إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالمناسبة: تلك العقلية الانهزامية !!

 

تنهال على لاعبة التنس أنس جابر عبارات اللوم بمجرد أن تتعثر في مقابلة في دورة من الدورات الدولية التي تشارك فيها في الفترة الأخيرة. وإن كان هناك من يلوم انس جابر عن محبة ولأنه يتوقع منها دائما الأفضل، فإن نسبة كبيرة نراها بالخصوص من خلال مواقفها على وسائل التواصل الاجتماعي تبدو وكأنها تتصيد أي خطأ حتى تترك لنفسها العنان للتعبير عن كل ما يسكنها من مشاعر الحقد والكراهية وتتفنن في انتقاء عبارات التقريع الأكثر قدرة على الايلام والإحباط وكأن لاعبة التنس غريمة شخصية لها.

لكن سلوك انس جابر وطريقة تفاعلها مع ردود الأفعال حول مشاركاتها في المنافسات الدولية الأخيرة حيث انها تواصل مسيرتها غير آبهة بمحاولات التشكيك ولا تعير اهتماما كبيرا للنقد الجارح الذي ينهال عليها بعد كل هزيمة والذي يصل أحيانا الى مرتبة التجني يبعث كثيرا من الأمل. فانس جابر تقدم الدليل بأن هناك جرعة مضادة للعقلية الانهزامية التي اكتسحت المجتمع.

 فهي توجه بإصرارها رسائل جد إيجابية إلى الجميع واساسا الشباب وهي تواصل في ظل كل الصخب من حولها مسيرتها بثبات وتواظب على المشاركة في دورات التنس الدولية أي كانت النتيجة. انها تجوب الكرة الأرضية وتذكرنا وهي تتنقل بين مطارات العالم وبين ارضيات الملاعب حاملة معها حقيبتها الرياضية الثقيلة على كتف ورافعة مضربها بيدها بتحد واضح، تذكرنا بالجندي الذي يخوض المعارك بلا تردد بما فيها تلك التي تعتبر نتائجها غير مضمونة.

 والجميل ان انس جابر لم تلق بالمنديل كما طالبها بذلك الكثيرون بعد تكرار الهزائم في الأشهر الأخيرة وانما استمرت ليس تعنتا وإنما لأنها تدرك بان بإمكانها أن تحقق نتائج جيدة أخرى وبإمكانها ان تثري رصيدها من الجوائز وان تزيد في حفر اسمها في عالم لعبة التنس الذي كان قبل انس جابر، وهذا امر لا ينبغي ان نغفل عنه أبدا، حكرا على مجتمعات بعينها. وقد كنا والوقت غير بعيد لا نحلم بان نرى لاعبة تنس عربية تصل الى نهائيات دورات قوية وعريقة في التنس مثل دورة ويمبلدون الانقليزية التي وصلت فيها أنس جابر الى الدور النهائي في مناسبتين متتاليتين ودورة رولان "غاروس"الفرنسية التي حققت فيها انس جابر نتائج باهرة إضافة الى فوزها بدورات مهمة مثل دورة مدريد في العام الفارط والتي وصلت فيها هذا العام الى الدور ربع النهائي.

كنا أيضا والوقت غير بعيد لا نحلم بان نجد لاعبة تنس عربية في قائمة العشر الأوائل وانس جابر ظلت لأسابيع في المرتبة الثانية عالميا وظلت في المرتبة السادسة لفترة طويلة وهي اليوم رغم الصعوبات في المرتبة التاسعة.

وإذ نعترف بأن انس جابر هي التي جعلت الاحلام تكبر بإنجازاتها الهائلة وهي التي جعلت المتابعين يطمحون لنتائج أفضل على غرار ان تفوز بطلتنا بدورة من نوع "الغراند شلام" لكن ذلك لا يمنح لمنتقديها الحق في ان يقرروا مكانها وان يفرضوا عليها عقليتهم الانهزامية وان يطلبوا منها الانسحاب لمجرد انها تعثرت في بعض المناسبات. فأنس جابر لم تعد منذ فترة مجرد لاعبة تنس ارتقت الى صفوف الكبار وتشارك في المنافسات الرياضية العالمية الكبرى، على أهمية كل ذلك، وانما هي اليوم اكثر من ذلك، انها قصة نجاح ملهمة. وهي ملهمة حتى في صمودها واصرارها على تجاوز الإخفاقات وكلما وقعت نجدها تقف من جديد وهذا كل ما نحتاجه في هذا الوقت. فأنس جابر تعطي يوميا الدليل على ان النجاح لا يأتي من فراغ وانما يأتي بالعمل وبالعرق وبالصبر والمثابرة وقبول قوانين اللعبة وبعدم القاء الراية ابدا..

حياة السايب

 

 

تنهال على لاعبة التنس أنس جابر عبارات اللوم بمجرد أن تتعثر في مقابلة في دورة من الدورات الدولية التي تشارك فيها في الفترة الأخيرة. وإن كان هناك من يلوم انس جابر عن محبة ولأنه يتوقع منها دائما الأفضل، فإن نسبة كبيرة نراها بالخصوص من خلال مواقفها على وسائل التواصل الاجتماعي تبدو وكأنها تتصيد أي خطأ حتى تترك لنفسها العنان للتعبير عن كل ما يسكنها من مشاعر الحقد والكراهية وتتفنن في انتقاء عبارات التقريع الأكثر قدرة على الايلام والإحباط وكأن لاعبة التنس غريمة شخصية لها.

لكن سلوك انس جابر وطريقة تفاعلها مع ردود الأفعال حول مشاركاتها في المنافسات الدولية الأخيرة حيث انها تواصل مسيرتها غير آبهة بمحاولات التشكيك ولا تعير اهتماما كبيرا للنقد الجارح الذي ينهال عليها بعد كل هزيمة والذي يصل أحيانا الى مرتبة التجني يبعث كثيرا من الأمل. فانس جابر تقدم الدليل بأن هناك جرعة مضادة للعقلية الانهزامية التي اكتسحت المجتمع.

 فهي توجه بإصرارها رسائل جد إيجابية إلى الجميع واساسا الشباب وهي تواصل في ظل كل الصخب من حولها مسيرتها بثبات وتواظب على المشاركة في دورات التنس الدولية أي كانت النتيجة. انها تجوب الكرة الأرضية وتذكرنا وهي تتنقل بين مطارات العالم وبين ارضيات الملاعب حاملة معها حقيبتها الرياضية الثقيلة على كتف ورافعة مضربها بيدها بتحد واضح، تذكرنا بالجندي الذي يخوض المعارك بلا تردد بما فيها تلك التي تعتبر نتائجها غير مضمونة.

 والجميل ان انس جابر لم تلق بالمنديل كما طالبها بذلك الكثيرون بعد تكرار الهزائم في الأشهر الأخيرة وانما استمرت ليس تعنتا وإنما لأنها تدرك بان بإمكانها أن تحقق نتائج جيدة أخرى وبإمكانها ان تثري رصيدها من الجوائز وان تزيد في حفر اسمها في عالم لعبة التنس الذي كان قبل انس جابر، وهذا امر لا ينبغي ان نغفل عنه أبدا، حكرا على مجتمعات بعينها. وقد كنا والوقت غير بعيد لا نحلم بان نرى لاعبة تنس عربية تصل الى نهائيات دورات قوية وعريقة في التنس مثل دورة ويمبلدون الانقليزية التي وصلت فيها أنس جابر الى الدور النهائي في مناسبتين متتاليتين ودورة رولان "غاروس"الفرنسية التي حققت فيها انس جابر نتائج باهرة إضافة الى فوزها بدورات مهمة مثل دورة مدريد في العام الفارط والتي وصلت فيها هذا العام الى الدور ربع النهائي.

كنا أيضا والوقت غير بعيد لا نحلم بان نجد لاعبة تنس عربية في قائمة العشر الأوائل وانس جابر ظلت لأسابيع في المرتبة الثانية عالميا وظلت في المرتبة السادسة لفترة طويلة وهي اليوم رغم الصعوبات في المرتبة التاسعة.

وإذ نعترف بأن انس جابر هي التي جعلت الاحلام تكبر بإنجازاتها الهائلة وهي التي جعلت المتابعين يطمحون لنتائج أفضل على غرار ان تفوز بطلتنا بدورة من نوع "الغراند شلام" لكن ذلك لا يمنح لمنتقديها الحق في ان يقرروا مكانها وان يفرضوا عليها عقليتهم الانهزامية وان يطلبوا منها الانسحاب لمجرد انها تعثرت في بعض المناسبات. فأنس جابر لم تعد منذ فترة مجرد لاعبة تنس ارتقت الى صفوف الكبار وتشارك في المنافسات الرياضية العالمية الكبرى، على أهمية كل ذلك، وانما هي اليوم اكثر من ذلك، انها قصة نجاح ملهمة. وهي ملهمة حتى في صمودها واصرارها على تجاوز الإخفاقات وكلما وقعت نجدها تقف من جديد وهذا كل ما نحتاجه في هذا الوقت. فأنس جابر تعطي يوميا الدليل على ان النجاح لا يأتي من فراغ وانما يأتي بالعمل وبالعرق وبالصبر والمثابرة وقبول قوانين اللعبة وبعدم القاء الراية ابدا..

حياة السايب

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews