إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خطرها أنها نوبة تنفسية مفاجئة.. 6 % من التونسيين مصابون بـ"الفدة".. وهذه آليات العلاج

 

تونس-الصباح

يحتفي العالم يوم 4 ماي من كل سنة باليوم العالمي للربو أو ما يعرف بـ"الفدة".. هذا المرض الذي يصيب الأطفال كما الكهول والذي يؤكد أهل الاختصاص انه تزايد خلال العشرية الأخيرة ..

عن آخر الإحصائيات وأبرز الأسباب المؤدية الى الإصابة بالمرض فضلا عن آليات العلاج التي تتطور من سنة الى أخرى تحدثت "الصباح" مع الدكتورة بسمة الظاهري اختصاصية في الأمراض الصدرية ورئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة...

اللّقاء الذي أتى على ابرز الجوانب المتعلقة بمرض الربو تطرقت فيه بداية الى آخر الإحصائيات المتعلّقة بهذا المرض لتشير محدثتنا في هذا الخصوص الى ان مرض الربو في تونس يصيب تقريبا ما بين 4 الى 6 بالمائة من التونسيين .

ويرتبط ارتباطا وثيقا بمرض الحساسية كما أن الجانب الوراثي يلعب دورا هاما في تعزيز الإصابة بهذا المرض لكن هذا لا يؤكد أن الجانب الوراثي يعني إصابة الشخص بالضرورة بالـ"الفدة".. مشيرة الى أن المحيط أو مناخ النشأة يلعب دورا جوهريا في جعل شخص ما عرضة أكثر من غيره للإصابة بمرض الربو.

وفسّرت الدكتورة أن أكثر ما يثير القلق أو الانزعاج في الإصابة بهذا المرض كونه يأتي على شكل نوبة تنفسية بصفة فجئية معربة في السياق ذاته عن أملها بان يقتنع الأشخاص المصابون بالربو بأنه مرض مزمن مثل بقية الأمراض الأخرى على غرار مرض السكري أو ضغط الدم الذي يستوجب العلاج بصفة منتظمة. وذلك تفاديا لحدوث مثل هذه النوبات التي تأتي بصفة فجئية والتي عادة ما تكون لها تداعيات ومٌخلّفات حادة لا سيما لدى الأطفال من خلال التعرض الى نقص حاد على مستوى الأوكسجين.

من جانب آخر وحول الطرح الذي يشير الى أن مرض الربو بصدد التفشي في تونس من سنة الى أخرى أوردت محدثتنا صحيح انه بصدد التزايد لكنه يبقى تحت السيطرة والتحكم على اعتبار أن نسبة الإقبال على أقسام الاستعجالي فيما يتعلق بنوبات الربو تراجعت بصفة كبيرة مشيرة الى أن حالات الوفيات الناتجة عن الربو قد تراجعت بصفة كبيرة كاشفة في هذا الإطار أن نسبة الوافيات التي تسجل سنويا بسبب الربو تتراوح بين 27 و32 حالة سنويا. ثلثا الوفيات تعود لأشخاص مصابة بمرض السرطان وثلث الحالات الأخرى لها علاقة بمعضلة التدخين.

وعزت الدكتورة الظاهري تراجع الوفيات بسبب الربو في تونس الى تطور آليات العلاج التي ساهمت في تجنب الحالات الخطرة التي قد تكون سببا مباشرا يؤدي الى الوفاة لكن ما يثير القلق من وجهة نظرها هو بعض الأعراض التي يشتكي منها الأطفال من قبيل أن الطفل لا يستطيع أن يمارس الرياضة أو الجري بصفة طبيعية أو سرعان ما يلهث أو ليس نشطا مثل العادة وهي أعراض ناتجة أساسا عن قلة الوعي أو عدم فهم طبيعة المرض التي تفرض تناول الدواء بصفة منتظمة .

وأشارت رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة الى انه يتعين استيعاب أن مرض الربو هو التهاب على مدار السنة يستوجب العلاج بصفة منتظمة تحسبا لحدوث نوبات تنفسية الأمر الذي يخول للطفل أن يعيش حياته بصفة طبيعية.

من جهة أخرى وردا عن سؤال يتعلق بإمكانية الإصابة بمرض الربو جراء نزلة موسمية أو التهاب في القصبات الهوائية لم يقع علاجهما بشكل ناجع لا سيما لدى الأطفال أشارت محدثتنا الى ان هنالك عاملين اثنين لا بد من التفرقة بينهما: وهو أن بعض الأطفال تتكرّر الإصابة لديهم بالالتهابات في القصبات الهوائية بصفة منتظمة مشيرة الى انه يصعب خاصة لدى الأطفال اقل من سنتين ان نؤكد إصابتهم بالربو بنسبة مائة بالمائة لان القصبات لديهم جيدة. لكن في حال تكررت الالتهابات في القصبات الهوائية أو ما يعرف بالـ bronchite بصفة منتظمة فإنها تتسبب في التهاب مزمن للقصبات الهوائية ويمكن أن تفضي الى اتساع على مستوى هذه القصبات الأمر الذي قد يتطور الى تعفن في الرئة بصفة منتظمة.

اما بالنسبة لمرض الربو فانه يتمظهر في شكل سعال جاف يرافقه ضيق على مستوى التنفس .

ولفتت الدكتورة الظاهري انتباه الأولياء انه إذا ما تجاوز السعال لدى الأطفال الـ10 أيام فان الأمر يعتبر غير عاديا ويقتضي التشخيص والعلاج .

من جهة الأخرى وحول مدى تأثير الطقس على الإصابة بمرض الربو من ذلك تزايده في فترة معينة أوردت الدكتورة الظاهري انه يمكن للطقس أن يلعب دورا لكن الأمر عادة ما ترتبط العوامل الجوية بمرض الحساسية داعية في هذا الخصوص الى أهمية التشخيص المبكر حتى يتسنى أن يكون العلاج ناجعا ووقائيا حسب نوع الحساسية المصاب بها الشخص.

اللقاء تعرض أيضا الى آليات العلاج الحديثة لمرض الربو بعيدا عن "الفشفاشة" الزرقاء التي رسخت في ذهن المواطن كعلاج أساسي ووحيد لهذا المرض لتشير محدثتنا في هذا الإطار الى أن طرق علاج مرض الربو قد تطورت كثيرا كاشفة الى أن هنالك أنواعا عديدة من مرض الربو ينقسم الى حالات خطيرة ومتوسطة وأخرى خفيفة للغاية وبالتالي فان التشخيص المبكر يؤدي الى العلاج الذي يجنبنا الالتهابات الحادة التي تفضي الى انسداد على مستوى القصبات الهوائية والذي أصبح في شكل أقراص يستنشقها المريض.

لتخلص رئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة الى القول بان مرض الربو لا يمثل إعاقة سواء عند الأطفال أو الكهول وإنما لا بد من القيام بعمليات تشخيص مبكر حتى يتسنى معرفة درجة خطورة المرض وبالتالي تلقي العلاج المناسب.

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

خطرها أنها نوبة تنفسية مفاجئة..      6 % من التونسيين مصابون بـ"الفدة".. وهذه آليات العلاج

 

تونس-الصباح

يحتفي العالم يوم 4 ماي من كل سنة باليوم العالمي للربو أو ما يعرف بـ"الفدة".. هذا المرض الذي يصيب الأطفال كما الكهول والذي يؤكد أهل الاختصاص انه تزايد خلال العشرية الأخيرة ..

عن آخر الإحصائيات وأبرز الأسباب المؤدية الى الإصابة بالمرض فضلا عن آليات العلاج التي تتطور من سنة الى أخرى تحدثت "الصباح" مع الدكتورة بسمة الظاهري اختصاصية في الأمراض الصدرية ورئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة...

اللّقاء الذي أتى على ابرز الجوانب المتعلقة بمرض الربو تطرقت فيه بداية الى آخر الإحصائيات المتعلّقة بهذا المرض لتشير محدثتنا في هذا الخصوص الى ان مرض الربو في تونس يصيب تقريبا ما بين 4 الى 6 بالمائة من التونسيين .

ويرتبط ارتباطا وثيقا بمرض الحساسية كما أن الجانب الوراثي يلعب دورا هاما في تعزيز الإصابة بهذا المرض لكن هذا لا يؤكد أن الجانب الوراثي يعني إصابة الشخص بالضرورة بالـ"الفدة".. مشيرة الى أن المحيط أو مناخ النشأة يلعب دورا جوهريا في جعل شخص ما عرضة أكثر من غيره للإصابة بمرض الربو.

وفسّرت الدكتورة أن أكثر ما يثير القلق أو الانزعاج في الإصابة بهذا المرض كونه يأتي على شكل نوبة تنفسية بصفة فجئية معربة في السياق ذاته عن أملها بان يقتنع الأشخاص المصابون بالربو بأنه مرض مزمن مثل بقية الأمراض الأخرى على غرار مرض السكري أو ضغط الدم الذي يستوجب العلاج بصفة منتظمة. وذلك تفاديا لحدوث مثل هذه النوبات التي تأتي بصفة فجئية والتي عادة ما تكون لها تداعيات ومٌخلّفات حادة لا سيما لدى الأطفال من خلال التعرض الى نقص حاد على مستوى الأوكسجين.

من جانب آخر وحول الطرح الذي يشير الى أن مرض الربو بصدد التفشي في تونس من سنة الى أخرى أوردت محدثتنا صحيح انه بصدد التزايد لكنه يبقى تحت السيطرة والتحكم على اعتبار أن نسبة الإقبال على أقسام الاستعجالي فيما يتعلق بنوبات الربو تراجعت بصفة كبيرة مشيرة الى أن حالات الوفيات الناتجة عن الربو قد تراجعت بصفة كبيرة كاشفة في هذا الإطار أن نسبة الوافيات التي تسجل سنويا بسبب الربو تتراوح بين 27 و32 حالة سنويا. ثلثا الوفيات تعود لأشخاص مصابة بمرض السرطان وثلث الحالات الأخرى لها علاقة بمعضلة التدخين.

وعزت الدكتورة الظاهري تراجع الوفيات بسبب الربو في تونس الى تطور آليات العلاج التي ساهمت في تجنب الحالات الخطرة التي قد تكون سببا مباشرا يؤدي الى الوفاة لكن ما يثير القلق من وجهة نظرها هو بعض الأعراض التي يشتكي منها الأطفال من قبيل أن الطفل لا يستطيع أن يمارس الرياضة أو الجري بصفة طبيعية أو سرعان ما يلهث أو ليس نشطا مثل العادة وهي أعراض ناتجة أساسا عن قلة الوعي أو عدم فهم طبيعة المرض التي تفرض تناول الدواء بصفة منتظمة .

وأشارت رئيس قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة الى انه يتعين استيعاب أن مرض الربو هو التهاب على مدار السنة يستوجب العلاج بصفة منتظمة تحسبا لحدوث نوبات تنفسية الأمر الذي يخول للطفل أن يعيش حياته بصفة طبيعية.

من جهة أخرى وردا عن سؤال يتعلق بإمكانية الإصابة بمرض الربو جراء نزلة موسمية أو التهاب في القصبات الهوائية لم يقع علاجهما بشكل ناجع لا سيما لدى الأطفال أشارت محدثتنا الى ان هنالك عاملين اثنين لا بد من التفرقة بينهما: وهو أن بعض الأطفال تتكرّر الإصابة لديهم بالالتهابات في القصبات الهوائية بصفة منتظمة مشيرة الى انه يصعب خاصة لدى الأطفال اقل من سنتين ان نؤكد إصابتهم بالربو بنسبة مائة بالمائة لان القصبات لديهم جيدة. لكن في حال تكررت الالتهابات في القصبات الهوائية أو ما يعرف بالـ bronchite بصفة منتظمة فإنها تتسبب في التهاب مزمن للقصبات الهوائية ويمكن أن تفضي الى اتساع على مستوى هذه القصبات الأمر الذي قد يتطور الى تعفن في الرئة بصفة منتظمة.

اما بالنسبة لمرض الربو فانه يتمظهر في شكل سعال جاف يرافقه ضيق على مستوى التنفس .

ولفتت الدكتورة الظاهري انتباه الأولياء انه إذا ما تجاوز السعال لدى الأطفال الـ10 أيام فان الأمر يعتبر غير عاديا ويقتضي التشخيص والعلاج .

من جهة الأخرى وحول مدى تأثير الطقس على الإصابة بمرض الربو من ذلك تزايده في فترة معينة أوردت الدكتورة الظاهري انه يمكن للطقس أن يلعب دورا لكن الأمر عادة ما ترتبط العوامل الجوية بمرض الحساسية داعية في هذا الخصوص الى أهمية التشخيص المبكر حتى يتسنى أن يكون العلاج ناجعا ووقائيا حسب نوع الحساسية المصاب بها الشخص.

اللقاء تعرض أيضا الى آليات العلاج الحديثة لمرض الربو بعيدا عن "الفشفاشة" الزرقاء التي رسخت في ذهن المواطن كعلاج أساسي ووحيد لهذا المرض لتشير محدثتنا في هذا الإطار الى أن طرق علاج مرض الربو قد تطورت كثيرا كاشفة الى أن هنالك أنواعا عديدة من مرض الربو ينقسم الى حالات خطيرة ومتوسطة وأخرى خفيفة للغاية وبالتالي فان التشخيص المبكر يؤدي الى العلاج الذي يجنبنا الالتهابات الحادة التي تفضي الى انسداد على مستوى القصبات الهوائية والذي أصبح في شكل أقراص يستنشقها المريض.

لتخلص رئيسة قسم الأمراض الصدرية بمستشفى الرابطة الى القول بان مرض الربو لا يمثل إعاقة سواء عند الأطفال أو الكهول وإنما لا بد من القيام بعمليات تشخيص مبكر حتى يتسنى معرفة درجة خطورة المرض وبالتالي تلقي العلاج المناسب.

منال حرزي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews