إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

موسم الحصاد على الأبواب .. نقص الأمطار يدفع إلى خفض توقعات الصابة!

تونس- الصباح

من المقرر أن يعلن رسميا خلال الأيام القادمة عن انطلاق حصاد الحبوب للموسم الحالي خاصة في ولايات الشمال الغربي التي تستحوذ على 70 بالمائة من الزارعات المخصصة للحبوب وطنيا، وسط توقعات بصابة متوسطة لن تتجاوز 15 مليون قنطار أي بنسبة أقل من 50 بالمائة عن الاستهلاك السنوي للحبوب.

ورغم تساقطات الأمطار الأخيرة، إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذ نسبة من الزراعات المخصصة للحبوب خاصة بولايات الشمال مثل جندوبة وباجة والكاف، على اعتبار أن جل المساحات الزراعية تعتمد كليا على التساقطات المطرية.

وقد انطلقت الاستعدادات مؤخرا على مستوى جهوي لموسم الحصاد من خلال إحداث لجان جهوية مكلفة بمتابعة الحصاد وتجميع الحبوب وتسهيل عملية الخزن والتحويل والتوّقي من مخاطر الحرائق المحتملة.

علما أن المساحة الجملية التي خصصت لزراعة الحبوب بولاية جندوبة تفوق 84 ألف هكتار منها نحو 17 ألفا و500 هكتار بالمناطق السقوية، وفق ما أفادت به المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة.. ونفس الأمر في ولاية الكاف التي خصصت فيها مساحة تفوق 174 هكتارا من الحبوب.

وفي ولاية باجة، تشير التوقعات أن صابة الموسم الحالي ستكون متوسطة بعد تضّرر 35 بالمائة من مساحات الحبوب جراء انحباس الأمطار.

 وأبرز تقرير أعّدته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة، عرض خلال جلس عمل عقدت بتاريخ 22 أفريل المنقضي، بحضور مختلف الهياكل والمصالح الجهوية للاستعداد لموسم الحصاد، أن 35 بالمائة من المزروعات في حالة صعبة، و30 بالمائة حالتها متوسطة، و35 بالمائة من المساحات في حالة مستقرة وحسنة، وذلك من بين أكثر من 200 ألف هكتار مزروعة خلال الموسم الحالي 2023-2024.

 وأّكد نفس التقرير أن مساحات كبيرة في حاجة للري ولنزول الأمطار في هذه الفترة المتزامنة مع امتلاء الحبوب وتشكل الحبات، مشيرا إلى ري 2465 هكتارا من الحبوب بالمناطق السقوية بالجهة، وإعداد 43 مركزا للتجميع والخزن بطاقة 8,2 مليون قنطار وهي طاقة كافية لتخزين إنتاج الجهة من الحبوب للموسم الحالي.

 وكان رئيس الاتحاد الجهوى للفلاحة والصيد البحري بباجة، شكري الدجبي، قد أكد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن صابة الموسم الحالي ستكون متوسطة لكنها أحسن من الموسم المنقضي، باعتبار أّن انحباس الأمطار كان له تأثير سلبي بداية من شهر مارس على 35 بالمائة من الزراعات خاصة في جنوب الولاية.

يذكر أن تونس عرفت موسما زراعيا كارثيا خاصة على مستوى الحبوب خلال موسم 2022-2023، بسبب تأثير تواصل حالة الجفاف ونقص الأمطار، وكانت حصيلة الموسم في حدود 2.9 مليون قنطار وترتب عنها ارتفاع الواردات وضغوط كبيرة على المالية العمومية وسط شح التمويل الخارجي والموارد الذاتية.

تراجع مستوى الزراعات المطرية

مع بداية خريف 2023 استبشر الفلاحون بتحسن التساقطات وتجاوز حالة الجفاف خاصة بالنسبة للزارعات الكبرى، لكن ورغم تحسن نسبة امتلاء السدود وخاصة بالشمال، إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذ كافة المساحات الزراعية من الحبوب.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة أعلنت أنها خصصت بصفة استثنائية 12 مليون متر مكعب من المياه لتوزيعها كري تكميلي لمساحات الحبوب بعدة مناطق، ووفق ما أفاد به المهندس بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بالوزارة محمد علي بن رمضان في تصريح للإذاعة الوطنية بتاريخ 19 أفريل 2024، وكشف أن الحالة العامة للزراعات المطرية بمناطق الشمال تراجعت بسبب نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في النصف الثاني من شهر مارس وبداية أفريل من العام الحالي.

وقدرت وزارة الفلاحة والموارد المائية المساحات المبرمجة لموسم الحبوب 2023/2024 بحوالي 1.2 مليون هكتار، وهو نفس مستوى المساحات المزروعة خلال السنوات السابقة.

وتوزعت المساحات المبذورة على 803 آلاف هكتار بولايات الشمال و137 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب، وفي ما يتعلق بالأصناف استحوذ القمح الصلب على غرار السنوات المنقضية بنصيب الأسد من المساحات المبذورة، حيث تم بذر 560 ألف هكتار من القمح الصلب و25 ألف هكتار من القمح اللين و346 ألف هكتار من الشعير والتريتكال بـ8.5 ألف هكتار .

وذكرت وثيقة الميزان الاقتصادي لسنة 2024 أن من بين الأهداف المرسومة خلال العام الحالي إنتاج 15 مليون قنطار، حيث سيتم توفير 200 ألف قنطار من البذور الممتازة للقمح الصلب و300 ألف قنطار من البذور العادية و200 ألف قنطار من البذور المراقبة للشعير وتخصيص 100 ألف هكتار من المساحات للحبوب المروية ستمكن من إنتاج 6 مليون قنطار من القمح الصلب.

وكان عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية قد أكد في تصريح إعلامي، أن تراجع إنتاج الحبوب في تونس يعود إلى عدة عوامل أبرزها التغيرات المناخية وعزوف المزارعين وتوجههم نحو غراسات الزيتون والأشجار المثمرة، وأوضح أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب يحتاج إلى إستراتيجية مستقبلية ترتكز على توفير كل العوامل لإنجاح المواسم الفلاحية من توفير لمستلزمات الإنتاج وبحث علمي لاستنباط أصناف جديدة بالنسبة للبذور القادرة على التأقلم مع الأمراض الفطرية الجديدة.

وأفاد أن استهلاك تونس من القمح الصلب واللين يصل إلى 24 مليون قنطار في حين تراجعت المساحات المزروعة إلى أقل من 1 مليون هكتار بعدما كانت في 1.5 مليون هكتار خلال سنة 2000 ما دفع تونس إلى استيراد 90 بالمائة من حاجياتها أمام ضعف الإنتاج.

يذكر أن واردات تونس من الحبوب سجلت مع بداية العام الحالي وخلال الشهرين الأوليين زيادة بنسبة 21% مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي، وفق بيانات نشرها المرصد الوطني للفلاحة، أشارت إلى توريد 748.6 ألف طن بما قيمته 675 مليون دينار مع العلم أن قيمة الواردات قد سجلت تراجعا بضغط من تراجع الأسعار في السوق العالمية .

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

موسم الحصاد على الأبواب .. نقص الأمطار يدفع إلى خفض توقعات الصابة!

تونس- الصباح

من المقرر أن يعلن رسميا خلال الأيام القادمة عن انطلاق حصاد الحبوب للموسم الحالي خاصة في ولايات الشمال الغربي التي تستحوذ على 70 بالمائة من الزارعات المخصصة للحبوب وطنيا، وسط توقعات بصابة متوسطة لن تتجاوز 15 مليون قنطار أي بنسبة أقل من 50 بالمائة عن الاستهلاك السنوي للحبوب.

ورغم تساقطات الأمطار الأخيرة، إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذ نسبة من الزراعات المخصصة للحبوب خاصة بولايات الشمال مثل جندوبة وباجة والكاف، على اعتبار أن جل المساحات الزراعية تعتمد كليا على التساقطات المطرية.

وقد انطلقت الاستعدادات مؤخرا على مستوى جهوي لموسم الحصاد من خلال إحداث لجان جهوية مكلفة بمتابعة الحصاد وتجميع الحبوب وتسهيل عملية الخزن والتحويل والتوّقي من مخاطر الحرائق المحتملة.

علما أن المساحة الجملية التي خصصت لزراعة الحبوب بولاية جندوبة تفوق 84 ألف هكتار منها نحو 17 ألفا و500 هكتار بالمناطق السقوية، وفق ما أفادت به المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بجندوبة.. ونفس الأمر في ولاية الكاف التي خصصت فيها مساحة تفوق 174 هكتارا من الحبوب.

وفي ولاية باجة، تشير التوقعات أن صابة الموسم الحالي ستكون متوسطة بعد تضّرر 35 بالمائة من مساحات الحبوب جراء انحباس الأمطار.

 وأبرز تقرير أعّدته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بباجة، عرض خلال جلس عمل عقدت بتاريخ 22 أفريل المنقضي، بحضور مختلف الهياكل والمصالح الجهوية للاستعداد لموسم الحصاد، أن 35 بالمائة من المزروعات في حالة صعبة، و30 بالمائة حالتها متوسطة، و35 بالمائة من المساحات في حالة مستقرة وحسنة، وذلك من بين أكثر من 200 ألف هكتار مزروعة خلال الموسم الحالي 2023-2024.

 وأّكد نفس التقرير أن مساحات كبيرة في حاجة للري ولنزول الأمطار في هذه الفترة المتزامنة مع امتلاء الحبوب وتشكل الحبات، مشيرا إلى ري 2465 هكتارا من الحبوب بالمناطق السقوية بالجهة، وإعداد 43 مركزا للتجميع والخزن بطاقة 8,2 مليون قنطار وهي طاقة كافية لتخزين إنتاج الجهة من الحبوب للموسم الحالي.

 وكان رئيس الاتحاد الجهوى للفلاحة والصيد البحري بباجة، شكري الدجبي، قد أكد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن صابة الموسم الحالي ستكون متوسطة لكنها أحسن من الموسم المنقضي، باعتبار أّن انحباس الأمطار كان له تأثير سلبي بداية من شهر مارس على 35 بالمائة من الزراعات خاصة في جنوب الولاية.

يذكر أن تونس عرفت موسما زراعيا كارثيا خاصة على مستوى الحبوب خلال موسم 2022-2023، بسبب تأثير تواصل حالة الجفاف ونقص الأمطار، وكانت حصيلة الموسم في حدود 2.9 مليون قنطار وترتب عنها ارتفاع الواردات وضغوط كبيرة على المالية العمومية وسط شح التمويل الخارجي والموارد الذاتية.

تراجع مستوى الزراعات المطرية

مع بداية خريف 2023 استبشر الفلاحون بتحسن التساقطات وتجاوز حالة الجفاف خاصة بالنسبة للزارعات الكبرى، لكن ورغم تحسن نسبة امتلاء السدود وخاصة بالشمال، إلا أنها لم تكن كافية لإنقاذ كافة المساحات الزراعية من الحبوب.

تجدر الإشارة إلى أن وزارة الفلاحة أعلنت أنها خصصت بصفة استثنائية 12 مليون متر مكعب من المياه لتوزيعها كري تكميلي لمساحات الحبوب بعدة مناطق، ووفق ما أفاد به المهندس بالإدارة العامة للإنتاج الفلاحي بالوزارة محمد علي بن رمضان في تصريح للإذاعة الوطنية بتاريخ 19 أفريل 2024، وكشف أن الحالة العامة للزراعات المطرية بمناطق الشمال تراجعت بسبب نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في النصف الثاني من شهر مارس وبداية أفريل من العام الحالي.

وقدرت وزارة الفلاحة والموارد المائية المساحات المبرمجة لموسم الحبوب 2023/2024 بحوالي 1.2 مليون هكتار، وهو نفس مستوى المساحات المزروعة خلال السنوات السابقة.

وتوزعت المساحات المبذورة على 803 آلاف هكتار بولايات الشمال و137 ألف هكتار بولايات الوسط والجنوب، وفي ما يتعلق بالأصناف استحوذ القمح الصلب على غرار السنوات المنقضية بنصيب الأسد من المساحات المبذورة، حيث تم بذر 560 ألف هكتار من القمح الصلب و25 ألف هكتار من القمح اللين و346 ألف هكتار من الشعير والتريتكال بـ8.5 ألف هكتار .

وذكرت وثيقة الميزان الاقتصادي لسنة 2024 أن من بين الأهداف المرسومة خلال العام الحالي إنتاج 15 مليون قنطار، حيث سيتم توفير 200 ألف قنطار من البذور الممتازة للقمح الصلب و300 ألف قنطار من البذور العادية و200 ألف قنطار من البذور المراقبة للشعير وتخصيص 100 ألف هكتار من المساحات للحبوب المروية ستمكن من إنتاج 6 مليون قنطار من القمح الصلب.

وكان عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة المكلف بالزراعات الكبرى محمد رجايبية قد أكد في تصريح إعلامي، أن تراجع إنتاج الحبوب في تونس يعود إلى عدة عوامل أبرزها التغيرات المناخية وعزوف المزارعين وتوجههم نحو غراسات الزيتون والأشجار المثمرة، وأوضح أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب يحتاج إلى إستراتيجية مستقبلية ترتكز على توفير كل العوامل لإنجاح المواسم الفلاحية من توفير لمستلزمات الإنتاج وبحث علمي لاستنباط أصناف جديدة بالنسبة للبذور القادرة على التأقلم مع الأمراض الفطرية الجديدة.

وأفاد أن استهلاك تونس من القمح الصلب واللين يصل إلى 24 مليون قنطار في حين تراجعت المساحات المزروعة إلى أقل من 1 مليون هكتار بعدما كانت في 1.5 مليون هكتار خلال سنة 2000 ما دفع تونس إلى استيراد 90 بالمائة من حاجياتها أمام ضعف الإنتاج.

يذكر أن واردات تونس من الحبوب سجلت مع بداية العام الحالي وخلال الشهرين الأوليين زيادة بنسبة 21% مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنقضي، وفق بيانات نشرها المرصد الوطني للفلاحة، أشارت إلى توريد 748.6 ألف طن بما قيمته 675 مليون دينار مع العلم أن قيمة الواردات قد سجلت تراجعا بضغط من تراجع الأسعار في السوق العالمية .

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews