إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بقدرة تفوق الـ 18 ألف ميغاواط ساعة سنويا..مشروع المحطة الفولطاضوئية توزر2 ..أي انعكاسات اجتماعية واقتصادية ؟

  • وزيرة الصناعة لـ"الصباح": تونس تتجه نحو الطاقات المتجددة لتخفيف العجز الطاقي والمالي
  • الرئيس المدير العام لـ"الستاغ" لـ"الصباح": مستحقات الشركة في حدود 2.4 مليار دينار
  • سفير ألمانيا بتونس: المشروع خطوة مهمة للتحول الطاقي في تونس
  • رئيس قسم الطاقة بشمال إفريقيا التابع للبنك الألماني للتنمية: فخورين بدعم مثل هذه المشاريع نظرا لما لها من انعكاسات ايجابية مهمة للتحول الطاقي
  •  والي توزر: للمشروع انعكاسات ايجابية على كل الفلاحة والسياحة

توزر-الصباح

 تم تدشين المحطة الفولطاضوئية 10 ميغاوات توزر2، نهاية الأسبوع الماضي بحضور كل من وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي، والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، ووالي الجهة محمد أيمن البجاوي، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في تونس، بيتر بروغل، ورئيس قسم الطاقة بشمال إفريقيا التابع للبنك الألماني للتنمية KFW Thorsten SCHNEIDER، وممثل عن الشركة المصنعة للمحطة GENSUN SAS France والمكلفة بالإدارة العامة لدول الجوار بالإتحاد الأوروبي Henrike Trautmann بالإضافة إلى عدد من الإطارات العليا للوزارة ووكالة التحكم في الطاقة وممثلين عن السلطات الجهوية والمحلية.

وقال والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، خلال جلسة تقديم المشروع أن المحطة الفولطاضوئية توزر 2 تمتد على مساحة 19 هكتارا، حيث تم استغلال 41٪ من المساحة الجملية لتركيز المحطة وستمكن من إنتاج ما يفوق 18.800 ميغاواط ساعة في السنة.

وأضاف عنان، أن الإستراتيجية الوطنية للتحول الطاقي في تونس تقوم على إدماج واعتماد بشكل مهم على الطاقات البديلة والنظيفة وهو ما من شأنه أن يساهم في تدعيم الإنتاج الطاقي للبلاد على أمل أن يكون قائما كليا وبنسبة 100% على الطاقات النظيفة تدعيما للاقتصاد الأخضر. 

وأشار الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز أن الكلفة الجملية للمحطة بلغت حوالي 8 مليون أورو (25 مليون دينار) ممولة من قبل التعاون المالي التونسي الألماني عن طريق قرض تفاضلي من البنك الألماني للتنمية (KFW) ستمكن من الاقتصاد في استهلاك ما يعادل 4000 طن مكافئ نفط من الغاز الطبيعي سنويا وستساهم في الحفاظ على البيئة عبر الحد من انبعاث 8450 طنًا من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري.

الطاقة النظيفة والمتجددة

وأكد الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، في تصريح لـ"الصباح"، أن هناك توجها للشركة نحو الطاقات المتجددة بداية بالفولطاضوئية وطاقة الرياح وهو ما بدأ فعليا في الهوارية بولاية نابل في سنة 2000 بطاقة إنتاجية 50 ميغاوات وكذلك بولاية بنزرت بـ 200 ميغاوات. 

وأضاف هشام عنان، أنه في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز، نتأكد من أكثر وقت مضى أنه لا بد من التوجه بالسرعة نحو الطاقات المتجددة والتسريع في النسق كذلك. وفي إشارة إلى تعطل مشروع المحطة الفولطاضوئية بولاية تطاوين، بين الرئيس المدير العام، أن المشروع في طريقه نحو التقدم وفي الأيام القليلة القادمة سيتم الإعلان عن انطلاق نشاطه كغيره من المشاريع يتم ربطها بالشبكة ونتقدم في مجال الطاقة الخضراء. كما تطمح "الستاغ" إلى الوصول إلى نسبة 30% ولم لا أكثر من الطاقة النظيفة والمتجددة، وفق قوله.

وفي إجابته حول الانعكاس والتأثير المباشر على فاتورة المتساكنين في توزر خاصة وأن الاستهلاك الهام من الكهرباء في الجهة يعود أساسا إلى الاستعمال الطويل لمكيفيات الهواء نظرا لكون الولاية تعد من أكثر المناطق حرارة ليس في تونس فقط بل على مستوى عالمي خلال فصل الصيف والتي تقارب 50 درجة حيث جاءت في شهر أوت الماضي في المرتبة الرابعة عالميا في ترتيب المدن الأشد حرارة، قال الرئيس المدير العام أنه وفي الوقت الحالي ومع الأسعار العالمية لأسعار الغاز خاصة وان الشركة تعتمد بنسبة شبه كلية وبنسبة 97% على الغاز وأن الاستهلاك الوطني بنسبة 70% عن طريق التوريد بالعملة الصعبة وبالأسعار العالمية التي تجاوز فيها سعر الطن مكافئ نفط من الغاز في حدود 9 آلاف دينار، لا يمكن أن تساهم بشكل مباشر في تخفيض كلفة فاتورة الاستهلاك حيث أن الارتباط الوثيق بالغاز في الإنتاج تجعل كلفة الإنتاج عالية والحل هو التسريع في إدماج أكبر عدد ممكن من الطاقات المتجددة.

وأشار هشام عنان، أنه وبالتزامن مع احتفال التونسية للكهرباء والغاز بستينيتها أن الشركة تطمح إلى إدماج أكثر قدر ممكن من الطاقات المتجددة في أفق 2030، في إطار الهدف الاستراتيجي للاعتماد أكثر على الطاقات المتجددة.

وفي علاقة بديون الشركة، أكد أن الحل هو التقليص من فاتورة الشراءات بالعملة الصعبة، مبيننا أن المستحقات لدى الحرفاء في حدود 2.4 مليار دينار منها 40% ديون لدى الدولة و60% لدى المواطنين.

جودة الحياة

من جهته والي توزر، محمد أيمن البجاوي، أكد أنه مند سنة 2018 انطلقت الولاية في برنامج « توزر صديقة للبيئة»، حيث أن هذه المحطة ستساهم في توفير أكثر من 30% من حاجيات الجهة من الكهرباء وهو ما يغطي أكثر من 18 ألف مسكن بتوزر، طامحين إلى أن تصل النسبة إلى 100% وهو ما سينعكس ايجابيا على جودة الحياة في ولاية صديقة للبيئة وتحترم أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف البجاوي، أن لهذا المشروع انعكاسات ايجابية أيضا على القطاعي الفلاحة والسياحة، مثمنا في نفس الصدد مجهودات القائمين والداعمين لمثل هده المشاريع بالجهة.

تونس شريك مهم لألمانيا

من جهته اعتبر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في تونس، بيتر بروغل، أن مشروع المحطة الفولطاضوئية بقدرة 10 ميغاوات توزر 2، خطوة مهمة للتحول الطاقي في تونس، نظرا لأهمية الطاقة الشمسية كونها صديقة للبيئة ومستدامة، حيث أن للمشروع انعكاسات ايجابية على الصعيدين الجهوي والمحلي والوطني نظرا لكونه يؤكد أن تونس ماضية بخطوات هامة في الإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة، وهو ما بين كذلك ضرورة مزيد الالتزام السياسي في هذا المجال خاصة وأن تونس شريك مهم لألمانيا في هذا المجال وهو ما انعكس من خلال المرافقة والدعم المالي لهذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة.

وبين السفير، أنه في السياق العالمي الحالي وما تعيشه من اضطرابات لا بد من اعتماد الطاقات النظيفة لما فيها من أمن استراتيجي واستقلالية طاقية والاستفادة من مثل هذه المشاريع اقتصاديا والابتعاد أكثر عن التغيرات المناخية...

ويندرج إنجاز المحطة الفولطاضوئية توزر 2، والتي تم إبرام صفقتها بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز وGENSUN SAS France خلال سنة 2019 عقب طلب عروض دولي، في إطار دعم البرنامج الوطني للتنمية المستدامة وتنفيذ المخــطط الشمسي التونسي. ويهدف هذا المشروع إلى إثراء خبرة الشركة التونسية للكهرباء والغاز في مجال إنتاج الكهرباء وتنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على الطاقات النظيفة والتحكم في تكنولوجيات الطاقة الشمسية الفولطاضوئية قصد مرافقة بلادنا في انتقالها الطاقي.

تدعيم البحث العلمي

 وفي تصريحه لـ"الصباح"، قال رئيس مشروع المحطة الفولطاضوئية توزر2، محمد بن عياد، أن المحطتين ستغطيان ثلث حاجيات متساكني ولاية توزر في مرحلة أولى، وبين أن المشروع وفر في مرحلة الأشغال قرابة 100 شخص وفي مرحلة الاستغلال بقرابة 20 شخصا للصيانة وتشغيل المحطة.

وأضاف بن عياد، أن هذا المشروع سيساهم في تقليص الانقطاعات المتكررة للكهرباء بالجهة خاصة في أوقات الذروة وهو أهم مكسب للجهة، كما سيتم إدماج المحطتين في الزيارات والمسالك السياحية للمنطقة وكذلك تدعيم البحث العلمي بالمنطقة خاصة وأن هناك شراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر وعدة مدارس ومعاهد للهندسة.

النهوض بالقطاع الطاقي

وأكد رئيس قسم الطاقة بشمال إفريقيا التابع للبنك الألماني للتنميةKFW، Thorsten SCHNEIDER، أنهم فخورين بدعم مثل هده المشاريع نظرا لما لها من انعكاسات ايجابية مهمة للتحول الطاقي لتونس حيث يمكن للطاقة الشمسية بالبلا أن تنهض بالقطاع الطاقي وتساهم في تدعيم الشبكة الكهربائية للشركة التونسية للكهرباء والغاز، معتبرا أن البنك الألماني للتنمية يدعم الأمن الطاقي لتونس من خلال من هذه المشاريع وغيرها التي تساهم في تطوير الاقتصاد المستدام الذي يعود بالنفع أولا على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي.

وقالت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نويرة القنجي، أن هذا المشروع الحلم تحول إلى حقيقة بالجهة وهو ورقة مهمة لمزيد التأكيد على أن تونس وجهة استثمارية ناجحة مما يؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمارات، وهو ما يجعل كل التونسيين فخورين بمثل هذه المشاريع على أن تكرر في عدة ولايات أخرى خاصة وأن التوجه العالمي يقوم على تجديد مصادر الطاقة بما يحد من التغيرات المناخية والتلوث البيئي والتوجه نحو الابتعاد عن الانبعاثات الغازية مما يساهم في وجود مدن خضراء أكثر تساهم في تدعيم التحول الطاقي.

كما أكّدت الوزيرة أن هذا المشروع المتمثل في تركيز محطة فولطاضوئية بقدرة 50 ميغاوات في إطار نظام اللزمات سيمكن من تلبية احتياجات ولاية توزر بالكامل من الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقات المتجددة.

كما أفادت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نورة القنجي، في تصريح لـ"الصباح"، أنه في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة لا بد من المعادلة في تعريفة الكهرباء والغاز وهو ما يتم الاشتغال عليه حاليا وفق قولها.

وأضافت الوزيرة، أنه مع الارتفاع الكبير والمتواصل لأسعار النفط والغاز عالميا لا بد من التشجيع على استعمال الطاقة الفلوطاضوئية خاصة للإنتاج الذاتي والمنزلي فكلما ارتفعت الأسعار رافقها تخفيض في الفاتورة في هذه الحالة. وأعلنت انه في أفق سنة 2030 تطمح تونس إلى إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة بأكثر من30% من الحاجيات الوطنية، إضافة إلى ضرورة اعتماد سياسة وطنية تقوم على احترام أهداف التنمية المستدامة بالحد من الانبعاثات الغازية...

يشار إلى أن الشركة التونسية للكهرباء والغاز تحصلت بمقتضى القرض المسدى من قبل البنك الألماني للتنمية (KFW) على 11.5 مليون أورو ما يعادل 36.90 مليون دينار، وتم توجيه هذا القرض بشكل أساسي لتركيز كل من المحطة الفولطاضوئية توزر 2 ونظام تخزين بالبطارية BESS.

وتم يوم السبت الماضي أيضا عقد جلسة عمل تحت إشراف كل من وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، محمود إلياس حمزة ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم، نايلة نويرة القنجي وبحضور والي توزر أيمن البجاوي والرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مصباح الهلالي والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز هشام عنان ومدير عام الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة فتحي الحنشي ونضال الورفلي الممثل السامي لمفوضية الطاقة النووية والطاقات البديلة لإفريقيا والشرق الأوسط، وخلال الجلسة تمّ تقديم ثلاثة عروض حول، أهم أنشطة الوكالة الوطنية للتّحكّم قي الطاقة على المستوى الوطني واستعراض أهم المشاريع المنجزة والمبرمجة في ولاية توزر، ومنها إستراتيجية الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه في ميدان تحلية المياه والانتقال الطاقي بمزيد الاعتماد على الطاقات المتجددة والرفع من النجاعة الطاقية وكذلك الانفتاح على نتائج البحث العلمي وتثمينها. إضافة إلى تقديم الدراسة الأولية لمشروع تحلية المياه بالطاقة الشمسية الحرارية بمحطة التحلية بتوزر.

  كما زارا الوزيران والوفد المرافق لهما محطة تحلية المياه الجوفية بتوزر حيث اطّلعوا على تقديم ميداني للدراسة الأولية للمشروع الذي يهدف إلى تحسين نوعية المياه الصالحة للشرب وتعزيز الموارد المائية بمعتمدية توزر باستعمال الطاقة الفلطاضوئية والطاقة الشمسية الحرارية بالتعاون مع مفوّضية الطاقة النووية والطاقة البديلة لإفريقيا والشرق الأوسط، علما وأنّ هذا المشروع يندرج في إطار إستراتيجية الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لتامين الانتقال الطاقي بمزيد الاعتماد على الطاقات المتجددة والرفع من النجاعة الطاقية وكذلك الانفتاح على نتائج البحث العلمي وتثمينها، وفقا لبلاغ الوزارة.

كما تم بعث المكتب الجديد للوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بولاية توزر، وسيتولى هذا المكتب الإشراف على انجاز المشاريع والبرامج الوطنية المبرمجة بولاية توزر في إطار المبادرة الحكومية "توزر صديقة للبيئة"، كما سيضطلع بتغطية أنشطة الوكالة بالجهة وتقديم الإحاطة الفنية والدعم اللازم لمختلف المؤسسات والمنتفعين.

بالإضافة إلى إمضاء برنامج إطاري للتعاون بين الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة والشركة التونسية للكهرباء والغاز ومفوضية الطاقة النووية والطاقات البديلة.

وستمكن هذه الاتفاقية من تطوير وتيسير انجاز أنشطة التعاون الإستراتيجية في مجال التحكم في الطاقة.

يذكر أن  إنتاج المحطة الفولطاضوئية توزر1 كان قد انطلق يوم 7 أوت 2019، ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج الدولة للتنمية المستدامة وتنفيذ المخطط الشمسي التونسي وبرنامج تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على الطاقات المتجددة.

صلاح الدين كريمي

بقدرة  تفوق الـ 18 ألف ميغاواط ساعة سنويا..مشروع المحطة الفولطاضوئية توزر2 ..أي انعكاسات اجتماعية واقتصادية ؟
  • وزيرة الصناعة لـ"الصباح": تونس تتجه نحو الطاقات المتجددة لتخفيف العجز الطاقي والمالي
  • الرئيس المدير العام لـ"الستاغ" لـ"الصباح": مستحقات الشركة في حدود 2.4 مليار دينار
  • سفير ألمانيا بتونس: المشروع خطوة مهمة للتحول الطاقي في تونس
  • رئيس قسم الطاقة بشمال إفريقيا التابع للبنك الألماني للتنمية: فخورين بدعم مثل هذه المشاريع نظرا لما لها من انعكاسات ايجابية مهمة للتحول الطاقي
  •  والي توزر: للمشروع انعكاسات ايجابية على كل الفلاحة والسياحة

توزر-الصباح

 تم تدشين المحطة الفولطاضوئية 10 ميغاوات توزر2، نهاية الأسبوع الماضي بحضور كل من وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي، والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، ووالي الجهة محمد أيمن البجاوي، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في تونس، بيتر بروغل، ورئيس قسم الطاقة بشمال إفريقيا التابع للبنك الألماني للتنمية KFW Thorsten SCHNEIDER، وممثل عن الشركة المصنعة للمحطة GENSUN SAS France والمكلفة بالإدارة العامة لدول الجوار بالإتحاد الأوروبي Henrike Trautmann بالإضافة إلى عدد من الإطارات العليا للوزارة ووكالة التحكم في الطاقة وممثلين عن السلطات الجهوية والمحلية.

وقال والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، خلال جلسة تقديم المشروع أن المحطة الفولطاضوئية توزر 2 تمتد على مساحة 19 هكتارا، حيث تم استغلال 41٪ من المساحة الجملية لتركيز المحطة وستمكن من إنتاج ما يفوق 18.800 ميغاواط ساعة في السنة.

وأضاف عنان، أن الإستراتيجية الوطنية للتحول الطاقي في تونس تقوم على إدماج واعتماد بشكل مهم على الطاقات البديلة والنظيفة وهو ما من شأنه أن يساهم في تدعيم الإنتاج الطاقي للبلاد على أمل أن يكون قائما كليا وبنسبة 100% على الطاقات النظيفة تدعيما للاقتصاد الأخضر. 

وأشار الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز أن الكلفة الجملية للمحطة بلغت حوالي 8 مليون أورو (25 مليون دينار) ممولة من قبل التعاون المالي التونسي الألماني عن طريق قرض تفاضلي من البنك الألماني للتنمية (KFW) ستمكن من الاقتصاد في استهلاك ما يعادل 4000 طن مكافئ نفط من الغاز الطبيعي سنويا وستساهم في الحفاظ على البيئة عبر الحد من انبعاث 8450 طنًا من ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري.

الطاقة النظيفة والمتجددة

وأكد الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز، هشام عنان، في تصريح لـ"الصباح"، أن هناك توجها للشركة نحو الطاقات المتجددة بداية بالفولطاضوئية وطاقة الرياح وهو ما بدأ فعليا في الهوارية بولاية نابل في سنة 2000 بطاقة إنتاجية 50 ميغاوات وكذلك بولاية بنزرت بـ 200 ميغاوات. 

وأضاف هشام عنان، أنه في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز، نتأكد من أكثر وقت مضى أنه لا بد من التوجه بالسرعة نحو الطاقات المتجددة والتسريع في النسق كذلك. وفي إشارة إلى تعطل مشروع المحطة الفولطاضوئية بولاية تطاوين، بين الرئيس المدير العام، أن المشروع في طريقه نحو التقدم وفي الأيام القليلة القادمة سيتم الإعلان عن انطلاق نشاطه كغيره من المشاريع يتم ربطها بالشبكة ونتقدم في مجال الطاقة الخضراء. كما تطمح "الستاغ" إلى الوصول إلى نسبة 30% ولم لا أكثر من الطاقة النظيفة والمتجددة، وفق قوله.

وفي إجابته حول الانعكاس والتأثير المباشر على فاتورة المتساكنين في توزر خاصة وأن الاستهلاك الهام من الكهرباء في الجهة يعود أساسا إلى الاستعمال الطويل لمكيفيات الهواء نظرا لكون الولاية تعد من أكثر المناطق حرارة ليس في تونس فقط بل على مستوى عالمي خلال فصل الصيف والتي تقارب 50 درجة حيث جاءت في شهر أوت الماضي في المرتبة الرابعة عالميا في ترتيب المدن الأشد حرارة، قال الرئيس المدير العام أنه وفي الوقت الحالي ومع الأسعار العالمية لأسعار الغاز خاصة وان الشركة تعتمد بنسبة شبه كلية وبنسبة 97% على الغاز وأن الاستهلاك الوطني بنسبة 70% عن طريق التوريد بالعملة الصعبة وبالأسعار العالمية التي تجاوز فيها سعر الطن مكافئ نفط من الغاز في حدود 9 آلاف دينار، لا يمكن أن تساهم بشكل مباشر في تخفيض كلفة فاتورة الاستهلاك حيث أن الارتباط الوثيق بالغاز في الإنتاج تجعل كلفة الإنتاج عالية والحل هو التسريع في إدماج أكبر عدد ممكن من الطاقات المتجددة.

وأشار هشام عنان، أنه وبالتزامن مع احتفال التونسية للكهرباء والغاز بستينيتها أن الشركة تطمح إلى إدماج أكثر قدر ممكن من الطاقات المتجددة في أفق 2030، في إطار الهدف الاستراتيجي للاعتماد أكثر على الطاقات المتجددة.

وفي علاقة بديون الشركة، أكد أن الحل هو التقليص من فاتورة الشراءات بالعملة الصعبة، مبيننا أن المستحقات لدى الحرفاء في حدود 2.4 مليار دينار منها 40% ديون لدى الدولة و60% لدى المواطنين.

جودة الحياة

من جهته والي توزر، محمد أيمن البجاوي، أكد أنه مند سنة 2018 انطلقت الولاية في برنامج « توزر صديقة للبيئة»، حيث أن هذه المحطة ستساهم في توفير أكثر من 30% من حاجيات الجهة من الكهرباء وهو ما يغطي أكثر من 18 ألف مسكن بتوزر، طامحين إلى أن تصل النسبة إلى 100% وهو ما سينعكس ايجابيا على جودة الحياة في ولاية صديقة للبيئة وتحترم أهداف التنمية المستدامة.

وأضاف البجاوي، أن لهذا المشروع انعكاسات ايجابية أيضا على القطاعي الفلاحة والسياحة، مثمنا في نفس الصدد مجهودات القائمين والداعمين لمثل هده المشاريع بالجهة.

تونس شريك مهم لألمانيا

من جهته اعتبر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في تونس، بيتر بروغل، أن مشروع المحطة الفولطاضوئية بقدرة 10 ميغاوات توزر 2، خطوة مهمة للتحول الطاقي في تونس، نظرا لأهمية الطاقة الشمسية كونها صديقة للبيئة ومستدامة، حيث أن للمشروع انعكاسات ايجابية على الصعيدين الجهوي والمحلي والوطني نظرا لكونه يؤكد أن تونس ماضية بخطوات هامة في الإستراتيجية الوطنية للطاقات المتجددة، وهو ما بين كذلك ضرورة مزيد الالتزام السياسي في هذا المجال خاصة وأن تونس شريك مهم لألمانيا في هذا المجال وهو ما انعكس من خلال المرافقة والدعم المالي لهذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة.

وبين السفير، أنه في السياق العالمي الحالي وما تعيشه من اضطرابات لا بد من اعتماد الطاقات النظيفة لما فيها من أمن استراتيجي واستقلالية طاقية والاستفادة من مثل هذه المشاريع اقتصاديا والابتعاد أكثر عن التغيرات المناخية...

ويندرج إنجاز المحطة الفولطاضوئية توزر 2، والتي تم إبرام صفقتها بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز وGENSUN SAS France خلال سنة 2019 عقب طلب عروض دولي، في إطار دعم البرنامج الوطني للتنمية المستدامة وتنفيذ المخــطط الشمسي التونسي. ويهدف هذا المشروع إلى إثراء خبرة الشركة التونسية للكهرباء والغاز في مجال إنتاج الكهرباء وتنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على الطاقات النظيفة والتحكم في تكنولوجيات الطاقة الشمسية الفولطاضوئية قصد مرافقة بلادنا في انتقالها الطاقي.

تدعيم البحث العلمي

 وفي تصريحه لـ"الصباح"، قال رئيس مشروع المحطة الفولطاضوئية توزر2، محمد بن عياد، أن المحطتين ستغطيان ثلث حاجيات متساكني ولاية توزر في مرحلة أولى، وبين أن المشروع وفر في مرحلة الأشغال قرابة 100 شخص وفي مرحلة الاستغلال بقرابة 20 شخصا للصيانة وتشغيل المحطة.

وأضاف بن عياد، أن هذا المشروع سيساهم في تقليص الانقطاعات المتكررة للكهرباء بالجهة خاصة في أوقات الذروة وهو أهم مكسب للجهة، كما سيتم إدماج المحطتين في الزيارات والمسالك السياحية للمنطقة وكذلك تدعيم البحث العلمي بالمنطقة خاصة وأن هناك شراكة مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بتوزر وعدة مدارس ومعاهد للهندسة.

النهوض بالقطاع الطاقي

وأكد رئيس قسم الطاقة بشمال إفريقيا التابع للبنك الألماني للتنميةKFW، Thorsten SCHNEIDER، أنهم فخورين بدعم مثل هده المشاريع نظرا لما لها من انعكاسات ايجابية مهمة للتحول الطاقي لتونس حيث يمكن للطاقة الشمسية بالبلا أن تنهض بالقطاع الطاقي وتساهم في تدعيم الشبكة الكهربائية للشركة التونسية للكهرباء والغاز، معتبرا أن البنك الألماني للتنمية يدعم الأمن الطاقي لتونس من خلال من هذه المشاريع وغيرها التي تساهم في تطوير الاقتصاد المستدام الذي يعود بالنفع أولا على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي.

وقالت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نويرة القنجي، أن هذا المشروع الحلم تحول إلى حقيقة بالجهة وهو ورقة مهمة لمزيد التأكيد على أن تونس وجهة استثمارية ناجحة مما يؤدي إلى جذب مزيد من الاستثمارات، وهو ما يجعل كل التونسيين فخورين بمثل هذه المشاريع على أن تكرر في عدة ولايات أخرى خاصة وأن التوجه العالمي يقوم على تجديد مصادر الطاقة بما يحد من التغيرات المناخية والتلوث البيئي والتوجه نحو الابتعاد عن الانبعاثات الغازية مما يساهم في وجود مدن خضراء أكثر تساهم في تدعيم التحول الطاقي.

كما أكّدت الوزيرة أن هذا المشروع المتمثل في تركيز محطة فولطاضوئية بقدرة 50 ميغاوات في إطار نظام اللزمات سيمكن من تلبية احتياجات ولاية توزر بالكامل من الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقات المتجددة.

كما أفادت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، نائلة نورة القنجي، في تصريح لـ"الصباح"، أنه في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة لا بد من المعادلة في تعريفة الكهرباء والغاز وهو ما يتم الاشتغال عليه حاليا وفق قولها.

وأضافت الوزيرة، أنه مع الارتفاع الكبير والمتواصل لأسعار النفط والغاز عالميا لا بد من التشجيع على استعمال الطاقة الفلوطاضوئية خاصة للإنتاج الذاتي والمنزلي فكلما ارتفعت الأسعار رافقها تخفيض في الفاتورة في هذه الحالة. وأعلنت انه في أفق سنة 2030 تطمح تونس إلى إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة بأكثر من30% من الحاجيات الوطنية، إضافة إلى ضرورة اعتماد سياسة وطنية تقوم على احترام أهداف التنمية المستدامة بالحد من الانبعاثات الغازية...

يشار إلى أن الشركة التونسية للكهرباء والغاز تحصلت بمقتضى القرض المسدى من قبل البنك الألماني للتنمية (KFW) على 11.5 مليون أورو ما يعادل 36.90 مليون دينار، وتم توجيه هذا القرض بشكل أساسي لتركيز كل من المحطة الفولطاضوئية توزر 2 ونظام تخزين بالبطارية BESS.

وتم يوم السبت الماضي أيضا عقد جلسة عمل تحت إشراف كل من وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، محمود إلياس حمزة ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم، نايلة نويرة القنجي وبحضور والي توزر أيمن البجاوي والرئيس المدير العام للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مصباح الهلالي والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز هشام عنان ومدير عام الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة فتحي الحنشي ونضال الورفلي الممثل السامي لمفوضية الطاقة النووية والطاقات البديلة لإفريقيا والشرق الأوسط، وخلال الجلسة تمّ تقديم ثلاثة عروض حول، أهم أنشطة الوكالة الوطنية للتّحكّم قي الطاقة على المستوى الوطني واستعراض أهم المشاريع المنجزة والمبرمجة في ولاية توزر، ومنها إستراتيجية الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه في ميدان تحلية المياه والانتقال الطاقي بمزيد الاعتماد على الطاقات المتجددة والرفع من النجاعة الطاقية وكذلك الانفتاح على نتائج البحث العلمي وتثمينها. إضافة إلى تقديم الدراسة الأولية لمشروع تحلية المياه بالطاقة الشمسية الحرارية بمحطة التحلية بتوزر.

  كما زارا الوزيران والوفد المرافق لهما محطة تحلية المياه الجوفية بتوزر حيث اطّلعوا على تقديم ميداني للدراسة الأولية للمشروع الذي يهدف إلى تحسين نوعية المياه الصالحة للشرب وتعزيز الموارد المائية بمعتمدية توزر باستعمال الطاقة الفلطاضوئية والطاقة الشمسية الحرارية بالتعاون مع مفوّضية الطاقة النووية والطاقة البديلة لإفريقيا والشرق الأوسط، علما وأنّ هذا المشروع يندرج في إطار إستراتيجية الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لتامين الانتقال الطاقي بمزيد الاعتماد على الطاقات المتجددة والرفع من النجاعة الطاقية وكذلك الانفتاح على نتائج البحث العلمي وتثمينها، وفقا لبلاغ الوزارة.

كما تم بعث المكتب الجديد للوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة بولاية توزر، وسيتولى هذا المكتب الإشراف على انجاز المشاريع والبرامج الوطنية المبرمجة بولاية توزر في إطار المبادرة الحكومية "توزر صديقة للبيئة"، كما سيضطلع بتغطية أنشطة الوكالة بالجهة وتقديم الإحاطة الفنية والدعم اللازم لمختلف المؤسسات والمنتفعين.

بالإضافة إلى إمضاء برنامج إطاري للتعاون بين الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة والشركة التونسية للكهرباء والغاز ومفوضية الطاقة النووية والطاقات البديلة.

وستمكن هذه الاتفاقية من تطوير وتيسير انجاز أنشطة التعاون الإستراتيجية في مجال التحكم في الطاقة.

يذكر أن  إنتاج المحطة الفولطاضوئية توزر1 كان قد انطلق يوم 7 أوت 2019، ويندرج هذا المشروع في إطار برنامج الدولة للتنمية المستدامة وتنفيذ المخطط الشمسي التونسي وبرنامج تنويع مصادر الطاقة بالاعتماد على الطاقات المتجددة.

صلاح الدين كريمي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews