا إلى أن المهرجان يضم ورشات  حوالي 18 منها موجهة أساسا للأطفال إلى جانب ورشات أخرى تتولى تقديم شرح للزوار حول الحرف التي كانت تمارس منذ عهد الرومان على غرار الفسيفساء والخزف .. إلى جانب فضاءات أخرى تقوم بالدعاية للسياحة في ولاية المهدية ..

كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن الحديقة الخلفية للمسرح كانت هي الأخرى مسرحا  لفسيفساء من الورشات كالطين والرسم وصناعة خوذة الجندي وغيرها من الورشات والمعارض التثقيفية الأخرى..

في هذا الخضم وعلى مدار سبع سنوات تجدد مدينة الجم العهد مع عراقة التاريخ  وعبق الماضي من خلال تقديمها لعرض فرجوي من طراز خاص يعكس القيمة التاريخية الكبرى لهذه المدينة ولهذا المسرح الذي ما يزال شامخا  شموخ المحاربين القدامي ..

منال حرزي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews