إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح" .. الكلمة للطلاّب الأحرار

 

في وقت عجز فيه المجتمع الدولي عن وقف حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها على مرأى ومسمع من العالم جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ أكثر من مائتي يوم، وخفتت فيه أو كادت أصوات شعوب العالم المحتجة على ما يجري من مجازر في فلسطين المحتلة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.. تعالت في هذه الفترة أصوات شباب الجامعات معلنة عن ثورة طلابية غير مسبوقة انطلقت شرارتها من الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأول الداعم لإسرائيل..

ومن دلالات هذه الاحتجاجات المتصاعدة في عدد من الجامعات الأمريكية العريقة مثل كولومبيا، وهارفارد، ويال، وبرينستن،.. التي ينفذ فيها الطلاب اعتصامات واسعة في باحاتها، منددين بتواصل الحرب على غزة، ومطالبين بوقف تعامل الجامعات مع الكيان الصهيوني، أنها تجري في جامعات دولة تعتبر الحليف الأول لإسرائيل ومن المفترض أنها قادرة بذلك على وقف إطلاق النار في أي وقت تريد.

ومن دلالات هذه "الثورة" الطلابية، أنها تتميز بقوة التأثير، وهي ذات مصداقية وتعبّر عن تضامن إنساني غير مسبوق مع القضية الفلسطينية، والدليل على ذلك أن لها تأثير الدومينو باعتبار أن شرارتها بصدد التمدّد والتوسّع إلى جلّ الجامعات الأمريكية، وامتد تأثيرها إلى خارج الولايات المتحدة لتشمل جامعات كندية، وهاهي الآن تخترق صمت الجامعات الأوربية وتشعل تحركات طلابية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا..

كما أربكت التحركات الطلابية السلطات الأمريكية، التي باتت متخوفة من تأثيراتها وتداعياتها،.. من ذلك أن بعض الجامعات عمدت إلى الاستعانة بالأمن للتدخل واستعمال العنف والقمع لمحاولة إخماد مظاهرات الطلبة وفض اعتصاماتهم بالقوة، بل إن منظمات حقوقية أمريكية نددت بانتهاك حرية التعبير والتظاهر السلمي، وباستعمال القمع الأمني وانتهاك الحرم الجامعي،..

ومن دلالات هذه التحركات الطلابية أيضا، أنها تعبر عن فئة واسعة من المجتمع الأمريكي الذي بات مقتنعا بعدالة القضية الفلسطينية، رغم الدعاية الصهيونية المضادة ومحاولات تزييف الحقائق وتشويه نضالات المقاومة الفلسطينية وتقزيم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

كما تعبّر هذه التحركات عن رفض غالبية الأمريكيين تقبل السردية الأحادية التي تروجها الإدارة الأمريكية عمّا يجري في فلسطين، وتدعمها لوبيات داعمة للاحتلال الإسرائيلي، عبر السيطرة على جل وسائل الإعلام وصنصرة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي..

كما تعكس عدم استعداد الطلبة لتقبل تناقضات الموقف الأمريكي، الذي يدّعي انتصاره لمبادئ الحرية والسلام، ودفاعه عن حقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية والإنسانية.. وفي نفس الوقت يدعم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة قائم على التمييز والفصل العنصري، وإبادة الفلسطينيين في احتقار لكل القرارات الدولية والأممية الصادرة ضده والداعية إلى وقف فوري للحرب والسماح بدخول المساعدات الدولية لقطاع غزة..

يرفض الشباب الطلابي الأمريكي صمت الإدارة الأمريكية ونخبه وأحزابه ولوبياته تجاه المجازر وحرب الإبادة في فلسطين المحتلة، كما يرفضون تواصل تقديم إدارة بايدن الدعم العسكري والمادي غير المشروط للاحتلال ولا تفعل شيئا للضغط عليه من أجل إيقاف إطلاق النار..

إن ما يجري من غليان في الجامعات الأمريكية والأوربية، قد يكون بداية تشكل حركة طلابية عالمية مناصرة للقضية الفلسطينية، وقد تتسلم مشعل قيادة التظاهرات السلمية عن الشعوب المقهورة، خاصة أن ما يجري في الجامعات الأمريكية، يعيد للأذهان الاحتجاجات الطلابية ضد حرب فيتنام، والتي قادتها جامعة كولومبيا التي لها تاريخ طويل مع النضال الطلابي لكافة قضايا العالم، مثل المطالبة بمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومواقفها المنددة بحرب فيتنام..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

في وقت عجز فيه المجتمع الدولي عن وقف حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها على مرأى ومسمع من العالم جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة منذ أكثر من مائتي يوم، وخفتت فيه أو كادت أصوات شعوب العالم المحتجة على ما يجري من مجازر في فلسطين المحتلة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.. تعالت في هذه الفترة أصوات شباب الجامعات معلنة عن ثورة طلابية غير مسبوقة انطلقت شرارتها من الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأول الداعم لإسرائيل..

ومن دلالات هذه الاحتجاجات المتصاعدة في عدد من الجامعات الأمريكية العريقة مثل كولومبيا، وهارفارد، ويال، وبرينستن،.. التي ينفذ فيها الطلاب اعتصامات واسعة في باحاتها، منددين بتواصل الحرب على غزة، ومطالبين بوقف تعامل الجامعات مع الكيان الصهيوني، أنها تجري في جامعات دولة تعتبر الحليف الأول لإسرائيل ومن المفترض أنها قادرة بذلك على وقف إطلاق النار في أي وقت تريد.

ومن دلالات هذه "الثورة" الطلابية، أنها تتميز بقوة التأثير، وهي ذات مصداقية وتعبّر عن تضامن إنساني غير مسبوق مع القضية الفلسطينية، والدليل على ذلك أن لها تأثير الدومينو باعتبار أن شرارتها بصدد التمدّد والتوسّع إلى جلّ الجامعات الأمريكية، وامتد تأثيرها إلى خارج الولايات المتحدة لتشمل جامعات كندية، وهاهي الآن تخترق صمت الجامعات الأوربية وتشعل تحركات طلابية في فرنسا وبريطانيا وألمانيا..

كما أربكت التحركات الطلابية السلطات الأمريكية، التي باتت متخوفة من تأثيراتها وتداعياتها،.. من ذلك أن بعض الجامعات عمدت إلى الاستعانة بالأمن للتدخل واستعمال العنف والقمع لمحاولة إخماد مظاهرات الطلبة وفض اعتصاماتهم بالقوة، بل إن منظمات حقوقية أمريكية نددت بانتهاك حرية التعبير والتظاهر السلمي، وباستعمال القمع الأمني وانتهاك الحرم الجامعي،..

ومن دلالات هذه التحركات الطلابية أيضا، أنها تعبر عن فئة واسعة من المجتمع الأمريكي الذي بات مقتنعا بعدالة القضية الفلسطينية، رغم الدعاية الصهيونية المضادة ومحاولات تزييف الحقائق وتشويه نضالات المقاومة الفلسطينية وتقزيم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

كما تعبّر هذه التحركات عن رفض غالبية الأمريكيين تقبل السردية الأحادية التي تروجها الإدارة الأمريكية عمّا يجري في فلسطين، وتدعمها لوبيات داعمة للاحتلال الإسرائيلي، عبر السيطرة على جل وسائل الإعلام وصنصرة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي..

كما تعكس عدم استعداد الطلبة لتقبل تناقضات الموقف الأمريكي، الذي يدّعي انتصاره لمبادئ الحرية والسلام، ودفاعه عن حقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية والإنسانية.. وفي نفس الوقت يدعم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة التي تسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة قائم على التمييز والفصل العنصري، وإبادة الفلسطينيين في احتقار لكل القرارات الدولية والأممية الصادرة ضده والداعية إلى وقف فوري للحرب والسماح بدخول المساعدات الدولية لقطاع غزة..

يرفض الشباب الطلابي الأمريكي صمت الإدارة الأمريكية ونخبه وأحزابه ولوبياته تجاه المجازر وحرب الإبادة في فلسطين المحتلة، كما يرفضون تواصل تقديم إدارة بايدن الدعم العسكري والمادي غير المشروط للاحتلال ولا تفعل شيئا للضغط عليه من أجل إيقاف إطلاق النار..

إن ما يجري من غليان في الجامعات الأمريكية والأوربية، قد يكون بداية تشكل حركة طلابية عالمية مناصرة للقضية الفلسطينية، وقد تتسلم مشعل قيادة التظاهرات السلمية عن الشعوب المقهورة، خاصة أن ما يجري في الجامعات الأمريكية، يعيد للأذهان الاحتجاجات الطلابية ضد حرب فيتنام، والتي قادتها جامعة كولومبيا التي لها تاريخ طويل مع النضال الطلابي لكافة قضايا العالم، مثل المطالبة بمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ومواقفها المنددة بحرب فيتنام..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews